إحتفالية الطائف في اليونسكو والحضور السعودي المتجدد حيال لبنان


أخبار بارزة, خاص 6 تشرين الثانى, 2022

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

جملة رسائل ودلالات شكلاً ومضموناً حملها إحتفال اليونسكو بالذكرى 33 لإبرام “اتفاق الطائف” بدعوةٍ من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري،

إذ شكل حضور الأمين العام السابق للجامعة العربية الأخضر الابراهيمي إضافة لهذا الإحتفال وهو الذي إضطلع بدور بارز في التوصل إلى اتفاق الطائف، كما أعطى حضور معظم الشخصيات السياسية اللبنانية ومن كافة المكونات والأطياف زخماً لهذا الحدث لا سيما وأنه يتزامن مع عدم ظهور أي تفاؤل أو تفاهم قبيل الجلسة الخامسة لإنتخاب رئيس للجمهورية عليه الإلتزام بالدستور وحماية وثيقة الوفاق الوطني أو إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية والإقتتال الداخلي، وكرس الإستقرار وفتح الباب للإزدهار. فأي بديل عن إتفاق الطائف قد يقضي على وجود لبنان ويجب تطبيق كافة بنوده من أجل بناء الدولة مجدداً بحسب ما أكد النائب السابق بطرس حرب والرهان يبقى على أن هذا الإتفاق بإمكانه تهدئة النفوس والعودة إلى التحاور بين مختلف القوى اللبنانية.

وبحسب مصادر متابعة لموقع هنا لبنان فإن إنعقاد هذا المنتدى في هذا الوقت بالذات له رمزية ودلالة كبيرة على أن المملكة العربية السعودية لم ولن تترك لبنان وإتفاق الطائف الذي كتب نصه قبل 33 عاماً على أرض المملكة لا يزال المرجع لخروج لبنان من أزماته.

غاب عن الحفل مهندس الطائف الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكن طيفه كان حاضراً من خلال الفيلم الوثائقي الذي إستهل به الإحتفال والتصفيق المتواصل من قبل الجمهور كلما ذكر إسمه، إضافة إلى الحضور اللافت لشقيقه شفيق الحريري بعد إعتذار شقيقته النائبة السابقة بهية الحريري وغياب الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي. كما كان لافتاً غياب الرئيس حسين الحسيني لأسباب صحية. أما حضور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المنتدى فقد أضفى بعداً جديداً لعلاقة سليمان بك مع المملكة العربية السعودية في لحظة حساسة من تاريخ لبنان لا سيما مع تداول إسمه لمرشح رئاسي محتمل، فيما رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قد نغص بعضاً من إستثنائية هذا الحضور بإعلانه بعد الإحتفال أنه لن يرشح فرنجية لرئاسة الجمهورية بل سيبقى مرشحه ميشال معوض مما يؤكد تموضعه إلى جانب المعارضة في الوقت الحالي والذي يفتح الباب لعلاقات جيدة مع السعودية. وكان لإعتذاره عن مسؤولية حزبه بقصف مقر اللجنة الثلاثية لإتفاق الطائف إبان عقد إجتماعاتها وقع جريء خلال الإحتفال، فيما حصر كلامه بضرورة تطبيق بنود الطائف وأبرزها مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية.

مداخلة السفير البخاري المقتضبة عكست التوجه السعودي القديم والمتجدد في اللحظات الحرجة التي يعيشها لبنان لا سيما عبر قوله أن “مؤتمر اتفاق الطائف يعكس إهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني، ونعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب الذي يسعى للعيش بإستقرار. وأراد من خلال الكشف عن أن فرنسا لن يكون لها نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف أو تعديل الدستور من خلال عقد مؤتمرات أو لقاءات للبنانيين، التأكيد أن ما يحكى عن مؤتمر تأسيسي أو عقد جديد لبنان لن يؤتي ثماره، لا سيما أن اللقاءات السعودية الفرنسية التي لا تزال تتمحور فقط حول المساعدات الإنسانية للبنان قد تتطور في حال حصول أي تسويات إقليمية ودولية.

دعوات ومداخلات المشاركين في المنتدى الذي إمتد لساعة ونصف الساعة صبت جميعها بإتجاه ضرورة تطبيق إتفاق الطائف وتنفيذ كامل بنوده والذي يضمن الإستقرار والذي وضع نظاماً سياسياً يلبي طموحات اللبنانيين من خلال الإصلاحات بعد أن كتب في أعقاب حرب داخلية دموية بشعة لم يكن يمكن الخلاص منها إلا عبر هذا الإتفاق الذي شكل المدماك الأساسي لإنهاء هذه الحرب والتوجه لبناء الدولة. وهو ما أكدت عليه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا التي كانت قد زارت المملكة والتقت مسؤوليها منذ أيام.

فيما اللافت أن أيًّا من المشاركين لم يأت على ذكر السلاح غير الشرعي بيد الميليشيات وهو أحد أبرز البنود التي لم تنفذ من إتفاق الطائف فيما كانت الدعوات سابقاً تشدد على ضرورة نزع سلاح حزب الله تحت شعار نزع سلاح الميليشيات. أما الحزب وعلى لسان الشيخ نعيم قاسم فأكد في أكثر من مناسبة أنه ليس لدى الحزب أي طرح لتعديلات محدودة في الطائف من أجل تعديل بعض الصلاحيات، ولا يعتقد أن المشكلة في الصلاحيات بل في تطبيق الطائف.

صورة ومضموناً شكل إحتفال اليونسكو إضاءة جديدة على إمكانية عودة لبنان إلى الحضن العربي من البوابة الأوسع أي المملكة العربية السعودية وعودة القوى السياسية واللبنانية الى أهمية حماية الدستور والحفاظ على إتفاق الطائف والعمل على إنتخاب رئيس جديد للبلاد منعاً للفراغ في ظل عدم وضوح الرؤية والإشتباك والتضعضع الحاصل داخلياً والتخبط والتأزم الإقليمي الذي قد يحمل معه متغيرات جمة ستعود بتردداتها على لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us