الياس بو صعب.. رقمٌ صعب على باسيل؟


أخبار بارزة, خاص 1 نيسان, 2023

بعدما قفز بو صعب من مركب التيار، ما هي الـ trampoline التي سيستخدمها؟ وما هو هدفه المقبل؟


كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

هل الياس بو صعب لغز؟ أم هو أسلوبٌ جديد في السياسة اللبنانية لم يعهدْها السياسيون والرأي العام من قبل؟ لعله المتقدِّم بين زملائه في تكتل لبنان القوي، الذي تجرَّأ على انتقاد “رئيسه”، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. لماذا فعل ذلك؟ هل في اعتقاده أنه آن الأوان للخروج من تحت عباءة جبران باسيل؟ يعرف الياس بو صعب أن الرئيس المؤسس للتيار العماد ميشال عون سينحاز إلى صهره جبران باسيل، ظالمًا أم مظلومًا، في كل معاركه، سواء المحقَّة أو غير المحقَّة، وأنه سيكون مع جبران ضده في هذه المعركة، فلماذا خاطر وقرر المواجهة؟

الياس بو صعب ينتهج أسلوب الـ trampoline، لا يستقر في مكان إلا ليقفز منه إلى مكان أعلى، حين انتُخِب رئيسًا لبلدية ضهور الشوير، ضد رئيسها السابق الذي لا يُستهان به، أسرَّ إليه أحدهم أنه بالتأكيد سيكون في رئاسة البلدية “ليقفز منها إلى النيابة”، ابتسم ابتسامة نفيٍ وقال لمحدِّثه إن هدفه الإنماء وليس السياسة. لم يطُلِ الأمر، قفز من رئاسة البلدية إلى النيابة.

كرَّت السّبحَة: إلى وزارة التربية ثم إلى وزارة الدفاع، إلى النيابة مجددًا ثم إلى نيابة رئاسة مجلس النواب. قفز بسرعةٍ صاروخية إلى المراكز، ووصل بأسرع مما هو متوقَّع، إلى المنصب الذي يضعه نصب عينيه كل نائب أرثوذكسي، “نائب رئيس مجلس النواب”، رئيسه، جبران باسيل، “صاحب السعادة وصاحب المعالي” لكن هو أضاف إلى اللقبين لقبًا ثالثًا وهو “دولة الرئيس”، يعني بحسب البروتوكول على الطريقة اللبنانية، باسيل “يُبَكِّل زر جاكيتته” أمام بو صعب، وليس العكس.

أنشأ بو صعب “إمبراطورية إعلامية”، له الكلمة الفصل في إذاعة “صوت المدى” ولديه الموقع الإخباري “almada.org”، كما لديه تاثير على محطة OTV التلفزيونية، وليس سرًا النزاع الذي نشب بينه وبين مدير الأخبار في المحطة آنذاك، الأستاذ جان عزيز، انتصر الرئيس عون ورئيس التيار جبران باسيل للوزير بو صعب، فأصبح عزيز خارج المحطة، علمًا أن ما كتبه عزيز كان حاز على ضوء أخضر من الرئيس عون ومن الوزير باسيل.

يمكن القول إن بو صعب لم يتراجع في معظم معاركه داخل التيار، قبل توافقه مع زميله في المتن الشمالي ابراهيم كنعان، خاض النائبان “حرب داحس والغبراء” عبر وسائل الإعلام ولا سيما عبر المواقع الإلكترونية، ولكليهما باعٌ طويل في الإعلام وفي وسائله المتعددة والمتنوعة.

وصلَ الياس بو صعب إلى ما وصل إليه، يحسده زملاء له وتياريون غير نواب، يسألون بينهم وبين أنفسهم، وفي مجالسهم الضيقة: “لماذا يحق لبو صعب ما لا يحق لغيره داخل التيار ومع باسيل؟ أقل مما قاله بو صعب بكثير، قاله نواب وقياديون في حق جبران، فتعرَّضوا لقصف عنيف بمختلف أنواع المصطلحات والصفات، من الجيش الإلكتروني التابع للتيار، إلا بو صعب، لم يحظَ سوى بتغريدةٍ يتيمة من النائب السابق إدي معلوف، لم تَخلُ من السخرية بحق الياس، جاء فيها: “بضحكوني كتير يلي تخبّوا بمرحلة بعباءة ميشال عون ومفتكرين حالن قادرين يمسحوا تمن اليوم بعباءة جبران باسيل”..

لم تمر هذه التغريدة بسلام، جاء الرد من بو صعب بصيغة “رواد مواقع التواصل الاجتماعي على “فيسبوك” و”تويتر”، وكان قاسيًا بحق معلوف حيث جاء فيه: “اسكت الكلب يريد أن ينام”، للتذكير فإن هذه التغريدة مأخوذة حرفيًا من تغريدة للنائب باسيل مع صورة تجمعه مع كلبه ومع النائب إدي معلوف، في اللقلوق، يقول فيها باسيل لمعلوف “اسكت الكلب يريد أن ينام”. هذه التغريدة التي عاد باسيل ومحاها، لِما فيها من إهانة لمعلوف، يبدو أن بو صعب يحتفظ بها وفق طريقة screenshot لاستخدامها في الوقت المناسب، ويبدو أن هذا “الوقت المناسب” بالنسبة إلى الياس بو صعب قد أتى، وكم يحتفظ بو صعب من screenshots لزملاء له لاستخدامها في الأوقات المناسبة، وقد لا ينفذ منها باسيل نفسه.

النقطة التي فاض بها الكوب بين بو صعب وباسيل، حديث بو صعب إلى صحيفة “الشرق الأوسط” انتقد فيه باسيل وقال: “يحق لباسيل أيضاً أن يعترض على قرار ميقاتي لكني أرى أن باسيل أخطأ باستعمال بعض المفردات خلال انتقاده للقرار، لأنه لا يجوز أن نرد على قرار إداري خاطئ بخطاب أثار الغرائز الطائفية “باسيل أخطأ، ردَّ بخطابٍ أثار الغرائز الطائفية”… كلامٌ كبير من بو صعب في حق باسيل الذي يبدو أنه في ورطة، فإذا لم يستخدم سلطته كرئيس للتيار، لبدا ضعيفًا أمام بو صعب، وإذا استخدم صلاحيته، فإن إقالته من التيار وسحب البطاقة منه، ليست “شربة ماء” خصوصًا إذا كان الياس بو صعب ينتظر هذه الخطوة من “رئيسه”، ليبقى السؤال: بعد قفز بو صعب من مركب التيار، ما هي الـ trampoline التي سيستخدمها؟ وما هو هدفه المقبل؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar