القضاء عون والقدر عون


أخبار بارزة, خاص 23 شباط, 2023

إذا كان قدرنا أن نعيش في زمنٍ ترك ميشال عون بصماته عليه، وهي سوداء غالباً، فإنّ القضاء اليوم بات عنوانه، الأسود أيضاً، غادة عون.


كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

ابتُلي جيلنا بالكثير. حروبٌ واحتلالات واغتيالات وتفجيرات وانهيار عملة وجائحة وهزّات أرضيّة. وابتُلي جيلنا بميشال عون.

تسبّب ميشال عون، حين كُلِّف ذات يومٍ أسود برئاسة حكومة انتقاليّة عسكريّة، بأخذ لبنان إلى اتفاق الطائف الذي كان حينها بمثابة هزيمة كبرى للمسيحيين، وتسبّب أيضاً بتدمير المنطقة الشرقيّة التي كانت مزدهرة آنذاك وبمقتل كثيرين وبتفكّك عائلات نتيجة ما سُمّي بحرب الإلغاء. ولاحقاً نُفِيَ زعيمٌ ثمّ سُجِن آخر.

ميشال عون هو من فعل ذلك كلّه. ثمّ، حين عاد إلى لبنان في العام ٢٠٠٥، باشر معاركه من جديد، وهذه المرّة من دون سلاح، وتراجع عن شعاراته السابقة وانقلب عليها، وغطّى سلاح حزب الله وارتكاباته وطبّع مع نظام البعث مستذكرًا مخطوطته الشهيرة “أنا جندي صغير في جيش الأسد” كتنازلٍ هدفه الوصول إلى الرئاسة.

وحين وصل، حلّت الكوارث، وكان أسوأ العهود وعرف لبنان أزمات عدّة ولم يشهد استقراراً يوماً، بل معارك ومواجهات وتوتّرات. وهنا ابتلينا ليس فقط بميشال عون، بل أيضاً بجبران باسيل. “بَلوة” ضرب ٢.

وإذا كان قدرنا أن نعيش في زمنٍ ترك ميشال عون بصماته عليه، وهي سوداء غالباً، فإنّ القضاء اليوم بات عنوانه، الأسود أيضاً، غادة عون.

فقد عرف لبنان قضاةً كباراً، أصدروا أحكاماً استحقّت أن تُتلى “باسم الشعب”، وعرف أيضاً قضاةً باعوا ضمائرهم مقابل بعض المال أو خوفاً من تهديد أو طمعاً بمنصب. وعرف أيضاً غادة عون، وهي من صنفٍ جديد لا سابق له، حاقدة ماكرة وقاتلة، تسببت عمدًا بمقتل صديقي ميشال مكتف.

فغادة “فاتحة على حسابها”، وغالباً “على حساب” عون وباسيل. هي لا تمثل أمام مجلس القضاء الأعلى ولا أمام التفتيش القضائي، و”تتسلبط” على ملفات ليست من صلاحيّتها، كمثل مداهمة مصرف لبنان وإرسالها أجهزة كمبيوتر تابعة لشركة مكتف إلى أماكن مجهولة وأخيراً حربها على “بعض” المصارف لغاياتٍ سياسيّة، غير آبهة بالضرر الذي سينتج عن ذلك.

نحن هنا أمام قاضية متفلّتة من ضوابط القانون والمنطق. قاضية يمكنها فعل أيّ شيء، بمجرّد أن تطلب مرجعيّتها السياسيّة منها ذلك. وقادرة، خلافاً للقانون أيضاً، على التغريد وإصدار الأحكام على “تويتر”.

وهكذا يكون اللبنانيّون قد ابتلوا باثنَين. ميشال عون القدر، وغادة عون القضاء. وكان الله في عون اللبنانيّين، لعلّه في عليائه يتكرّم على لبنان بعون جديد يحب وطنه وجيشه، وشعبه ينتظره بفارغ الصبر، وقتئذٍ تصحّ مقولة “عونك جايي من الله”…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar