معاناة الطلبة اللبنانيين في إيطاليا وأوروبا تتفكك جزئياً وتتحول إلى شهادات عليا بتفوق على يد دكتور لبناني لا يعرف الإستسلام


أخبار بارزة, خاص 28 تموز, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

بصراحته المعهودة ونظرته الإنسانية يواصل الدكتور الجامعي دريد محمد جهوده الأكاديمية لمساعدة الطلاب اللبنانيين في أكثر من مدينة إيطالية، جهود متنوعة الاتجاهات تشمل إيطاليا ودول الإتحاد الأوروبي، متجاوزاً العوائق التي يعاني منها هؤلاء الطلاب -والتي لم تفلح الدولة اللبنانية بسلطاتها المعنية في الداخل والخارج في تخطيها- مدخلاً فرحة النجاح والتفوق إلى قلوب هؤلاء بحمل شهادات الماستر والدكتوراه في ختام مسار تعليمهم العالي الطويل في أحد بلاد الإغتراب.

ويؤكد محمد رئيس اللجنة الثقافية في القارة الأوروبية للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في حديث لـ “هنا لبنان”: “يثبت طلابنا الأعزاء مرة جديدة وفي أحلك الظروف وأصعبها عليهم، أن النجاح لا يتحقق من دون الجهد والمثابرة والقوة والإرادة، في وجه معاناتهم الأكاديمية القديمة – الجديدة، التي واجهناها سوياً بفضل مبادراتنا الخيرة، مع كل الجامعات الإيطالية المسجلين فيها”.

أما أساليب المواجهة فتتجسد في الإتفاقيات التي عقدها مع الجامعات الإيطالية لتخفيف الرسوم الضريبية التي تفرض على الطالب، وبإعطائهم مجموعة من المنح والمساعدات الجامعية التي تسمح لهم بإستكمال حياتهم اليومية أيضاً، من خلال لجوئنا إلى بعض المؤسسات والجمعيات في سبيل مواجهتنا هذه المشكلة الكبيرة بالنسبة لهم وفق تعبيره.

وبفضل هذه الخطوات التي شاركت في ترجمتها العديد من الدول الأوروبية، إضافة إلى المؤسسات والجمعيات في الداخل الإيطالي وخارجه مثل “كاريتاس” وجمعية سردينيا لبنان واتحاد الطلبة الأوروبي والإتحادات الأكاديمية الأوروبية في إيطاليا، وكذلك السكرتيرة الجامعية التي ساعدتنا كثيراً، نجح العشرات من الطلاب في حمل شهادات الماستر والدكتوراه، والبعض منهم بتفوق.

لا يغيب عن بال محمد الدعم الذي يحصده من “أصدقاء تنسيق الشتات” من خلال مبادرات جمة قام بها أصدقاء لبنانيون آخرون موجودون في روما ونابولي وصقلية وبريشيا وبافيا وسردينيا تضامناً مع الطلاب اللبنانيين، في ظل عجز أجهزة الدولة ومؤسساتها وسلطاتها المعنية، عن حل أزمة معاناة الطلاب في الجامعات الأجنبية وذويهم جراء الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار.

وبالنسبة إلى محمد الذي يترأس جمعية سردينيا لبنان الثقافية فإن مساعدة الطلاب هو عمل متواصل بجب أن لا يتوقف متحدثاً عن أحدث خطوات يقوم بها “نظمنا زيارة لـ 28 طالب لبناني من الدفعات الجديدة إلى جامعة كالياري- سردينيا ليتعرفوا عن كثب على الإختصاصات فيها، ليكون كل منهم على بينة من الإختصاص الذي سبق أن قرر التسجيل فيه وعما إذا كان سيبقى على قراره أم سيختار اختصاصاً آخر راق له أكثر ووجد فيه طموحه بشكل أوضح”، كل ذلك يدخل في إطار التعاون المشترك بين الجمعية وعدد من الكليات في الجامعة اللبنانية، والذي يتضمن في بعض بنوده تأمين منح دراسية للطلاب اللبنانيين في إيطاليا، وتسجيلهم في بيت الطلبة.

بالنسبة إلى أُسس هذا التعاون فهي تعود إلى العام 2005 ، آنذاك تم الإتفاق بين جامعات نابولي وجينوفا وكالياري ممثلة بعمداء كل منها مع عميد كلية العلوم في محلة الحدث (الدكتور عدنان السيد حسين) يسمح ويؤهل الطلاب اللبنانيين بإستكمال دراسة الماجستر والدكتوراه، ليس فقط في هذه الجامعات بل حتى في الجامعات التابعة لدول الإتحاد الأوروبي، وهنا يستذكر محمد “منذ ذلك العام توسعت آفاق التعاون بين البلدين ومن بينها مشاركة الطلاب في العديد من الندوات حول الوساطة وحل النزاعات في الشرق الأوسط”.

ويعد محمد أول دكتور جامعي بدأ أكاديمياً في هذا المجال الوساطي، آخذاً بالإعتبار أهمية الوساطات كطريقة لحل النزاعات وتأثيرها على المجتمعات الدولية، لينتقل بعدها إلى العمل في كلية الحقوق والعلوم السياسية وكلية العلوم الاجتماعية حيث نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية والسياسات الدولية، وهو لا يزال أستاذاً في كلية الحقوق والعلوم السياسية حتى اليوم.

وفي الختام يشدد محمد على أن الهدف من إطلاقه هذه المبادرات والمساعدات الجماعية داخل دول الإتحاد الأوروبي ومن بينها إيطاليا هو “إعطاء صورة جيدة عن الطلاب اللبنانيين وعن وطننا الحبيب لبنان”، مناشداً جميع المسؤولين في لبنان، وخصوصاً وزير التربية والتعليم العالي أن يكونوا يداً بيد مع أهالي الطلبة ومع الطلبة، وأن لا يأخذوا الموضوع بسطحية، بل العمل على حل هذه المعضلة، التي ستساهم في جعلهم أساتذة المستقبل إن في لبنان أو في دول الإتحاد الأوروبي.

ويسأل: ألا يكفي ما يعانيه وطننا وشعبنا من أزمات وضعف في تقرير المصير، أوليس العيش بكرامة حق كل مواطن؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us