التعهد المكتوب


أخبار بارزة, خاص 26 نيسان, 2023
فرنجية

تلعب فرنسا ورقة الصولد بدعمها ترشيح فرنجية، وتراهن على تليين موقف السعودية، وعلى قبول الولايات المتحدة الأميركية بالضمانات التي يقدمها الحزب لمرشحه، لكنها في المقابل، لا تبحث في الخطة ب، في حال ثبت رفض السعودية للمرشح فرنجية، ولا تريد أن تساعد ببحث هذه الخطة، وهذا ما يحيط الدور الفرنسي بألف سؤال وسؤال..

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

لم تكن زيارة باتريك دوريل، إلى المملكة العربية السعودية، إلا مجرد ترجمة لاستمرار فرنسا، في الإصرار على ترجمة التمسك الفرنسي، بتحقيق خطة حزب الله الرئاسية إلى أفعال.

تنفذ إدارة ماكرون هذه الخطة، سعياً لكسب ود إيران، وللحفاظ على المصالح المستقبلية التي يمكن أن تجنيها، من هذا الزواج مع دولة إقليمية، تملك مفاتيح عدة في المنطقة، وتستطيع أن تفتح لفرنسا أبواباً كثيرة استثمارية وسياسية.

لم تكن زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس، سوى ترجمة لهذا التوجه، فالمرشح الرئاسي المدعوم من الممانعة، فتحت له أبواب الإدارة الفرنسية، وعلى الرغم من أنه لم يلتقِ الرئيس إيمانويل ماكرون، فقد استقبل استقبالاً رئاسياً، وأحيط بكل الحرص والعناية، وعومل على أنه الرئيس المقبل، وتولت فرنسا تهيئة وصوله إلى بعبدا، وخططت لنزع الألغام من درب هذا الوصول، بما فيها لغم الرفض السعودي، حيث بدا كأن هناك خارطة طريق فرنسية، لتذليل الرفض السعودي، وهذه الخارطة تبدأ بالتطمين وتقديم الضمانات، ولا تنتهي بتقديم مرشح حزب الله، على مسؤولية فرنسا، كمرشح قادر على الالتزام بما يتعهد به، لجهة التنفيذ، من دون لف أو مناورة أو تهرب.

وبالفعل تقول المعلومات، أن الوزير فرنجية، وقع على تعهد مكتوب بتنفيذ شروط عدة، منها تشكيل حكومة من دون ثلث معطل والاتفاق على استراتيجية دفاعية (في موضوع سلاح حزب الله)، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وغيرها من الشروط، وقد أحضر باتريك دوريل في زيارته إلى المملكة، نسخة عن التعهد المكتوب الموقع من فرنجية، تأكيداً على حسن النية، كما قدم ضمانة فرنسا بعد انتخاب فرنجية، للتأكيد بأن أي خروقات للتعهد لن تحصل، وبأن فرنجية سيكون رئيس تنفيذ الإصلاح، ورئيس ترميم علاقة لبنان مع العرب، وبأنه لن يسمح بأن يكون لبنان موطئاً للتآمر عليهم أو للتحضير لنشاطات مزعزعة لأمنهم.

تلعب فرنسا ورقة الصولد بدعمها ترشيح فرنجية، وتراهن على تليين موقف السعودية، وعلى قبول الولايات المتحدة الأميركية بالضمانات التي يقدمها حزب الله لمرشحه، لكنها في المقابل، لا تبحث في الخطة ب، في حال ثبت رفض السعودية للمرشح فرنجية، ولا تريد أن تساعد ببحث هذه الخطة، وهذا ما يحيط الدور الفرنسي بألف سؤال وسؤال، وبشبهات تحوم حول أكثر من شخص واحد في إدارة الرئيس ماكرون.

تكفي معرفة أن رجل الأعمال جيلبير شاغوري، كان موجوداً في العاصمة الفرنسية أثناء زيارة فرنجية، كما أن مسؤولاً كبيراً في نيجيريا، كان حاضراً أيضاً، والجميع التقى مع إدارة ماكرون في لقاءات غير رسمية، وكل ذلك يعبر عن مدى تأثير الشاغوري في صناعة القرار الفرنسي، الذي ترجم بدعم فرنجية، والذي سيترجم بالإصرار على إيصاله إلى بعبدا ذلك على الرغم من الرفض المسيحي، والرفض العربي، والقلق الدولي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us