حين يصنع الخيال رئيساً في لبنان

أخبار بارزة, خاص 27 شباط, 2023

لم ينل أيّ من مرشّحي التسوية وعداً أو دعماً حتى الآن، ما يعني أنّ طريق الرئاسة ما تزال بعيدة، ومن المستبعد جدّاً أن يُنتخب رئيسٌ قبل حزيران المقبل، في أحسن الأحوال.


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

نقرأ هنا وهناك، ونشاهد في تقارير تلفزيونيّة، معلومات عن اتفاقيّاتٍ وتسويات ستحمل لنا رئيساً في المقبل من الأيّام. آخر السيناريوهات الخياليّة قرأناه في إحدى الصحف، وتناقله كثيرون وبنوا عليه تحليلات…

ما من تقدّمٍ ولو بسيط سُجّل حتى الآن في الملف الرئاسي. وما من تسوية تلوح في الأفق، لا برعاية سعودية ولا بدعمٍ أميركي، ولا بمباركة فرنسيّة. ما يُكتب في هذا المجال غير صحيح، وهو إمّا يُكتب لأن جهةً سياسيّة ما تستفيد منه أو أنّ خيال الكاتب جامح ويستخدمه في المقالات بدل الأفلام.

فالرئاسة اللبنانيّة مزيج من ظروف خارجيّة وملاقاةٍ داخليّة. لا يُفرض رئيسٌ من الخارج إلّا إن توفّرت ظروفٌ داخليّة. وفي ظلّ التركيبة الحاليّة للمجلس النيابي فإنّ أيّ فريقٍ لن يكون قادراً على إيصال الرئيس الذي يريده، لا اليوم ولا إن استمرّ التعطيل طيلة ولاية المجلس. لذا، لا بدّ من تنازلات أو تسويات، وهي حتماً لن تكون لصالح اسمٍ يشكّل تحدّياً.

فالرئيس المقبل سيحمل، حتماً، صفة الوسطي. لا هو رئيس ضدّ حزب الله ولا هو مرشّح الحزب. ولكنّ ظروف وصول هذا الرئيس لم تنضج بعد، بل قد تكون بعيدة اليوم عن النضوج.

ومن المؤكد، حتى الآن، أنّ لائحة المرشحين المحتملين تضمّ أسماء لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، لكنّ البحث الجدّي بها لم يبدأ بعد وإن كان بعض هذه الأسماء تواصل مع مرجعيّات مثل حزب الله والقوات اللبنانيّة وبكركي لاستكشاف احتمال دعمه. إلا أنّ أيّاً من مرشّحي التسوية لم ينل وعداً أو دعماً حتى الآن، ما يعني أنّ طريق الرئاسة ما تزال بعيدة، ومن المستبعد جدّاً أن يُنتخب رئيسٌ قبل حزيران المقبل، في أحسن الأحوال.

لذا، فإنّ ما تقرأونه هو مجرّد كتابة من نوع الخيال، ربما تهدف إلى دعم مرشّحين. إلا أنّ الرئاسة في لبنان لا يصنعها الخيال. ولا تصنعها، خصوصاً، الأقلام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us