الألعاب الالكترونيّة ملجأ الشباب اللبناني في ظلّ الغلاء الجنوني… فما هو تأثير ذلك على صحتهم النفسيّة؟


أخبار بارزة, خاص 11 كانون الأول, 2022

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

المطاعم “مفولة” والسهرات “ولعانة” واللبنانيون يحاولون تناسي مصائبهم في هذا البلد وتمضية أوقات ممتعة. لكن بعض الأشخاص، في مقلب آخر من هذه الحياة، يجدون قمّة الترفيه والمتعة في الألعاب الإلكترونية حيث يمضون ساعات وساعات فيها في غرفة أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف المحمول، وبذلك يهربون من الغلاء الفاحش في الخارج بسبب الأزمة ويتفادون ارتفاع تكلفة الطعام والسهر. إذاً عدد من شبابنا في عزلة غريبة، فهل يفقدون حياتهم الاجتماعية ومتعة الحياة الحقيقيّة؟

الألعاب الالكترونية “فشّة خلق” للشباب اللبناني
يخبر جورج في حديث لموقع “هنا لبنان” كيف بدأ مؤخّراً بممارسة الألعاب الإلكترونية، بسبب عدم إمكانه الخروج بشكل متكرّر مع أصدقائه كما جرت العادة، إذ أنّ مدخوله الشهري يكفي المصاريف الأساسية وأمّا الترفيه فأصبح من الكماليات، وبالتالي وجد جورج في الألعاب الإلكترونية وسيلة تسلية غير مكلفة، يمضي خلالها لياليه في المنزل.
من ناحية أخرى، يقول سامر: “التوجّه إلى الألعاب الإلكترونية كان بمثابة فشّة خلق، وتعويض عن حرماني النشاطات الترفيهية التي اعتدت القيام بها، ومنفساً للغضب والضغط النفسي الذي نشعر به نحن الشباب في بلد جرّدنا من أحلامنا وكسر طموحنا حتى أصبحنا نعيش في المجهول!”

الألعاب الإلكترونية تتنامى فما هو تأثيرها على نفسيّة الشباب؟
في عام 2019، بلغت قيمة سوق الألعاب الإلكترونية العالمية 152 مليار دولار. لكن في المقابل، تزداد المخاوف من مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون والشباب في ممارسة الألعاب عبر الإنترنت والتأثير الذي يمكن أن تحدثه على صحتهم النفسية. وفي هذا السياق أجرى موقع “هنا لبنان” مقابلة خاصة مع الأخصائية النفسية لين عيلة، التي شرحت أنّ في المرحلة التي نمرّ بها، من الضروري أن يجد الشباب طريقة جديدة وغير مكلفة للترفيه، فمن غير المقبول أن نعيش كلّ أوقاتنا نفكرّ في الضغوط والمشاكل التي نعيشها، لذا من المهم أن نقوم بأمور نحبّها تشعرنا بالسعادة وتبثّ في نفسنا الطاقة الإيجابية. من هنا، وجد بعض الشبان سعادتهم وشغفهم في ممارسة الألعاب الإلكترونية والفكرة بحد ذاتها هي أمر إيجابي.
في المقابل، أشارت عيلة إلى ضرورة الانتباه، وعدم السماح للألعاب الالكترونيّة بأن تتحوّل إلى “لعب مرضي” نتيجة الإدمان عليها. إذ بحسب الدراسات المرتبطة بهذا الموضوع، يتم مناقشة مصطلح “الألعاب المرضية” أو إدمان ألعاب الفيديو على نطاق واسع في مجال الطب، على الرغم من أنه لم يتم تصنيفه على أنه اضطراب رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي الأميركي للاضطرابات العقلية. لكن من التأثيرات التي ممكن أن تتركها الألعاب الإلكترونية على اللاعبين، القلق والأرق والعزلة الاجتماعية.
وأضافت: “ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل يومي ولساعات طويلة وعلى فترات طويلة ممكن أن يؤدي عن بعض الأشخاص إلى الدخول في حالة “إدمان الألعاب” فتظهر الأعراض على الشخص مع مرور الوقت. كذلك، تجدر الإشارة، أن من أبرز الأخطار التي ممكن أن تسببها الألعاب الإلكترونية هي العزلة والشعور بالوحدة، وتقليل التفاعل مع الأقارب والأصدقاء في الحياة الواقعية وبالتالي هدم الحياة الاجتماعيّة!”
إلى ذلك، تنصح عيلة الشبان الذين يمارسون الألعاب الإلكترونية بأهميّة تطبيق مبدأ “التوازن”، بين الحياة الافتراضية والحياة الاجتماعية الواقعيّة. فهناك العديد من الأمور التي يمكن ممارستها والاستفادة منها جسديّا ومعنويّاً كممارسة رياضة المشي، أو الدراجة الهوائيّة.. أو مثلاً الاجتماع مع الأصدقاء في المنزل ولعب الـ board games…
وأخيراً، تذكّروا دائماً أنّ هذه الفترة الصعبة التي نمرّ بها، هي كغيمة شتاء ستضمحلّ وتختفي مع مرور الوقت ولا بدّ أن نعود لحياتنا الطبيعيّة يوماً ما!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar