من محاولة سرقة إلى جريمة مروّعة… تفاصيل عن جريمة قتل الشاب إيلي متّى وصرخة جديّة من أهالي المنطقة لإخراج “الغرباء” من البلدة!


أخبار بارزة, خاص 1 كانون الأول, 2022

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

“أمن وأمان؟!” مفهومان بعيدان جداً عن حياتنا في لبنان! لا كلمات يسعها أن تعبّر عن الأسى الذي يعيشه أهالي بلدة عقتنيت الجنوبية، بعدما ضجّ البلد الأسبوع الماضي بخبر وفاة الشاب إيلي متّى، ابن الـ 17 عام، بعد إقدام “زعران فلتانين مجرمين” في البلدة على قتله عبر طعنات كثيرة وموجعة في جسده وإلقائه من على سطح منزله! نسمع مؤخّراً بجرائم كثيرة إثر الفلتان الأمني، لكن هذه المرّة، الجريمة أصابت شاباً طموحاً أحلامه كبيرة، لم يبلغ حتى الـ 18 سنة! المجرمون هذه المرّة كسروا كلّ قيود الإنسانية والحياء والرحمة. والأخطر من ذلك أنّ هذه الحادثة تركت الهلع في نفوس أبناء البلدة الذين باتوا محاطين بمجرمين قرب بيوتهم وفي بلدتهم التي من المفترض أن تكون ملجأ الأمان بالنسبة لهم!

من عمليّة سرقة إلى جريمة قتل موصوفة… هكذا قتلوا إيلي!

بحسب ما أفاد والد إيلي في تصاريح إعلامية سابقة، فإنّ ما حصل هو جريمة موصوفة. وأخبر أن الجريمة حصلت أثناء وجوده في العمل، بينما والدة إيلي كانت خارج المنزل بهدف التبضّع. وبالتالي استغلّ المجرم غياب الأهل ليستفرد بالضحيّة ويقوم بطعنه حوالي 30 طعنة في مختلف أنحاء جسده ورمي الجثّة من سطح المنزل. وأكّد الوالد أن ابنه إيلي في العادة هو شخص هادئ ومسالم، لم يعتدِ قط على أحد! تجدر الإشارة، أن والد الضحية كشف عن حركات مزعجة في البلدة ناجمة عن وجود غرباء يقومون بمضايقة أهل البلدة، حتى أن منزله تعرّض للسرقة من قبل ولمضايقات من قبل الغرباء نفسهم الذين يقتربون من المنزل ويراقبونه.

بعد نحو أسبوع من التحقيقات، توضّحت ملابسات الجريمة، وبنتيجة تحقيقات النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب، أوقف نائبها العام القاضي رهيف رمضان، 3 أشخاص على خلفية هذه الجريمة، وبنتيجة التحقيقات تبيّن أنّ القاتلين هما كل من حسين ع. وأحمد ع. وهما سوريان وأولاد خال. وقد اعترفا أنهما أقدما عن سابق تصوّر وتصميم، على قتل إيلي ورميه من الطابق الأوّل، والسبب أنّه شَهد على قيامهما بسرقة كاراج خردة يقع في محل تحت منزل الضحية.

في التفاصيل، اعترف المجرمان أنهما خطّطا لجريمة سرقة الكاراج صباحاً، وبعدما راقبا تحرّكات العائلة، وتأكّدهما من عدم وجود أفراد المنزل، قرّرا سرقة الكاراج مع ما يحتويه من خردة، إلّا أنّه لسوء حظ إيلي، أنّه لم يذهب في هذا اليوم للدراسة وبقي في المنزل، لذا عندما شعر بحركة غريبة أسفل المنزل، توجّه إلى الأسفل لتفقّد الأمر، وبالتالي فوجئ بالسوريين يقومان بعملية سرقة، لذا قاما بطعنه بآلة حادة أكثر من 30 طعنة وقاما برميه من الطابق الأوّل لإخفاء معالم جريمتهما، باعتبار أنّ إيلي يعرفهما لأنهما يقيمان في البلدة نفسها.

قرار بطرد النازحين السوريين من البلدة والأهالي في حالة خوف وقلق!

بعد ساعات من الجريمة أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن أهالي البلدة طالبوا بمغادرة النازحين السوريين القاطنين في البلدة قبل منتصف الليل، وغادر بعض النازحين السوريين البلدة إلى القرى المجاورة.

في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” مع مختار بلدة عقتنيت الجنوبية يوسف مدلج، أوضح أنّ فعلاً ما حصل هو أمر خطير، والخوف من أن يكون بداية لمسلسل أمني طويل. فقد حصلت من قبل محاولات سرقة عديدة، لكن لم يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى درجة حدوث جريمة قتل وقع ضحيتها شاب بريء! وأضاف: “الأهالي في حالة خوف شديد و”عايشين ع أعصابن” من تكرار هذا السيناريو، فالأمر بدأ بمحاولة سرقة لكاراج تحت منزل الضحية، وانتهى بجريمة قتل مروّعة وبشعة! عدا عن التحركات الغريبة والمشبوهة التي كانت تحصل في المنطقة سواء على الدراجات النارية أو غيرها والمضايقات الغليظة التي كانوا يقومون بها”. وأعلن مدلج أن سكان البلدة اتخذوا قراراً بإخراج النازحين السوريين من البلدة، لأن المجرمين الذين قاموا بالجريمة هم بالأساس من سكان البلدة. وبالتالي غادر عدد كبير منهم، لكن من الممكن أن يعودوا في أي وقت. وطالب مدلج باسم أهالي بلدة عقتنيت بأن تضع القوى الأمنية حاجزاً للجيش اللبناني على مدخل البلدة، علماً أنّ مدلج وجّه شكراً كبيراً للقوى الأمنية والجيش اللبناني الذين لم يتركوا البلدة منذ وقوع الجريمة المروّعة.

إيلي غادر عقتنيت وهذه الحياة كلّها ظلماً وغدراً، تاركاً جرحاً عميقاً لن يطيب أبداً. فلا عقاب ممكن أن يشفي غليل أهله، لكن رغم ذلك، على المجرمين تلقّي العقاب اللازم ليكونوا عبرة لغيرهم وكي لا تتكرّر هكذا مأساة أبداً لا من غرباء عن بلدنا ولا من غيرهم!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar