حوارٌ لبلورة الأماني


أخبار بارزة, خاص 2 تشرين الثانى, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

24 أيلول 1975 من يذكر هذا التاريخ؟ الأرشيف يتذكر.

في ذاك اليوم إنعقد الإجتماع الأول لـ “الهيئة الوطنية للحوار” الذي ضم من صاروا اليوم، على الأرجح، في دنيا الحق: كامل الأسعد، رشيد كرامي، كميل شمعون، عبد الله اليافي، صائب سلام، مجيد إرسلان، فيليب تقلا، غسان تويني، كمال جنبلاط، ريمون إده، بيار الجميل، رينيه معوض، رضا وحيد، خاتشيك بابكيان، عباس خلف، نجيب قرانوح، إدمون رباط وطويلي العمر عاصم قانصو (85 عاماً) والياس سابا ( 93 عاماً).

بعد 4 أيام إنفجر الوضع العسكري مجدداً. وتوالت جولات العنف الأولى بالتوازي مع جولات الحوار. 9 جلسات لم تتمخض عن أي نتيجة مع أن مهمتها كانت “بلورة أماني المواطنين عموماً في برنامج عمل يحوي الأسس والمبادئ التي في ظلها سنتعاون جميعاً من أجل خير هذا الشعب وفي سبيل سيادة هذا الوطن” مات من هذا الشعب نحو 150 ألفاً وسقط 300 ألف بين جريح ومعوّق في 15 سنة (1975 _ 1990) ولم يتوقف الحوار لبلورة أماني اللبنانيين.

على وقع حرب الجبل إنعقد حوار بين الأقطاب اللبنانيين في سويسرا على مرحلتين. خريف العام 1983 إلتقوا في جنيف، وفي آذار 1984 إلتقوا في لوزان برعاية حمامة السلام عبد الحليم خدام. وقبل لوزان كان يوماً مجيداً في بيروت. إنتفاضة 6 شباط بقيادة الأخ نبيه بري. عاشت الأسماء والذكريات، بين حرب وحرب، سقط الإتفاق الثلاثي ميتاً، ويذكر الأرشيف أن حوارات الطائف تمت على وقع حربين عالميتين خاضهما الجنرال عون وانتصر في كلتيهما.

وجاء حوار بري الأوّل في مجلس النواب العام 2006، عقب دفعة أولى من الإغتيالات. وفيما كان الحوار دائراً خاض حزب الله مغامرة عسكرية أودت بـ 1200 قتيل وأكثر من 4500. الحجر “بيرجع بيتعمر”. الميت يعود بالصورة. 7 جلسات حوارية أفضت إلى لا شيء. بعدها استؤنفت الإغتيالات. مؤتمر الدوحة محطة حوارية باهرة بين ممثلي الصف الأول إتفق فيه الأطراف على حبّ بعضهم البعض والتحاصص الوزاري وانتخاب الرئيس ميشال سليمان.ثم كان حوار “سان كلو” في فرنسا على مستوى قيادات الصف الثاني. وهناك وقعت مشادة بين النائبين أكرم شهيّب ونوّاف الموسوي، بعد كلام شهيب عن حوار يجري “بين قاتل وقتيل”. فتدخل الطافح إنسانية برنار كوشنير لجمع المتخاصمَين وإصلاح ذات البين بينهما ونقلت عصفورة كانت تسجّل المحضر عن الموسوي قوله لشهيّب في الإجتماع المغلق: “أن الحزب وهو الناظم الأمني بعد الخروج السوري من لبنان”

وفي عهد الرئيس ميشال سليمان، إنعقدت مجموعة طاولات حوار بنصاب كامل، عرض المجتمعون في خلالها أفكاراً نيّرة للإستراتيجية الدفاعية ووقع المجتمعون في ختامها إعلان بعبدا، ولاحقاً صرّح سليمان بك فرنجية أن هذا الإعلان ضرب إحتيال. أما محمد رعد، الشاهد على ولادته فاكتشف “أنه وُلد ميتاً ولم يبق منه إلا الحبر على الورق”.

وفي العهد البرتقالي إنعقدت طاولات حوار لم تقدم ولم تؤخّر بشيء.

رغم كل الخيبات، وإحباط مسعى الرئيس الرئيس بري لحوار ينجب رئيساً ممانعاً إنما لا يشبه عون بشيء، فلقاء القوى السياسية المتناحرة لا يزال مطلوباً. الحوار جميل. الحوار دليل صحة وعافية شرط ألّا تسبقه اغتيالات وألّا تليه حروب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us