ذكورية وسلوكيات صبيانية وجنسية داخل البرلمان.. رسالة “رجال السلطة” للنساء: “اسكتوا واقعدوا ببيوتكن”


أخبار بارزة, خاص 27 تموز, 2022

كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:

لم يعتد “ذكوريّو” المجلس على وجود المرأة “المستقلّة” تحت قبة البرلمان، ولا على سماع أصوات نسائية تُبدي رأيًا أو تعترض اقتراحًا.

فالمجلس الجديد لم يعُد يضم فقط المرأة التي تصل إلى البرلمان عن طريق انتمائها العائلي أو الحزبي، كما جرى التقليد منذ دخول النساء البرلمان لأوّل مرة في العام 1963.

المجلس اليوم بات يحوي أصواتًا نسائية تناقش وتحتج، الأمر الذي لم يمتصّه لا رئيس المجلس نبيه بري ولا كتلته ولا كتل ونواب آخرون، فأربكتهم وأضحت “الذكورية” وسلوكياتها والنظام الأبوي – البطريركي (المصطلح الذي لم يستوعبه عقل النائب فريد الخازن الطائفي) تُسيطر على جلسات المجلس منذ اجتماعه الأوّل بعد انتخابه.

بالأمس وخلال الجلسة التشريعية الأولى، طالبت النائب حليمة قعقور الرئيس بري بالكلام أثناء التصويت بالمناداة، فردّ على اعتراضها بـ “أستذته” المُعتادة بالقول: “اقعدي واسكتي”.. و”بقيمك من المجلس”، وكأنّه يقول لها “مطرحك مش هون”، رغم إعلانه الدائم عن “تأييده الكامل لدور المرأة في المجتمع”.

الجلسة لم تخلُ أيضًا من الحركات الصّبيانية المعيبة، فالنائب قبلان قبلان وصف النائب سينتيا زرازير بـ “الصراصير” ساخرًا من عائلتها!

وعلى هامش الجلسة، كشفت زرازير عن وقائع صادمة تحصل داخل المجلس، إذ أفصحت أنّها “لم تلقَ أي احترام منذ دخولها المجلس”، معدّدةً بعض الشواهد اللاأخلاقية التي تعرّضت لها، منها “تلطيش” بعض نواب السلطة “الذين تتفوّق ذكوريتهم على رجوليتهم”.

لكنّ الأقذر ممّا سبق هو تسلّم زرازير مكتباً يحتوي على مجلّات إباحية وواقيات ذكريّة مستخدمة مرميّة على الأرض وداخل الجوارير، لتُضاف “الوساخات” الجنسيّة إلى الذكوريّة والصبيانية لدى “رجالات” البرلمان!

هذه الأساليب الرجعية التي شهدتها ساحة النجمة أمس هي ليست سوى نموذج بسيط عن ما تواجهه المرأة اللبنانية في الحياة السياسية عامةً من تسخيف لها ولأفكارها ومواقفها، ليكون درسًا ومثالًا لأخريات قد يُفكّرن ويتجرّأن على الانخراط في العمل السياسي.

متى يقرأون القوانين بدل المجلّات؟

تعليقًا على ما حدث، تقول المستشارة والخبيرة في قضايا المساواة الجندرية عبير شبارو إنّ “ما جرى كان متوقعًا فهذا النظام البطريركي الأبوي ما زال متجذّراً ولم يتغيّر، وعندما تزيد أعداد النساء ولو بشكل قليل داخل المجلس النيابي من الطبيعي أن نتوقّع هكذا ممارسات، لكنّنا بالطبع نرفضها”.

واستهجنت ما حدث مع النائب زرازير معتبرة أنه “موضوع لا يُعلّق عليه، فبدل قراءة النواب للقوانين الضرورية التي تبقى لسنوات طويلة داخل الأدراج، هم يقرأون هذه المجلات!”

وتكرّر شبارو لـ “هنا لبنان” أنّ “هذه الأفعال مرفوضة ولا تُعبّر عن الديمقراطية لأنّ الديمقراطية تقتضي الاستماع إلى آراء كل الناس، والنساء اليوم يُمثّلن 51% من الناخبين وهنّ الأكثر إنتاجًا في البلد”.

وترى شبارو أنّ هذه الأساليب ازدادت أخيرًا “كون وصول النساء سابقًا إلى المجلس كان مرهونًا بالعائلات التقليدية السياسية وبالتالي كنّ محصّنات”، مضيفةً أنّه “حتّى في التنمّر الإلكتروني هؤلاء لديهنّ جيوش إلكترونية تدافع عنهن، بينما النائبات الجدد هنّ أكثر عرضة للتنمر والاعتداء ليكنّ عبرةً لنساء أخريات يطمحن للمشاركة بالعمل السياسي، فكأنّهم يقولون لهنّ “اسكتوا وارجعوا ع بيتكن إنتو منكن قدنا”.

الطريق السليم بحسب شبارو هو عبر “التربية التي يجب أن تتغيّر، فعلينا تربية أولادنا على طريقة تحترم المرأة أكثر وتُعطيها حقوقها”.

وبعد كل ما جرى ويجري، تسأل شبارو هل من يُحاسب على السياق والمضمون؟ وهل سيُحاسب الناخبون النواب على سلوكياتهم وعلى تقصيرهم في أعمالهم؟ وتضيف: “لو كان هناك محاسبة لما كنا وصلنا إلى هكذا تفلّت واستهتار وتخلّف في المواضيع التشريعية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us