من يخلف ميشال المر؟

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

بعد رحيل النائب ميشال المر، تُطرح جديّاً مسألة خلافته، ولو أنّ إجراء انتخابات فرعيّة أمر مستبعد.

الخلافة هنا تملك وجهين: الأوّل، الخلافة في المقعد النيابي الأرثوذكسي، والثاني الخلافة في الزعامة المتنيّة.
بالنسبة الى المقعد النيابي، المتداولة اليوم هي ثلاثة أسماء، قد يرتفع عددها في المستقبل:
النائب غسان مخيبر الذي خسر مقعده في الانتخابات النيابيّة الأخيرة.
نائب رئيس الحكومة السابق الياس المر، الذي أعلن نفسه في الانتخابات النيابيّة الأخيرة وريثاً لوالده، قبل أن يختلفا في وجهات النظر وينتقل المر الابن مع صحيفته من عمارة شلهوب الى الضبيّة، ثمّ يتصالحان من جديد. وكان المر، أيضاً، كشف عن نيّته تأسيس حزب الجمهوريّة ثمّ انكفأ عن النشاط السياسي الداخلي وعن التواصل مع القاعدة “المريّة” في المتن، وعمادها رؤساء البلديّات ما أدّى الى خسارة عددٍ من هؤلاء الذين انتقلوا الى ضفّةٍ سياسيّة أخرى. علماً أنّ المر قد يرشّح نجله البكر ميشال، وخياره الوحيد في هذه الحالة هو التحالف مع “الكتائب”، إن وجد سامي الجميّل مصلحةً في ذلك.

أما الاسم الثالث فهو ميشال كبريال المر، الذي لم يخفِ مرّةً نيّته الترشّح خلفاً لعمّه، علماً أنّ علاقته كانت جيّدة بالأخير كما بإبنة عمّه رئيسة اتحاد بلديّات المتن ميرنا المر أبو شرف.

أمّا الخلافة الأخرى لميشال المر فهي الزعامة المتنيّة التي تقلّصت، من دون أدنى شكّ، إلا أنّها ما تزال موجودة، خصوصاً أنّ أيّ سياسيّ لم يتمكّن من تحضير قاعدة خدماتيّة شبيهة بتلك التي جهّزها المر، مستفيداً من ظروفٍ سياسيّة ومن إمكاناتٍ ماديّة ومن مواقع في السلطة…
وإذا شئنا التوصيف الدقيق لقلنا إنّ النائب ابراهيم كنعان كان الأقرب الى الأداء الخدماتي للمر، ساعياً الى تأمين توازن بين الدور الخدماتي والدورَين السياسي والتشريعي.
وليس مستبعداً أن يذهب المقعد الذي كان يشغله المر الى مرشّح على لائحة القوات اللبنانيّة، إذا ارتفعت شعبيّة “القوات” في المتن، أو الى رأس حربة في لائحة للحراك الشعبي بالتحالف مع الكتائب. أما التيّار الوطني الحر فليس باستطاعته، حسابيّاً ومنطقيّاً، أن ينال مقعدين أرثوذكسيّين، ولعلّ سقف طموحه يتمثّل بالمحافظة على أحدهما.

في الخلاصة، خلافة المر النيابيّة ممكنة، أمّا خلافة الزعامة فشبه مستحيلة، ما دام الرجل، بشخصيّته وقدراته وعلاقاته، لن يتكرّر…

مواضيع مماثلة للكاتب:

الحرب والرئاسة… الحزب وباسيل

لبنان أمام أيّامٍ حاسمة: انتظروا العودة!

رئيسٌ في آذار؟ هذا اسمه…