“الحزب” بين اتفاق الصين والمأزق الرئاسي!


أخبار بارزة, خاص 4 نيسان, 2023

ما طرحه كمال خرازي من تساؤلات حول سلاح الحزب خلال لقاءاته في العاصمة اللبنانية بدأ يتفاعل محليًّا وإقليميًّا، إذ أنّه يدرك بدون شكّ أنّ السلاح بات مسألة مفصلية في السجال الدائر داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، سواء بالنسبة لمعظم اللبنانيين أو بالنسبة للدول العربية وأيضاً للمجتمع الدولي.. فهل باتت طهران مستعدّة أو مضطرة للتضحية بالحزب؟

كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي إلى دمشق حيث التقى بشار الأسد، وزيارته إلى بيروت حيث التقى مجموعة من المسؤولين لم تلقيا الاهتمام الكافي، غير أنّ اللافت والأهمّ أنّ ما طرحه خلال لقاءاته في العاصمة اللبنانية بدأ يتفاعل محليًّا وإقليميًّا. فقد طرح خرازي سؤالاً مفصليًّا: “هل حزب الله، بعد كلّ الجهود الجبارة التي قام بها ضدّ الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية مطالَبٌ بتسليم سلاحه؟”، وتابع قائلاً: “وهل المصلحة الوطنية تقتضي ذلك؟” فهل هذا يعني أنّ الأمر بات مطروحاً لدى القيادة الإيرانية بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي أعلن عنه بشكل مفاجئ برعاية الصين في العاشر من شهر آذار الماضي؟ وهل طهران باتت مستعدّة أو مضطرة للتضحية بـ “حزب الله”؟ سؤال كبير بدون أدنى شك والإجابة عليه ما زالت سابقة لأوانها، علماً أنّ خرازي هو مسؤول رفيع في السلطة الإيرانية، ومن الرعيل الأوّل الذي رافق الثورة الخمينية منذ بدايتها. وكان قد تولى وزارة الخارجية في عهد الرئيس “الإصلاحي” محمد خاتمي، وهو أيضاً إلى جانب منصبه الرسمي الحالي عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام المرتبط مباشرة بمرشد الثورة علي خامنئي، وهو يدرك بدون شكّ أنّ سلاح “حزب الله” بات مسألة مفصلية في السجال الدائر داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، سواء بالنسبة لمعظم اللبنانيين أو بالنسبة للدول العربية وأيضاً للمجتمع الدولي، وكذلك علاقة ذلك بمصير لبنان ودولته المخطوفة التي تقيم على حافة الانهيار الشامل والكامل. كما أنّه يطرح في الوقت نفسه سؤالاً وجيهاً وهو كيف يمكن لنظام الملالي أن يوفّق بين بقاء هذا السلاح وضرورات التسويات الإقليمية التي فرضها الاتفاق مع السعودية؟

وواضح أنّ هذا “السؤال المفاجئ” جعل “حزب الله” في وضع لا يحسد عليه في وقت يحاول المستحيل لتحصين وضعه الداخلي لمواجهة مثل هذه الاحتمالات عبر فرض رئيس للجمهورية “يحمي ظهر المقاومة” كما يرّدد أمينه العام حسن نصرالله. وكيف له أن يتعامل مع فرضية تسليم السلاح وهو الذي فرض نفوذه وأقام سلطته داخل الدولة اللبنانية على سطوة ووهج هذا السلاح ومئات آلاف الصواريخ؟ زد على ذلك أنّ مرشحه سليمان فرنجيّة عاد من باريس خالي الوفاض بعد أن فشل عرّابه إيمانويل ماكرون على ما يبدو بإقناع السعودية بتزكية ترشيحه، علماً أنّ الرئيس الفرنسي يتبنى هذا الترشيح منذ أشهر ويصرّ عليه قبل أن يحصل الاتفاق السعودي-الإيراني متحدّياً إرادة معظم اللبنانيين، وبالأخص الطرفين المسيحيّين أي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” اللّذين يرفضان بشدة ترشيح فرنجية. وقد قطع هذا الرفض على “حزب الله” وحليفه نبيه بري زعيم حركة أمل إمكانية تجميع أكثرية نيابية أي 65 صوتاً تؤمن انتخابه في مجلس النواب، ناهيك عن استحالة تأمين نصاب الجلسة أي شرعيتها بـ 86 صوتاً. وبدا الثنائي الشيعي يغرد وحيداً في ساحة اعتاد أن يكون سيّدها منذ ما قبل فرض ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016. فقد انهارت كلّ مداميك الصفقة السابقة بفعل انهيار الرافعة السنية مع غياب سعد الحريري عن الساحة السياسية، وكذلك الرافعة المسيحية بفعل انفراط عقد التحالف الذي كان قائماً منذ 17 سنة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، والذي انتهى أيضاً إلى تبادل الاتّهامات والنعوت على صفحات الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم يبقَ لدى الحزب إلّا الفتات من هذه الطائفة أو تلك، وأصبحت معركة الرئاسة مجرد عملية فرضٍ وتحدٍّ فاضح لمجمل المكونات اللبنانية.

فهل بدأ هذا الواقع ينعكس على “حزب الله” نفسه الذي يلتزم منذ مدة الصمت تاركاً لرئيس المجلس أن يمارس سحب “أرانبه” المعهودة كما حصل في متاهة تقديم الساعة التي كادت أن تدخل البلد في أتون صراع طائفي تتحمّل أيضاً مسؤوليته الأطراف الأخرى؟ وهل بدأ “حزب الله” يعيد النظر بموقفه جانحاً نحو تبني ترشيح قائد الجيش برفض محمد رعد أمس مرشحي البنك الدولي؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us