إيران على خط الكهرباء مجدداً وبطلب لبناني رسمي

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

أنذرت الغمامة السوداء التي نفثها معمل الذوق الحراري منذ يومين بمدى سوء وضع معامل الكهرباء في لبنان لجهة الإنتاج والتوزيع والأضرار الفادحة التي تلحق بالشبكة بعد إستعمال مادة الفيول Grade B وهي من أسوأ أنواع الفيول تفادياً للعتمة الشاملة خلال شهر أيلول ومن أجل تشغيل المرافق العامة المهمة كقرار إستثنائي من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما لا تزال العتمة المريبة تخيم على كل المناطق اللبنانية والمواطن يئن تحت رحمة أصحاب المولدات ويتم تدمير صحة الناس والبيئة وتنعدم الخدمات والإتصالات والإنترنت مع عدم وضع خطة طويلة الأمد للكهرباء أو إيجاد معالجة جذرية لهذا الملف الحساس من قبل الحكومات المتعاقبة. وتحت وطأة صرخات أهالي ونواب المنطقة وتصدر المشهد وسائل التواصل الإجتماعي أصدرت وزارة الطاقة وكهرباء لبنان بياناً تبريرياً كارثياً حول أسباب إستعمال هذا الفيول في معملي الذوق والجية.

مستجدات على صعيد إيجاد حلول مؤقتة لملف الكهرباء ظهرت إلى العلن خلال هذا الأسبوع ومنها إنتظار وصول شحنة الفيول من العراق أواخر أيلول والتي تأخرت بسبب الأحداث الأمنية، فيما أعلن وزير الطاقة وليد فياض عن إمكانية رفع تعرفة الكهرباء والتي تحتاج إلى قرار سياسي ومعها ستتمكن “كهرباء لبنان” من شراء الفيول أويل والغاز أويل، كما رجّح أن يستورد لبنان الفيول من الجزائر بسبب أسعاره المناسبة. ووعود الوزير فياض هذه قد تلحق سابقاتها لا سيما موضوع استجرار الغاز من مصر والأردن عبر سوريا الذي لم يصل إلى نتيجة ملموسة حتى الساعة.

على خط آخر يقوم الرئيس ميقاتي بجملة مساع وخطوات وإتصالات من أجل إيجاد حلول لمعضلة الكهرباء ومنها حصوله على ضمانة من البنك الدولي لإستيراد الفيول بسهولة أكثر. كما كانت زيارة السفير الإيراني مجتبى أماني له في السراي مناسبة لعرض موضوع تقديم هبة إيرانية من الفيول إلى لبنان وتسليم السفير الإيراني كتاباً رسمياً حول هذا الأمر. وقد أكدت مصادر حكومية لموقع “هنا لبنان” تبلغ ميقاتي بشكل رسمي إستعداد طهران لتزويد لبنان بالفيول، مشيرة إلى أن المواصفات التي طلبها لبنان موجودة، وأكدت المصادر أن وفداً لبنانياً “تقنياً” تم إعداده من قبل وزارة الطاقة لا يضم الوزير وليد فياض للتوجه إلى طهران الأسبوع المقبل لمناقشة كل التفاصيل بما فيها ضمانات بعدم ترتيب لبنان أي تكليف جراء هذه الهبة التي ستتيح إنتاج 5 ساعات من التغذية الكهربائية يومياً، وعلى الرغم من العقوبات الأميركية أكدت المصادر أن الفيول كهبة تستثنى من العقوبات المفروضة على الصادرات من إيران.

على خط آخر سمع وفد من حركة أمل زار إيران الأسبوع الماضي تأكيدات من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بالرغبة بالعمل من أجل مساعدة لبنان لا سيما في موضوع تزويد لبنان بالفيول والطاقة، مشيراً إلى أن لدى إيران إمكانيات فنية وهندسية لإقامة معملين في لبنان، واحد في بيروت وآخر في الجنوب بقدرة 1000 ميغاوات لكل منهما، إضافة إلى أنه في مدة قصيرة يمكن إنشاء معامل بقوه 25 ميجاوات في المناطق، مشيراً إلى أنهم بإنتظار الحكومة اللبنانية التي أبلغتهم أنها تتابع الموضوع.

ملف الكهرباء لم يغب عن زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى الرغم من قوله أنه يهتم بالأمور الصغرى بكل تواضع، طرح جنبلاط هواجسه بشأن ملف الكهرباء وهو المعضلة الأكبر في لبنان في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة وإستمرار الحكومة الحالية في تصريف الأعمال وقد أكدت مصادر الإشتراكي أن جنبلاط متخوف من إستمرار وضع الكهرباء على ما هو عليه مطالباً بضرورة تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء والتي هي من المطالب الإصلاحية الأساسية المطلوبة دولياً، إضافة إلى طرحه موضوع زيادة التعرفة وإيجاد حلول آنية وضرورية، وقد سمع جنبلاط من ميقاتي تأكيدات إيجابية بإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء في أسرع وقت ممكن.

فيما لم يغب موضوع إعادة فتح مطمر الناعمة لتغذية المناطق المحيطة بالكهرباء الناتجة عن الغاز المنبثق من النفايات المطمورة منذ 18 عاماً، وإيصالها إلى محطة المشرف التابعة لمعمل الجية من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية للقرى التي تضررت جراء إنشاء المطمر إلا أن ذلك دونه عقبات تتعلق بتلزيم شركات معينة موضوع التشغيل والصيانة.

وأشارت مصادر متابعة لهذا الملف لـ “هنا لبنان” أن هناك إمكانية أيضاً لإعادة فتح المكب بعد إقفال دام لسنة ونصف السنة من أجل إنتاج كميات إضافية من الغاز. ويبقى السؤال: هل هذه الخطوة باتت قريبة في ظل أزمة إنقطاع الكهرباء والتي تقلق جنبلاط، وهل ستتحقق مساعي الرئيس ميقاتي ونرى تدفقاً قريباً للفيول من إيران بعد أن كانت هذه المسألة محظورة، وكيف ستكون المواقف الداخلية بعد هذه الخطوة؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

دول عربية تتصدّر بنسب البطالة المرتفعة!

“لبنان بينها”.. إليكم الدول الأكثر استهلاكاً للقهوة!

في هذه الدول.. كم يبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة؟