“الحرس العوني القديم” لحراسة “القضية” أو لافتعال إشكالات ونشر الفوضى؟


أخبار بارزة, خاص 9 تشرين الثانى, 2022

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

برزت تسمية “الحرس القديم” منذ أيام لمجموعة شبابية تابعة لـ “التيار الوطني الحر”، لتحتل الصدارة حول نشوء إطار جديد للخلافات على خط النزاع المستمر، بين الأفرقاء المتخاصمين خصوصاً في الشارع المسيحي، في توقيت حساس ودقيق وبعد إنتهاء العهد العوني، ما يطرح أسئلة حول سبب الظهور العلني لتلك المجموعة في هذه المرحلة تحديداً، خصوصاً أنّ “التيار” لطالما تباهى بأنه من أنصار الجيش والشرعية اللبنانية، وضد الظهور المسلح والميليشيات، فكان يعتبر نفسه من أبرز المدافعين عن المؤسسة العسكرية، وكل الأجهزة الأمنية التابعة للدولة، لذا لم يكن إسمه في خانة المنظمات العسكرية بل المناصر الأول للجيش، فغابت عنه هذه الصفة منذ تواجده، إلى أن برزت منذ فترة في الكواليس أخبار عن منظمة عسكرية خفية للتيار، تضم مجموعة مسلحين إنتشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، برفقة نائب “التيار” شربل مارون، الذي وُجهّت له الإنتقادات حينها بسبب ظهوره مع مسلحين، فكان الرد المستغرب من قبله: “أنهم شباب لحماية النواب والمسؤولين التابعين للتيار”، فيما الصورة كانت واضحة جداً بحيث كانوا يخبئون وجوههم والسلاح لم يكن فردياً، وعادة مَن يقوم بحماية الشخصيات السياسية لا يظهر هكذا.

إنطلاقاً من هنا لم تمرّ هذه الصورة وذلك التصريح مرور الكرام، بحيث بدأت الاقاويل والمعلومات عن تنظيم عسكري للتيار يتبع تدريبات، على أيدي عناصر من حزب الله في منطقة البقاع الشمالي وفق معلومات لموقع “هنا لبنان”، فيما ينفي أحد عناصر “الحرس القديم” خلال اتصال معه ويقول: “نحن السند الأول للرئيس ميشال عون، و تجمّع تابع لـ “التيار الوطني الحر”، برزنا خلال الثمانينات ويضمّ تجمعنا ضباطاً متقاعدين ومناضلين ومناصرين من الشعب”، لافتاً إلى أنّ نشاطهم يصبّ في خانة التحركات في الشارع، للمطالبة بحقوقهم وحقوق اللبنانيين هموماً، ويتمتعون بهامش من الحرية في هذا الإطار، أي لا يعودون في كل مرة إلى قيادة “التيار” لأخذ الإذن في كل تحرّك من هذا النوع.

وحول ما يُردّد بأنهم محسوبون فقط على الرئيس السابق ميشال عون، ولا يتفقون كثيراً مع النائب جبران باسيل، يجيب: “لربما يقال ذلك لأننا رافقنا الجنرال على مدى سنوات، وبات إسمنا مرتبطاً به خصوصاً أننا نحمل تسمية “الحرس القديم” أي بعيداً عن جيل رئيس “التيار” والمنضمين الجدد، لكن تربطنا علاقة جيدة مع النائب باسيل، فنحن ننسّق معه في بعض المسائل، وبالتأكيد لا نغرّد خارح السرب”.

مع الإشارة إلى أنّ صفحة “الحرس القديم” على الفايسبوك، تستقبل الرواد بعبارات تردّدت في فترة الحرب، أبرزها: “نحن جيل العماد عون، جيل الحرية والسيادة والاستقلال، نحنا حراس القضية”.

وعلى خط مقابل، تستغرب مصادر سياسية معارضة خلال حديث مع موقع “هنا لبنان”، ظهور هؤلاء الآن في العلن، وكأنّ في الأمر تحضيراً لما لا تحمد عقباه، لافتة إلى أنّ عدداً من مسؤولي “التيار” يردّدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة وجيزة، تهديدات بالانتقام من كل مَن عرقل عهدهم وفق ما يعتبرون، حتى أنّ بعض نوابهم تحدث عن مفاجآت، رأى البعض فيها تحضيرات لمهمات سلبية من ضمنها الفوضى، ما يستدعي الخوف خصوصاً أنّ ما جرى ليل الخميس الماضي في محطة mtv لا يطمئن، بعد العراك الذي دار بين مجموعة شبابية ضمن “الحرس القديم”، ومناصرين للثورة وللنائب وضاح الصادق، تطور إلى إطلاق رصاص وسقوط جرحى مع ما نتج من إتهامات، فيما الفيديوهات تؤكد حقيقة ما حصل.

وتختم المصادر المعارضة بالقول: “يبدو أنّ “التيار” خسر كل شيء، والذي يخسر لا تهمه الوقائع المرتقبة، لذا هم يبحثون اليوم عن شد العصب المسيحي الذي فقدوه خلال السنوات الست للعهد، وذكرّت بأنّ بعض عناصر “الحرس القديم” قامت قبل أشهر وتحديداً في نيسان الماضي بالاعتداء على منزل الممثل أسعد رشدان، حين إنتقد رئيس الجمهورية، ووضعت شعارات على مدخل منزله في عمشيت، مع بعض العبارات المرفوضة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us