الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة قريبة.. وتخوّف من خضّة أمنية من بوابة النازحين السوريين


أخبار بارزة, خاص 26 نيسان, 2023
السعودية

بانتظار نضوج المرحلة الحالية داخلياً وبلورة نتائج المشاورات الإقليمية والدولية والمساعي الفرنسية السعودية فإن ترحيل الإستحقاق الرئاسي إلى أواخر شهر حزيران وأوائل شهر تموز سيكون سيد الموقف حيث تتبلور الصورة أكثر فأكثر

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

انقضى شهر نيسان أو شهر الأعياد الذي خفتت معه الحركة السياسية الرئاسية داخلياً لكنه لم يخلُ من بعض المواقف التي واكبت اللقاءات التي جرت في فرنسا مع المستشار الرئاسي باتريك دوريل، ومن المتوقع أن تعاود هذه الحركة نشاطها ابتداءً مع عودة العمل إلى المؤسسات الرسمية والخاصة، ومع عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان ليقوم بجولة على بعض القوى لا سيما منها القوات اللبنانية والتقدمي الإشتراكي وقد يحمل معه موقفاً سعودياً متقدماً على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تزال حتى الساعة على موقفها من عدم التدخل في الأسماء بل يهمها المواصفات التي وضعتها للرئيس العتيد مع تمنياتها بتوافق القوى السياسية على اسم لا يشكل تحدياً لأي فريق.

من جهة أخرى تتجه الأنظار أيضاً إلى المواقف التي سيطلقها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية بعد مواقفه من بكركي والتي وصفت بمثابة إعلان للترشح بعد أن لمس من الفرنسيين عدم ممانعة ترشحه، وسيوجه فرنجية خلال إطلالته بحسب مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” كلاماً إلى الداخل حول الإستحقاق الرئاسي وسيكون عبارة عن إدارة لمعركته الرئاسية المقبلة وعلاقاته مع الدول العربية وكيفية قيامه بالإصلاحات وإعادة وصل ما انقطع مع الدول العربية والخليجية والمجتمع الدولي، وذلك بعد تمسك الثنائي الشيعي به والتي تظهرت جلياً مع موقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر تويتر قائلاً: “الصورة على حالها منذ ستة أشهر، مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة، مضيفاً “البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد فلنحسم خيارنا اليوم بإختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، وعدم إضاعة الوقت بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول إنتظار”.

هذه الأجواء التي عكسها كلام الشيخ قاسم تتوافق مع أجواء عين التينة التي تبدي تمسكها بفرنجية المتزامن مع الدفع الفرنسي بهذا الاتجاه، وتؤكد مصادر مقربة منها أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس مستعجلاً ولن يدعو إلى أي جلسة قريبة لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل عجز مكونات المعارضة عن التوافق على اسم مرشح جديد، إضافة إلى تضييعها البوصلة بحيث أن رياح الشرق الإيجابية تطغى على ما عداها، فيما القوى المعارضة تسير مع رياح الغرب وتعمل على إعلاء السقف عبر مواقف لا تتماشى مع المرحلة الحالية التي تشوبها تغييرات كبيرة بعد أن بدأت نتائج الإتفاق السعودي الإيراني تتظهر بشكل سريع.

أما قوى المعارضة وقوى التغيير تعمل بحسب مصادرها على لم الشمل للتوافق على مرشح جامع وتكثف من اتصالاتها ومشاوراتها المعلنة وغير المعلنة من أجل التفاهم فيما بينها للخروج باسم خلال الأيام المقبلة حيث يتقدم اسم “صلاح حنين” على ما عداه من الأسماء في ظل عدم التوافق الذي ينسحب على إسم رئيس الحكومة المقبل سيما وأن السعودية أبدت عدم موافقتها على إسم السفير نواف سلام ويتم البحث عن اسم بديل.

مواقف القوات ترجمها رئيسها سمير جعجع في إطلالته منذ يومين حيث كانت مواقفه عالية السقف حيال ترشيح فرنجية وذلك عبر إعلانه أنه “بعد أربع سنوات تنتهي ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “ياخذوه يرشحوه بفرنسا” وأن باسيل “ليس ابن شي”.

التيار الوطني الحر المتريث بإنتظار نضوج الأجواء الإقليمية لا يحبذ إسم صلاح حنين مع إعتراضه المسبق على إسم سليمان فرنجية وحاول التقرب من القوات إلّا أن الأمور لم تؤدِّ إلى نتيجة.

أما مواقف الحزب التقدمي الإشتراكي فلا تزال على حالها مع استمرار التواصل مع قوى المعارضة والتغيير وتؤكد مصادر الحزب على ضرورة الإستفادة من المناخ الإقليمي والمصالحات القائمة والعمل داخلياً لإنتاج رئيس جامع يمثل جميع المكونات.

وبإنتظار نضوج المرحلة الحالية داخلياً وبلورة نتائج المشاورات الإقليمية والدولية والمساعي الفرنسية السعودية فإن ترحيل الإستحقاق الرئاسي إلى أواخر شهر حزيران وأوائل شهر تموز سيكون سيد الموقف حيث تتبلور الصورة أكثر فأكثر بعد اللقاء الذي سيجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والقمة العربية التي ستعقد في الرياض أواخر أيار.

كل ذلك يأتي على وقع المعاناة التي يعيشها اللبنانيون والأوضاع الأمنية المتفلتة حيث تتخوف بعض الجهات من حصول خضة أمنية من بوابة ملف النازحين السوريين والذي بات مرفوضاً وغير مرحب به من كل القوى والأطراف اللبنانية، وقد يدخل لبنان في موجة جديدة من العنف. وترى مصادر متابعة لهذا الملف لموقع “هنا لبنان” أن المطالبة بعودتهم من دون خطة قد تؤدي إلى خلق بلبلة أمنية قد تطيح بالجهود القائمة لإنتخاب رئيس جديد وهو ما تريده بعض الدول والجهات التي تستفيد من وجودهم على الأراضي اللبنانية على الرغم من المعاناة التي يتكبدها لبنان جراء هذا الوجود.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us