ليس للجنرال من يكاتبه


أخبار بارزة, خاص 31 آب, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

لو وُجد في لبنان ندّ لغابرييل غارسيا ماركيز، لكتب حتماً رواية بعنوان “ليس للجنرال من يكاتبه”، مستوحاة من سيرة رئيس سابق وقائد سابق، وبطل تحرير سابق، ومنفي سابق وسيرورة بطولات متخيّلة، ومنجزات من وهم، وأفكار متضادة. لو وُجد في لبنان مقلّد لماركيز، لكتب سيرة بلا ديوك، أو لاقتبس من “خريف البطريرك” ما يوازي عهداً لبنانياً لا ولن يُطوى قبل أن يطوي القرن سنينه الطويلة.

“ليس للجنرال من يكاتبه” أو يكتب عنه. كريم بقرادوني كتب ولم ينشر أو يؤذن له بالنشر. أورهان باموك مشغول جداً. جورج غانم لا يطمح ربما إلى تتويج أعماله التوثيقية القيّمة بآخر الرؤساء.

الموجود، بدلاً من ماركيز وكتّاب السير، فرقة مطبّلين: غسان عطالله على الرق. سليم عون على الدف. مي خريش على الطبلة، سيزار أبي خليل على الطبل، جبران باسيل على الدرامز. الأخت ندى البستاني على الأكسيفيليون. للترسيم البري والبحري طبّلوا.

وللتدقيق الجنائي سيطبلون. لسدود الصيف والكيف، وللسكي نوتيك في سد المسيلحة يواصلون التطبيل،

طبّلوا للتشكيلات العالقة في جارور الرئيس كإنجاز.

طبّلوا للتعطيل باسم الميثاقية كإنجاز.

طبّلوا للرعاية الإجتماعية الشاملة ولقانون الشيخوخة الموعود، كإنجاز.

طبلوا لدورات التراخيص كإنجاز.

طبّلوا للحلم الذي لا يشيخ. حلم الشباب شاخ. وحلم الشيخ “شبشب”.

طبّلوا للقروض الميسرة من العراق، كإنجاز تحقق في العهد القوي.

طبّل عازفو الفرقة لتأهل منتخب لبنان في كرة السلة لبطولة العالم كإنجاز. كأني بالكوتش الجنرال، أو الجنرال الكوتش أعدّ الفريق ورسم خطط دفاع المنطقة والدفاع الضاغط، وكل السيستمات وترك للمدرب جاد الحاج تفاصيل صغيرة.

طبّلت الفرقة لمفهوم الإقتصاد المُنتج الذي نادى به بي الكلّ، نقيض الإقتصاد الريعي. قبل الجنرال لم يسمع علماء الإقتصاد به. الفكرة إنجاز. الخطة إنجاز. الوعد إنجاز. واكتشاف الكمّون كفاتح للشهية إنجاز. تعليق الأوسمة إنجاز. واستقبال النساوين كذلك.

دق عازفو الإيقاع العوني طبول الحرب بالإشتراك مع أوركسترا حزب الله الفيلهارمونية.

هلّلوا لأكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي ـ الفرع الأوّل.

طبّلوا فرحاً بوجود عون في سدة الرئاسة سدّا منيعاً وحصيناً في وجه أي رئيس حكومة.

يبقى أن إنتخابات المغتربين، أمرٌ جيد، اُنجِز في هذا العهد، ولأسباب تكتيكية وحسابية كاد الفريق العوني يطيح به، بإصراره على حصر تصويت المغتربين بستة نواب يمثّلون الإغتراب.

عدا التطبيل، فالتزمير من إنجازات العهد الأول (1988 ـ 1990) والثاني (2016 – 2022) وإن خرج الرئيس ليل 31 تشرين الأول طوعاً، فلن يخرج إلّا بطبل وزمر. للجنرال وحده تُقرع الطبول!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us