تيار المزايدة يشتكي من المزايدة


أخبار بارزة, خاص 19 نيسان, 2023
باسيل

من وصف تيار المستقبل بداعش ثم عاد وتحالف مع سعد الحريري، لا يحق له أن يتلفظ بكلمة شعبوية، ومن ادعى خوض معركة التحرير، ثم عاد بصفقة مع المحتل، لا يحق له إلا الصمت، أو الخجل، لأن تاريخه لا يسمح له بالكثير من الادعاء.

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

من أكثر ما أثار السخرية، ما صرح به النائب جبران باسيل، الذي انتقد الشعبوية والمزايدة، وهذا هو بالتالي آخر الزمان، الذي فيه بات تيار المزايدة يشتكي من المزايدة، والتيار الذي بناه ميشال عون على الشعبوية واستثارة الغرائز، يشتكي من الشعبوية ويدينها.

عندما انصاع جبران باسيل لحزب الله وحركة أمل وشاركهما الإطاحة بالانتخابات البلدية، وجد نفسه في موقع دفاعي، لا يمكن الهروب منه، إلا بارتداء ثوب الضحية المحاصرة بالشعبوية، فهل أصبح مطلب إجراء الانتخابات البلدية مطلباً شعبوياً بنظر باسيل، وهل يمكن لما فعله أن يبرر ببعض الشعارات الفارغة التي لا تصلح لمجرد الدفاع عن قضية فاشلة؟

أكد اتفاق أمل والعونيين وحزب الله، أن الأطراف الثلاثة حلفاء جديين، وأنهم في المفاصل الأساسية، يلتقون تماماً، كما يجتمعون في اللوائح الواحدة النقابية والنيابية، وأكد هذا الاتفاق أن هؤلاء الثلاثة برعاية وقيادة حزب الله يشكلون النواة الصلبة لمنظومة النظام المؤبد الذي حكم على اللبنانيين أن يعيشوا بظله، فثورة 17 تشرين كانت بمعظمها موجهة إلى هؤلاء وإلى راعيهم، الذي سارع إلى رفع الإصبع وإرسال الدراجات النارية لحماية منظومته المتناغمة، في بعبدا وعين التينة. ثم عاد الحزب وجمع منظومته في اللوائح الانتخابية لانتخابات 2022، وجمعها أمس في جلسة اشتراعية الهدف منها الحفاظ على المجالس البلدية الحالية التي انتخبت قبل ست سنوات، أي قبل انكشاف المنظومة التي دفعت بلبنان إلى الحضيض.

يشتكي تيار المزايدة من تعرضه للمزايدة، رفضاً لمشاركته في الإطاحة بالانتخابات البلدية، لكنه لا يتذكر أن كل مواقفه منذ العام 1988، كانت تعبيراً عن حفلة مزايدة، في السيادة والإصلاح والتغيير. فإذا بميشال عون مايسترو المزايدة الشعبوية، وبعد كل هذا المسار الطويل، يتحالف مع منتهكي السيادة، ومع السلاح الميليشياوي، ويدخل في شراكة محاصصة، في كل إدارات الدولة. مع بري وباقي المجموعة، وإذا به يشرع لنفسه ولصهره، وزارة الموارد على مصراعيها، فتعقد صفقات البواخر، وتمر آمنة في مجالس وزراء ترأسها نجيب ميقاتي وسعد الحريري. ويستفيق ميشال عون اليوم، وهو يعانق نبيه بري في المجلس النيابي، لأن مصلحة الهروب من الانتخابات، اقتضت تأجيل الانتخابات، فهل بعد هذا السرد، يجوز لمن يتهم سواه، بالشعبوية أن يصدق أن أحداً يصدقه، وهو المشارك في ترحيل استحقاق ديموقراطي، يخشى منه حتى العمق.

على التيار الشعبوي، الذي لعب على الوتر الطائفي لأهداف سلطوية، أن يخجل من نفسه بدل أن يتظلم متهماً خصومه باستهدافه. فمن وصف تيار المستقبل بداعش ثم عاد وتحالف مع سعد الحريري، لا يحق له أن يتلفظ بكلمة شعبوية، ومن ادعى خوض معركة التحرير، ثم عاد بصفقة مع المحتل، لا يحق له إلا الصمت، أو الخجل، لأن تاريخه لا يسمح له بالكثير من الادعاء.

ضبط ميشال عون مرة جديدة بالجرم المشهود، وهو يعانق نبيه بري. بعد هذا الفصل من المسرحية، سيتحول الكثير ممن يصدقون عون، وهو يتهم بري بالفساد، إلى فئة يمكن الحكم بسهولة على مدى سلامة قدراتها الذهنية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us