المعطلون يتذمرون


أخبار بارزة, خاص 23 كانون الأول, 2022

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

لا يمكن لمن يعرقل انتخابات رئاسة الجمهورية أن يتذمر من الوضع المالي والاقتصادي السائد، ولا يمكنه أن يسأل عن المعنيين للمعالجة، لأن هؤلاء المعرقلين لا يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية فقط بل يعطلون كل دورة الحكم ومن ضمنها تشكيل حكومة فاعلة تنجز تعيينات في العديد من المناصب المهمة وتبرم اتفاقات مع العديد من الجهات والدول لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته.

إن مجرد انتخاب رئيس يوحي بالثقة، وتكليف شخصية متوازنة بتشكيل الحكومة، وتشكيل حكومة فاعلة ومنتجة، سيؤدي تلقائياً إلى بث روح من التفاؤل في المجتمع اللبناني والبدء بإعادة تكوين الثقة بأن البلد وضع على سكة الخلاص، وسينعكس كل ذلك على الوضعين المالي والاقتصادي ما يتمثل أولاً بتراجع في سعر صرف الدولار شرط أن يستتبع ذلك بتدابير وإجراءات وإصلاحات تغير الواقع النقدي القائم.

هؤلاء المعطلون يدركون هذه الحقيقة وهذا المنطق ولكن المشكلة التي لديهم أنهم في مقاربة مشاكل لبنان واللبنانيين ينطلقون من قواعد لا تمت إلى لبنان واللبنانيين بصلة، فمنهم من ينطلق من قواعد مشروعه الخارجي، وهو يرى اليوم أن وضع لبنان المتدهور هو مفيد له لفرض المزيد من السيطرة على البلاد والعباد على طريق تحقيق مكاسب سياسية له وعلى رأسها إبقاء هذه الأرض منطلقاً لتنفيذ مشروع داعميه سياسياً وعسكرياً.

وهناك من بين المعطلين من يريد إبقاء الوضع على ما هو عليه انتقاماً من اللبنانيين الذين وقفوا ضد وجوده في السلطة وما أدى إليه من كوارث، معتقداً في الوقت ذاته أن استمرار حال الفوضى يشكل ورقة ضغط ربما تساهم في إعادة من يمثل هذا الفريق إلى سدة الرئاسة والحكم وبالتالي لا ضير في استمرار الشغور إن حقق ما يريده هؤلاء فهم أرباب من اعتمد ويعتمد وسيعتمد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك تراهم يستجدون اللقاءات والحوارات والتفاهمات والتسويات لينقلبوا عليها حال تحقيقهم لما يصبون إليه.

هؤلاء المعرقلون جميعاً يتحملون مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من انهيار خلال وجودهم في السلطة وهم يتحملون وحدهم حالياً مسؤولية كل تداعيات الشغور الرئاسي، ولكنهم يبرعون في إلقاء المسؤولية على غيرهم وغش الرأي العام المشغول بتأمين لقمة العيش وحبة الدواء، رأي عام سيدرك عاجلاً أم آجلاً أن هؤلاء سبب كل الخراب والبلاء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us