جعجع لـ”هنا لبنان”: مرشحنا معوّض والمعارضة “تتلمّس” طريقها

خاص 21 تشرين الثانى, 2022

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” أن ما من مساومات إضافية، فإما الإتيان برئيس “متل الخلق” أو نحن بحاجة إلى إعادة النظر في كل الأمور، للبدء بعملية الإنقاذ واستعادة “القيمة” للدولة التي عليها أن تكون “أقوى” من الصعوبات التي سببها جُبنُ البعض وخوفه من “حزب الله”. وأشار إلى أنه لا تواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الموضوع الرئاسي بل فقط في إطار العمل النيابي وما يتبادله النواب في ما بينهم داخل البرلمان.

جعجع اعتبر في حديث لبرنامج “هنا منحكي” على منصة “هنا لبنان” مع الإعلامي بسام أبو زيد أن “كثراً يتحدثون عن تغيير النظام عندما يحكى عن تقويض البلد ولكن رأى أنه “قبل الوصول إلى هذا الخيار، علينا تصحيح المشكلة الرئيسية التي ظهرت في السنوات الـ 15 الماضية من خلال الممارسة السياسية للمسؤولين في الدولة تحديداً رئيس الجمهورية والحكومة والوزراء والأكثرية النيابية، ما يعني أنه لا يمكن أن ندرك ما إذا كان هذا النظام صالحاً أم لا”.

وأكد أن “ما نحتاج إليه لإنقاذ لبنان وكيانه هو تغيير المسؤولين السياسيين، من هذا المنطلق يكمن تركيزنا على أهمية الانتخابات الرئاسية، وما يقوم به الفريق الآخر هو بغية الإتيان برئيس يترجم مشروعه”.

رداً على سؤال عن المسبّب لتقويض استقلال لبنان، لفت جعجع إلى أنه “على الصعيد الإقليمي، الطرف الأساسي الذي عمل منذ 70 سنة لهذا الهدف كان النظام السوري، وتحديداً ممارسات حزب البعث العربي منذ استلامه في سوريا، فهذه الأمور كانت ثابتة في سياسة هذا النظام الذي يعتبر أن لا حدود بين لبنان وسوريا وما من بلد مستقل اسمه لبنان”. أما لجهّة المشروع الإيراني في المنطقة، فرأى أنه “مشروع كبير واضح المعالم، مشروع أمة، تُعدُّ الجمهورية الإسلامية في إيران نواته ولبنان من ضمنها، وتبيّن ذلك في السنوات العشر الأخيرة من خلال عدم الاعتراف بوجود حدود مع سوريا ومعارضة الأحزاب المعنية ولا سيما “البعث” و”القومي” و”حزب الله”، لترسيم الحدود شرقاً”.

أضاف: “هنا لا أقصد سوريا باعتبار أننا في خلال الثورة السورية شهدنا “إعلان دمشق” الذي لحظ العلاقات اللبنانية السورية وبرز طرف فيه وضع هذه العلاقات في إطارها الصحيح واعترف باستقلال لبنان وحرية شعبه”.

وتوقّف عند المسبّب في تقويض لبنان على الصعيد الداخلي، قائلاً: “هناك حزب البعث والحزب القومي ولكن لا تأثير كبيراً لهما، بالإضافة إلى “حزب الله” المؤثّر بشكل رئيسي في المرحلة الأخيرة في تقويض سياسة الدولة وبالتالي استقلال لبنان، إلى جانب التيار الوطني الحر، للأسف، عبر تفاهم “مار مخايل”، حصل ما لم يكن متوقعاً، إذ ساهم في هذا السياق، من حيث لا يشاء أو لا يدري، في تقويض الجانب السيادي والاستقلالي”.

من هنا، شدد “رئيس القوات” على أن “استعادة استقلال لبنان تحتاج إلى عمل طويل بدءاً من كتب التاريخ في المدارس مروراً بالجمعيات والأحزاب، إذ ما من دولة في العالم تسمح لحزب بتقويض استقلالها، وصولاً إلى انتخاب رئيس مؤمن بالاستقلال بالمعنى الذي نطرحه”.

عن الجلسة النيابية الخميس المقبل، جدد التأكيد أن “القوات اللبنانية” بذلت كلّ الجهود في سبيل توحيد المعارضة على اسم واحد، إذ اعتبرت أن “حزب الله” وحلفاءه لديهم 61 نائباً، فيما الآخرون، وهم ليسوا من هذا الطرف ولا يؤمنون بمشروعه، ولا نعرف مشروعهم. ففئة منهم تتحدّث دائماً عن أنها خارج الاصطفافات ولا تريد الدخول فيها، وهذا ما لا يصلح في الوقت الراهن، لأنها بهذا التصرف تساهم في “تزكية” أحد المشاريع بشكل غير مباشر”.

أردف: “كان خيارنا السير باسم النائب ميشال معوّض كمرشح للرئاسة بعد البحث مع كل أفرقاء المعارضة بحيث تبين أن لديه أكثرية الأصوات، لذلك قررنا التصويت له. ولكن للأسف لا يريد بعض أطراف المعارضة انتخابه رغم أن لا مرشح لديهم يمكنه الحصول على العدد نفسه من الأصوات أو أكثر. لا معوض ولا نحن متمسّكون باسمه ففي حال استطاع الفريق الآخر في المعارضة، أي الـ15 نائباً تقريباً، طرح مرشّح شبيه بمعوّض ويتمتع بالمواصفات ذاتها وينجح بتأمين أصوات أكثر منه، نحن على استعداد للبحث به إذ لا ترف لدينا للدخول في مساومات لمجرد إنهاء المشكلة القائمة كي لا نسعى إلى تفاقمها”.

وعما إذا كان هناك طرف يحرّك بعض التغييريين وتكتل “الاعتدال الوطني” لرفض طرح “القوات” والسير بمعوض، استبعد جعجع هذه الفرضية، معتبراً أن “قسماً من التغييريين يعارض ما تمثّله “القوات” إيديولوجياً، بينما القسم الآخر لا يملك الخبرة الكافية في السياسة وكيفية خوضها، رغم أنهم اشخاص جيدون”.

أضاف: “خلق غياب الرئيس الحريري عن الساحة السياسية نوعاً من الفراغ فوقعت المسؤولية على تكتل “الاعتدال الوطني” الذي ما زال يتلمّس طريقه، إلا أنه، وفي الوقت عينه، طروحاته الأساسية لا بأس بها ولكن خياراته العملية ما زالت متأرجحة ومترددة. فعلى سبيل المثال، يجد نواب التكتل في معوض كل المواصفات المطلوبة ولكن لا يرغبون بالتصويت له لأنه لا يملك الـ65 نائباً، فيما في الواقع، نحن بحاجة إلى أصوات تراكمية تزيد من أمل وصوله”.

عن جولات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الصعيدين المحلي والخارجي، علّق جعجع: “مين قدو لجبران”، إلا أنه ما من صانعٍ للرؤساء وكل ماروني يمكنه طرح نفسه كمرشح رئاسي. باسيل يتحرك ولكن ما نتيجة هذا التحرك؟ يبقى المهم مدى تأثيره في مجرى الأحداث، فلولا “حزب الله” لكانت تضاعفت خسارة باسيل وفقد التأثير أكثر”.

كما أكد أن “القوات اللبنانية” حكماً هي الممثل الرئيسي للمسيحيين في لبنان ولديها أكبر كتلة نيابية في المجلس من الناحية الوطنية، أي أن لها تأثير فعلي وأساسي في الانتخابات الرئاسية، وفي تسمية رئيس الحكومة المقبل ومنح الثقة لأي حكومة أو حجبها، الأمر الذي ينطبق على اقتراح أي قانون يمر في المجلس النيابي، بحكم حجمها وتنظيمها ورصها لصفوفها وما تمثّله في البرلمان”.

أما عن إمكانية فرض “حزب الله” هذه المرة مرشحه لسدّة الرئاسة، نفى جعجع قدرة “الحزب” على ذلك وإلا لكان فعلها منذ اللحظة الأولى، باعتبار أن موازين القوى داخل المجلس النيابي تغيّرت وكذلك الظروف والمعطيات.

بالنسبة لتبديل “الاشتراكي” موقفه من معوّض والسير بفرنجية، أجاب: “هذا السؤال يجب أن يوجه إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي” ولكن بحسب معلوماتي، هو مستمر بدعم معوض. إذ يلمس الجميع مدى خطورة ودقة الوضع التي لا تحتمل المسايرات والمساومات”.

وإذ رأى أن “فرنجية هو المرشح الجدي لـ”حزب الله” إلا أنه لم يعلنه لإدراكه أنه لن ينجح في إيصاله حتى الآن، وجدد جعجع التأكيد أنه “من غير الممكن أن تكون “القوات” إلى جانب فرنجية المتواجد في المحور الآخر وبالتالي بانتخابه لا نكون منسجمين مع أنفسنا، رغم أنه ابن منطقتنا”.

وأشار إلى أن “تكتل “الجمهورية القوية” يمكن أن يتغيّب عن جلسة أو بضع جلسات إذا رأينا أن هناك أملاً بالتغيير أو بالوصول إلى نتيجة، ما لا يعدّ تعطيلاً، أما إذا لمسنا أن مرشح الصفّ الآخر لديه 65 نائباً فيما لا قدرة لدينا على إقناع النواب بالتراجع عن التصويت له، فعندها لا يمكننا تعطيل الانتخابات الرئاسية إلى الأبد”. وأوضح أن “لا خيارات كثيرة أمامنا، فإما الذهاب إلى المجلس واختيار الرئيس الذي نراه مناسباً، بغض النظر عن المرشح الذي لديه الحظوظ الأكثر، أو علينا اعتبار هذا النظام غير صالح”.

عن وجود أي مبادرة لـ”القوات” في الملف الرئاسي، رأى أن “المبادرة مستمرة بشكل يومي مع الفريق “غير الممانع” كما نكرر دائماً استعدادنا للسير بأي مرشح آخر يتمتع بالمواصفات المطلوبة ويمكنه جمع عدد أكبر من الأصوات. أما لجهة الموالاة، فلفت إلى أنه “من المخطئ التفكير بان هناك أملاً من هذا الفريق الذي قدّم كل ما بامكانه تقديمه.”

رداً على سؤال حول تواصل “القوات” مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال جعجع: “لا تواصل مع بري في الموضوع الرئاسي بل فقط في إطار العمل النيابي وما يتبادله النواب فيما ما بينهم داخل البرلمان”.

اما٦ عن الدور الفرنسي – السعودي – الأميركي في الانتخابات الرئاسية، فأجاب: “لم ألمس ايَّ تحرك من قبل فرنسا للتسويق لفرنجية، رغم اننا على تواصل دائم مع السفارة الفرنسية وهم يتحدثون في مبادئ عامة. مع العلم أنهم يتداولون مع المملكة العربية السعودية في أسماء مرشحين محتملين ولكن حتى اللحظة لم يتوصّلوا إلى أي نتيجة على خلفية رفض المملكة منذ البداية أي مرشح لا مصداقية لديه ولا ثقة فيه. من هذ المنطلق، ينتظر الفرنسيون المستجدات.

جعجع الذي أعرب عن عدم تخوّفه من الوضع الأمني لأسباب عديدة باستثناء بعض الشغب الاجتماعي الذي نشهده في بعض الأوقات، لم يستبعد تفاقم الوضع على المستوى السياسي إذ ما من مساومات إضافية، فإما الإتيان برئيس “متل الخلق” او نحن بحاجة الى اعادة النظر في كل الأمور.

وختم أنه “بعيداً من كل التصنيفات، من المفترض إيصال رئيس يمكنه البدء بعملية الإنقاذ وإعادة “القيمة” للدولة وموقعها الفعلي، هي التي عليها أن تكون “أقوى ” من كل الصعوبات التي سببها جُبن البعض وخوفه من “حزب الله”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar