“غينيس” تتآمر على بيئة المقاومة… علي طليس مخترعاً رغماً عنكم!


أخبار بارزة, خاص 18 تشرين الثانى, 2022

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

إنّها بيئة تعشق الانتصارات، هو الوصف الذي ارتبط ببيئة المقاومة الباحثة دوماً عن انتصارات متتالية برعاية أمينها السيد حسن نصر الله.

هي بيئة مشبعة بالانتصار المقاوم، وبكل ميدان، بيئة لا تنهار، فهل يمكن لذاكرتنا أن تدفع صورة الشابة المتفائلة زهراء قبيسي التي خرجت إلينا بوجهها الصبوح وابتسامتها الرقيقة لتؤكد بصوتها الهادئ أننا “ما مننهار”.

زهراء انهارت؟ لا نعلم. ولكنّها ما زالت متمسكة بانتصارات المقاومة، وهذا ما نلحظه عبر حسابها “تويتر”، فصمودها أكسبها من المحيط لقب المقاتلة والمجاهدة، وهذه الألقاب متاحة لكل من اشتهى إليها سبيلاً!

زهراء، غاصت في فلسفة الانهيار، وخرجت بنظرية، حوّلتها إلى ترند، ولكن ابن بيئتها، وابن بلدة بريتال لم يرضَ إلاّ العالمية، فاستطاع أن يغري بيئة عطشة لهذه النماذج، ووسائل إعلامية تستفيض شراهة لأيّ سكوب، ليتحوّل بلحظات من شاب عادي إلى خليفة آينشتاين ونيوتن!

حتى اللحظة لم يعرف أحد ما المجال الذي يبرع فيه علي طليس، طبعاً، باستثناء كتابة السيناريو والتمثيل والإخراج، والفوتوشوب. هو يملك مخيلة مسرحية واسعة، تؤهله لأن يبدع في صياغة خطوط الحبكة، وهو يتماهى مع القصة فيصدّق الوهم ويتعايش مع ظلّه، وهذا ما لحظناه بعد إصراره على أنّه العبقري المنتظر، واعتبار كشف أكاذيبه ما هو إلاّ مؤامرة لمجتمع لا يرى في ابن بريتال إلاّ صورة المجرم!

علي، الذي وقع في فخّ أوهامه، بعد عملية تدقيق بسيطة أجراها ناشطون دفعت بـ”غينيس” إلى النفي وبيّنت أنّ ما نشره الشاب البقاعي ليس إلا زيفاً وزوراً، ما زال مصرّاً على مظلوميته، مستنداً أولاً إلى مظلومية بريتال ومستثمراً فيها ومحوّلاً المشهد من لعبة الخداع التي انتهجها إلى صورة الضحية المستهدفة، ومدعّماً أيضاً ببيئة لا تتهاون ومبدعيها وانتصاراتها!

المخترع علي طليس سقط في “السوشيل ميديا”، تاركاً العديد من التساؤلات حول نواب وأساتذة جامعيين سارعوا إلى التهنئة دون أيّ تدقيق، وحول وسائل إعلامية تساهم في تفجير الفضيحة ونشر الأخبار المفبركة، فالشاب الطامح للشهرة لم يكن مختبئاً تحت سريره بل انتقل بين شاشات عدّة بينها تلفزيون لبنان وتلفزيون الجديد، وكلاهما فتح الهواء لعلي، وهنّأ الوطن به، ما دفع أحد المحللين السياسيين المقرّبين من محور الممانعة إلى تشبيهه بحسن كامل الصباح.

بالأمس، زهراء قبيسي، واليوم علي طليس، وغداً من يعلم، قد يخرج إلينا أحد الشباب الطامحين، ويدّعي إنّه اخترع صاروخاً يتجاوز الكواكب والمجرات وأنّ “ناسا” هللت له وضمّته إلى فريقها، فتتسابق الكاميرات وتزدحم المايكروفونات، ليتضّح بعد أنّ ما اخترعه مجرّد صاروخ من ورق، في بلد بات إعلامه “شحبرة ورق”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us