بري يتحكم بالاستحقاق

كتب المحرر السياسي:
اعلن الرئيس نبيه بري منذ فترة أنه لن يوجه الدعوة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية قبل إقرار الإصلاحات المطلوبة. وكان قد سبق لبري أن أبلغ فرنسا عبر القنوات الدبلوماسية وغيرها من الدول عبر سفرائها في لبنان أنه سيوجه دعوة لجلسة انتخاب الرئيس في 7 أيلول وسيكرر الدعوة حتى انتخاب الرئيس. إلّا أنه غّير موقفه وأعلن أنه لن يدعو إلى جلسة انتخاب قبل إقرار الإصلاحات. لقد وجدت المعارضة في موقف بري محاولة للتحكم بالاستحقاق من خلال الدعوة بعدما تبين له أنه وحلفاءه في 8 آذار لم يعودوا يشكلون الغالبية وغير قادرين على التحكم في الاستحقاق، وبالتالي لجأ بري إلى هذه الطريقة ليحجز له موقعاً في الاتصالات والمفاوضات ولعب دور في الاختيار. ولا تستبعد أوساط في المعارضة أن تكون استدارة وليد جنبلاط وتموضعه الجديد من ضمن خطة بري لتعزيز موقعه وترجيح كفة من يختار للرئاسة وسيكون مدعوماً من حزب الله. إن الاصطفافات في المجلس موزعة على كتل صغيرة غير قادرة على تأمين نصاب جلسة الانتخاب وبالتالي فإن الاتفاق بين المكونات السياسية ضروري لانتخاب الرئيس. من هنا سارع جنبلاط إلى الإعلان عن تموضوع جديد إلى جانب بري في سعي منه لتسهيل إيصال من يدعمه بري والحزب وقطع الطريق على وصول مرشح من 14 آذار سيادي مدعوم من القوات. لقد تبين أن قوى المعارضة منقسمة بين سياديين ومستقليين وتغييريين وأحزاب القوات والكتائب والأحرار، وكتل سنية صغيرة، وبالتالي ليس بمقدور السياديين التحكم بالاختيار وهم بالتالي يرفضون التسوية الرئاسية كما حصل عام 2016 لأنها تنتج رئيساً لحزب الله يجيره للمحور الإيراني كما هي حال العهد الحالي، إن هذا يعني إشراك إيران في كل الملفات اللبنانية بما في ذلك ملف الثروة النفطية والغازية.

مواضيع مماثلة للكاتب:

ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء

الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة

ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟