باسيل…”ولو خرب بلد”!


أخبار بارزة, خاص 19 كانون الثاني, 2023

باسيل الذي خرب مهرجان الضيعة في مراهقته لأنّه لم يفز بلعبة، مستعدٌّ اليوم لخربطة كل شيء إذا لم يصبح رئيساً..


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يروي أحد الذين عرفوا جبران باسيل في مرحلة المراهقة حادثة معبّرة. كان الشاب يومها في الحركة الكشفية في منطقة جبلية. هناك تزامن النشاط الكشفي مع مهرجان الضيعة. “خربط” باسيل كل شيء لمجرّد أنه لم يفز باللعبة. رواية يعرفها من كان حاضراً في تلك الأمسية، تختصر كلّ تفكير جبران الذي يتصرّف على غرار “الولد المغنّج” الذي يريد كل شيء لنفسه، و”ما بتفرق معه” تسخير كلّ الناس من أجل تأمين مصلحته.

لا يتعاطى باسيل الشأن العام سوى من باب المصلحة الشخصية. فكل مواقفه وتقلّباته وتصرفاته تبدأ وتنتهي عند ما سيحقّقه طبقاً للإجابة على السؤال الآتي: “شو رح يطلعلي؟”.
من هنا، لم تعد مستغربة مثلاً التقلّبات في مواقفه وتحالفاته، طالما أن الغاية تبرر الوسيلة، وعقلية “شو بيطلعلي” لا تزال تتحكّم بخياراته وتصرفاته وممارسته للحياة السياسية، النيابية والوزارية والحزبية.
استغلّ سعد الحريري، وبنى مع ابن عمّته نادر، مصالح مشتركة مالية واقتصادية. “امتصّ” الحريري حتى آخر نقطة دم، فأحرجه وأخرجه من الحياة السياسية.
شتم نبيه بري ووصفه بالبلطجي. وتحالف معه انتخابياً، وزاره بعيداً من الإعلام “لترتيب الوضع” طالما أن رئيس المجلس النيابي هو أحد الناخبين الأساسيين في الاستحقاق الرئاسي، وطالما أن مصلحة تمرير الملفات تقتضي رضاه.
في الضفة المسيحية، وقّع باسيل شخصياً على تفاهم معراب. وعند أول كوع، انقلب على الاتفاق لمجرّد الحصول على عضو إضافي في مجلس إدارة كازينو لبنان. هنا أيضاً، يشبه باسيل شخصية “عمّي بو مسعود” الذي “بياكل وما بيشبع”، حتى لو عمل من “الحبة قبة” على لجنة بناية.

هكذا، خسر باسيل بأنانيته تفاهماً استراتيجياً أراح الساحة المسيحية، وأعاد المسيحيين إلى طاولة القرار. فبات الحصول على موافقتهم ممراً إلزامياً في المجلس النيابي والحكومة… ورئاسة الجمهورية. غلب الطبع التطبّع، فاستخدم ذكاءه “للشر بدل الخير” على غرار ما يقول عنه من جلسوا معه يوماً على طاولة مجلس الوزراء، أو التقوه من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في اجتماعات مغلقة.

تبدو البلاد اليوم عند مفترق طرق. ولا يبدو معها باسيل “فرقانة معو” الفراغ أو الدولار. فذهنية “الولد” الذي يخربط كلّ شيء إذا لم يصبح رئيساً تتحكّم بعقله وممارسته وقراراته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar