“لعيون باسيل”: التيار الوطني الحر يُراوغ.. الورقة البيضاء أو التسوية!


أخبار بارزة, خاص 10 تشرين الثانى, 2022

كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:

كلام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الأخير بأن الورقة البيضاء في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لم تعد مقبولة، وبضرورة اتفاق نواب التيار الوطني الحر على إسم، يؤكد أن نقاشاً يدور في أروقة التيار بضرورة الانتقال من مرحلة الامتناع عن التصويت، أي الورقة البيضاء، إلى مرحلة اختيار اسم مرشح توافقي يمكن أن يحصل على أغلبية أصوات مجلس النواب للوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية.

يعتبر التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، أن كون كتلته من أكبر الكتل النيابية المسيحية، فإن مسؤوليته بمقاربة الاستحقاق الرئاسي تفرض عليه التعامل بواقعية سياسية، انطلاقاً أولاً، من معرفته بأن ترشيح باسيل لا يحظى بالأكثرية المطلوبة ولا حتى على رضا ومباركة حلفائه، حتى الساعة، خصوصاً حزب الله. وثانياً، من خلال رفضه انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى حكومة تصريف الأعمال والتفريط بصلاحيات الرئاسة الأولى إلى السلطات الأخرى.

انطلاقاً من كل ذلك، كان الاجتماع الأخير يوم الثلاثاء لتكتل لبنان القوي والذي استمر ثلاث ساعات، استكمل فيه النقاش حول الخيارات المتاحة داخل جلسة الانتخاب، ومنها الاتفاق على اسم توافقي للسير به والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع باقي الكتل السياسية، حلفاء أو خصوم.

وتؤكد مصادر التيار الوطني الحر لموقع “هنا لبنان” أن التوجه في جلسة الخميس هو للتصويت بورقة بيضاء، والسبب أن أي اتفاق لم ينضج بعد، وتوضح أن الهدف من طرح أي اسم ليس لحرقه، لا بل بالعكس، فالتيار المعني بهذا الاستحقاق لكونه كتلة مسيحية وازنة، عندما يطرح اسم أي مرشح، يفعل ذلك بهدف إيصاله، فهو يقارب هذا الاستحقاق بجدية وليس باستخفاف.

وتضيف المصادر أن هدف الاتفاق ليس بالضرورة على اسم مرشح من أعضاء التيار، والخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات، وتوضح أن طرح النائب الياس بو صعب بعدم التصويت بورقة بيضاء، جاء بناء على نقاشات سابقة حصلت داخل التيار في الاجتماع السابق قبل أسبوع، وعلى أساسه فإن المطلوب أن يكون رئيساً توافقياً وليس رئيس تحدٍّ وأن يحصل على شبه إجماع وتوافق.

وتوضح المصادر أن الاجتماع لم يتطرق إلى أي من الأسماء المطروحة والنقاش لم يتطرق إلى أي اسم.

وبحسب المصادر، خلص الاجتماع إلى خيارين: إما الاتفاق على اسم غير قادر على الوصول إلى سدة الرئاسة أو بين الورقة البيضاء، كان خيار الورقة البيضاء أكثر جدية، مؤكدة أن ما من خلاف داخل نواب التيار.

وتجيب المصادر حول تحميلهم مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بأن التيار ليس ملزماً بتحمل مسؤولية التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية فهو قدم ورقة أولويات تقارب هذا الاستحقاق وعرضها على سائر الكتل النيابية.

وتجدد مصادر التيار أن موقفهم معروف من ترشيح قائد الجيش بأنه يحتاج إلى تعديل دستوري، فيما لا تلاقي بين الوزير السابق سليمان فرنجية والتيار بالسياسة والفكر. وتضيف أن التواصل الوحيد الذي يقوم به التيار هو مع حزب الله الحليف الأساسي له، فيما التواصل مقطوع أصلاً بين كل الفرقاء، وتذكر المصادر لموقع “هنا لبنان” أن القوات اللبنانية رفضت حتى إعطاء موعد لنواب التيار لاطلاعهم على ورقة الأولويات الرئاسية.

وتضيف أن التيار يتعاطى مع هذا الموضوع بواقعية وليس من خلال العراضات الإعلامية والشعبية كما فعلت القوات اللبنانية، منذ 17 تشرين، من خلال تقديم الاستقالة من الحكومة أو من خلال التهديد بالخروج من المجلس النيابي.

تؤكد المصادر أن ترشيح النائب جبران باسيل هو خارج التداول بقرار من باسيل نفسه، إلا أنه بطبيعة الحال يبقى المرشح الطبيعي لنواب التكتل.

إذاً، الورقة البيضاء كانت أهون الشرين بالنسبة للتيار الوطني الحر، إلى حين نضوج التسوية السياسية التي قد لا ترضي التيار لكنها قد تكون الخيار الوحيد المتاح أمامه بعدما أقفلت الأبواب المحلية والخارجية بوجه النائب باسيل وقطعت عليه طريق الوصول إلى قصر بعبدا .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us