جمعية لبنانية تجعل الوقاية من الانتحار شغلها الشاغل بعد تراكم الأزمات على الشباب اللبناني


أخبار بارزة, خاص 25 آب, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

“حياتك غالية علينا” شعور ينتاب كل متصل بالخط الساخن 1564 للدعم النفسي والوقاية من الانتحار، الذي أطلقته جمعية Embrace في العام 2017 بالتعاون مع وزارة الصحة، حتى بات عدد  المتصلين يتجاوز اليوم 1500 شهرياً بفضل الخبرة التي اكتسبها المتطوعون/ المتطوعات خلال الدورات المكثفة للقيام بعملية “الإنقاذ”، وهي دورات تهدف إلى مد العون لأي متصل يفكر أو حتى لديه نية الإنتحار بغية إعادته إلى حياته الطبيعية وإلى عائلته وأحبابه سالماً.

وتؤكد منسقة التوعية والتواصل كاندين عون في حديث لـ “هنا لبنان”: “كل إنسان يمر بحالة نفسية صعبة من حقه أن يجد أشخاص يسمعونه ويدعمونه لتخطي هذه المرحلة… فبعد ملاحظتنا أن عدداً كبيراً من الناس بعد إنفجار مرفأ بيروت يحتاجون للعلاج النفسي افتتحنا العيادات المجانية في الحمرا لتقديم العلاج من الصدمة التي تعرضوا لها.

“فك العقدة” كان عنوان أول حملة أطلقتها الجمعية بعد إطلاقها في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت في العام 2013 على يد معالجين وأطباء نفسيين،  ولم تكن الإضاءة على الصحة النفسية الخاصة بالانتحار كافية في المجتمع اللبناني، فجاءت الحملة كي تفك الصدمة النفسية التي تعتري المصابين بها قبل وأثناء الحديث عنه.

في ذلك العام لم يكن هناك مؤسسات أو جمعيات تساعد الأفراد أو العائلات الذين فقدوا أقارب لهم بالإنتحار أو يفكر أحد منهم به، فجاءت Embrace لتملأ هذا الفراغ وتكسر وصمة العار أو الـ “ستيغما” وتباشر بنشر المعلومات العلمية والدقيقة عن موضوع الصحة النفسية ومخاطر الانتحار على الفرد والعائلة والمجتمع.

 وفي لغة الأرقام تفيد عون أن رقم المتصلين (حوالي 10،000 إتصال سنة 2021) يزداد من شهر إلى آخر منذ أن بتنا نعمل 24/24 يومياً، عازية هذا الإزدياد إلى إندلاع الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية وتفاقمها إلى حدود خطيرة اليوم، كاشفة عن أن نسبة 50 % من الاتصالات التي نتلقاها هي من الفئة الشبابية (من 18 إلى 34 سنة) وأن 20 % من المتصلين عاطلون عن العمل، و60 % يتصلون وهم يحتاجون للدعم النفسي دون التفكير بالانتحار.

وفق خطة “أمان” إستراتيجية يعمل المتطوعين والمتطوعات، المجموعة التي بلغ عددها 120 مع المتطوعين، وترتكز الخطة على التأكد بأنهم بأمان بعد إنتهاء الإتصال، ملتزمة بشعار الجمعية “الحكي بطول العمر” ومن ثم إحالة المتصل إلى خدمات تقدمها جمعيات أخرى عندما تدعي الحاجة.

وتضيف عون أنه في ظل ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الشباب، فهم بحاجة للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وظروف معيشية أفضل بعيداً عن القلق والخوف على عائلاتهم أو مستقبلهم. وكل هذا الواقع المرير ينعكس سلباً على الوضع النفسي للشباب، مشددة على أن هدفنا توعيتهم على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية، ودعمهم والتأكيد لهم أن الموضوع ليس “تابو” لكن عليكم إطلاعنا عليه أكثر، فهدفنا توعيتكم عليه أكثر وأن ندعم بعضنا أكثر.

أما العيادات في الحمرا فيعمل فيها أطباء ومعالجون نفسيون يقدمون خدماتهم مجاناً، وتقدم حوالي 500 جلسة علاج نفسي شهرياً “لائحة الإنتظار عندنا باتت طويلة، ومن المستبعد أن يحصل أحد المتصلين على موعد مع طبيب نفسي أو معالج نفسي خلال فترة الشهرين القادمين”.

لم تقف الجمعية مكتوفة الأيدي أمام إقبال اللبنانيين الكثيف على هذا النوع من العلاج وهذه الفئة من الأطباء، وحيال معادلة أن الحاجة تكبر فيما الخدمات لا توازيها، باشرت الجمعية بتحويل كل من يتصل بالعيادة إلى معالج نفسي أو طبيب نفسي يقع ضمن منطقته الجغرافية مراعية بذلك قدرته المادية على تحمل تكاليف العلاج.

واليوم تسعى embrace  وبفضل الجهات الداعمة داخل لبنان وخارجه، ممن تحب الخير للبنان وأبنائه، إلى الوصول إلى الفئات العمرية التي تفتقر إلى المعلومات الدقيقة حول الإنتحار ودوافعه وأساليب الوقاية منه، وكذلك إلى المناطق التي تضعف فيها الخدمات الصحية النفسية، لأن مشاكل الصحة النفسية تحل بالإنسان مهما كان عمره وأينما كان يعيش ترى عون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us