مزارع لبناني يتحدى بأسعار منتجاته جشع التجار وباعة الخضار في شهر رمضان


أخبار بارزة, خاص 31 آذار, 2023

“بستان أبو هاني في وجه التحديات التي فرضتها الأزمة الإقتصادية”، معادلة فرضها العم أبو هاني ليس من اليوم تحديداً بل من 3 أشهر مضت، عندما قرر التفرد بإستثمار قطعة أرض بخبرته الطويلة في زراعة الكثير من أنواع الخضار.


كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

أبو هاني مزارع بسيط يعمل بجد وإخلاص في زراعة معظم أنواع الخضار ليبيعها بنصف سعرها المعروض في الأسواق، من أرض قام باستئجارها، ليشكل متنفساً للعديد من سكان صيدا من بركان الأسعار الملتهبة في شهر رمضان المبارك، وسلاحاً يتحدون به جشع وطمع التجار وبائعي الخضار الذين يصفهم بالتجار الفجار الذين “لا يشبعون ولا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل”.

“بستان أبو هاني في وجه التحديات التي فرضتها الأزمة الإقتصادية”، معادلة فرضها العم أبو هاني ليس من اليوم تحديداً بل من 3 أشهر مضت، عندما قرر التفرد بإستثمار قطعة أرض بخبرته الطويلة في زراعة الكثير من أنواع الخضار.

ويوضح العم أبو هاني في حديث لـ “هنا لبنان” أن على المواطن أن يعرف كيف يستغل أرضه أفضل استغلال فهي من أهم السبل لتأمين لقمة العيش، “لقد حولت هذه الأرض إلى بستان يحوي الكثير من أصناف الخضار، وأبيعها بأرخص الأسعار لزبائني، وسأبقى كذلك حتى يأخذ الله أمانته”.

ومن بين تلك الأصناف تبرز الهندباء والسلق والبندورة والخيار والخس والفجل والبقدونس والنعناع، “أفلح الأرض وأزرع وقد أقمت هذه “البسطة” بجانب البستان لبيع منتجاتي اليومية، وهذا ما يساعدني على استمراري في عملية الزراعة، وفي تأمين لقمة العيش لي ولأولادي بأرخص الأسعار، بعد أن عملت في استثمار أراضي وبساتين الغير في صيدا لعشرات السنوات”.

واللافت أن سنين العم هاني الثمانين لم تدفعه إلى التقاعد من عمله الزراعي، بل بالعكس تحولت إلى حافز قوي “الزراعة مصدر رزقي، ومن لا يعمل في هذه الأيام مصيره التسول، وأنا لدي عائلة من واجبي أن أؤمن لها متطلبات العيش”.

لدى أبو هاني 15 شاباً وشابة، بينهم 9 شبان يقومون بمساعدته، بعد أن ضمن هذا البستان بـ 20 مليون ليرة قبل الأزمة الإقتصادية عام 2019، ولا يزال العقد سارياً مع صاحبه.

لم يكتفِ أبو هاني بهذا “التحول الزراعي” المفيد له ولعائلته وللعديد من سكان صيدا، خصوصاً الفقراء منهم وعلى “قد الحال” وفق تعبيره، بل تعداه إلى فكرة أخرى “عندما وجدت أسعار الدجاج والبيض تحلق من دون حدود، قررت شراء دجاجتين وديك” وبعدما تكاثر عدد الدجاجات في بستانه بات يبيع البيض البلدي لزبائنه وأيضاً بأرخص الأسعار.

وبالعودة إلى الأسعار يشرح “عندما يكون سعر ضمة البقدونس مثلاً 10 آلاف أبيعها بنصف سعرها وهذا الأمر يسري على بقية أصناف الخضار وعيش يا فقير، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والحمدلله إذا بعت خضاراً بـ 400 ألف ليرة يومياً فهذه نعمة”.

من هذه البسطة والبستان تفوح رائحة الزمن الجميل رائحة الأرض وخيراتها، على يد مزارع متواضع قلما نجد من أمثاله في يومنا هذا، وحول العوامل التي ساعدته يوضح “هنا لا تكاليف أجرة عمال ولا تكاليف نقل للبضاعة إلى السوق، المسألة مسألة أمتار قليلة وتكون مزروعاتي معروضة أمام الجميع وبالطبع كل صنف حسب موسمه يكون متوافراً على بسطتي”.

أبو هاني قام ببناء غرفة خاصة به داخل البستان يلجأ إليها لأخذ قسط من الراحة، فينام قليلاً ليستعيد نشاطه مجدداً، ويفاجئك بمعرفته الدقيقة بمكان تواجد كل صنف من أصناف المزروعات، وما هو موعد قطاف كل منها، متسلحاً بالحلول الجاهزة لكل الأمراض أو المشاكل التي يواجهها كل منها، ليقوم بحلها على طريقته الخاصة.

وهذا الأمر يسري أيضاً على دجاجاته وديوكه، فهو حريص على بيع منتجات كفيلة بجذب زبائن أكثر إلى بسطته وما تحتويه، “أولويتي أن يكون زبائني سعداء بما يشترون من عندي إن لناحية السعر أو لناحية الجودة فأنا أعطي بيد وآخذ بيد ومن عرق جبيني”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar