كيف تأثر طموح الشباب اللبناني لاكتساب لغات جديدة بالأزمة؟


أخبار بارزة, خاص 10 أيار, 2023

لطالما عُرف اللبناني بحبّه لتعلّم لغات متنوّعة حبًّا بالثقافة والعلم، أو أنّه احتاجها في سبيل الهجرة والعمل خارج البلاد، ولكن الأزمة اليوم أعادت ترتيب سلّم الأولويّات.

كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:

أفضل طريقة لتوسيع آفاق الثقافة الشخصيّة هو اكتساب لغة جديدة، وبالتالي فتح فرص عمليّة جديدة وإحراز تقدّم على المستوى الشخصي. ويُعتبر لبنان من الأوطان الغنيّة بالفكر والعلمِ والثقافة المميّزة التي لطالما ترافقت مع بصمة اللبناني، لذا هناك الكثير من المراكز التي عمِلَت على إنشاء بيئة تعليمية فعّالة، عبر الإستفادة من التكنولوجيا، لِتزويد الطلاب بمختلف اللغات التي يريدون إكتسابها مع تقديم دورات متنوعة لتلبية مختلف الإهتمامات لدى المتعلّمين.

ولكن ما نسأل عنه اليوم، هل ما زال الشباب اللبناني يطمح لتعلّم اللغات الجديدة؟ أم أنّها أصبحت أمراً ثانوياً تسبقه أولويات كثيرة في ظلّ المصاريف اليومية الهائلة؟

تُجيب عن هذه الأسئلة رئيسة ومؤسِّسة مركز ” You Speak Language Center” للغات والأستاذة الجامعيّة غريس طويلة وتُطلعنا عن حالة مراكز تعلّم اللغات مع هذا الوضع الذي يعيشه الشعب وخصوصاً الفئة الشبابيّة، وفي حديثها الى موقع “هنا لبنان”، تُشير إلى أنّ “الشباب اللبناني يحبّ الثقافة كثيراً وإضافة لغات جديدة والسفر إلى الخارج، ولكن منذ أن بدأت الأزمة وخصوصاً عند تفشي فيروس كورونا، فضّل عدد كبير من الأشخاص التخلّي عن ذلك والتركيز على الأمور الأساسيّة لحياتهم، إذ إنّ تعلّم لغة جديدة من الخطوات الإضافية وفي بعض الأوقات الترفيهية”. مضيفة “إلّا أنّ الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لِمن أرادوا تعلّم اللغات بهدف الهجرة من البلاد والتوجّه نحو وجهةٍ أخرى توفّر لهم فرصة العمل هناك، فمثلاً في إنكلترا يُطلب منهم شهادة معيّنة ليتمكنوا من الإستقرار فيها ومن بينها معرفة التكلّم بلغة البلاد الأساسيّة”.

كان للأزمة أثرها المباشر والكبير على المؤسسات كلّها ومن بينها المراكز التعليميّة والتي تُعنى بتعليم اللغات، لذا قررت الأستاذة غريس طويلة إغلاق المركز لفترةٍ معيّنة ونقل كل الصفوف إلى تجربة التعلّم عن بُعد، أي أونلاين، “كانت خطوة مهمّة ناجحة ومهمّة، واستمر هذا الوضع إلى اليوم أيضاً بما أنّنا جميعنا دون استثناء نُعاني من أسعار المحروقات الباهظة وصعوبة التنقل، لذا بهذه الطريقة يُمكن للشخص أن يتعلّم اللغة التي يحبّها والتي يختارها وهو في منزله دون الحاجة للتوجه إلى المركز؛ ولكن بالطبع في مرحلةٍ معيّنة من المقرّر العودة إلى التواجد في المركز وفتح الصفوف من جديد”.

على الرغم من كل الظروف والضغوطات، ما أهمية تعلّم لغة جديدة تُضاف على السيرة المهنيّة الخاصة بالشخص؟

وفق الأستاذة غريس طويلة، “اختيار تعلّم لغة جديدة ينقلنا إلى البلاد نفسها ويساعدنا بالتعرّف على شعبها بواسطة الكلمات، الأمثال الشعبيّة، طريقة التعبير وكل ذلك من خلال مفاتن اللغة بحدِّ ذاتها. ولا شكّ أنّ إضافة لغة جديدة على المسيرة المهنيّة أصبح ضرورياً، بما أنّ هناك الكثير من الفرص المهنيّة التي يمكن للشخص كسبها على صعيد عالمي أو في وجهةٍ معيّنة”.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللغة الإنجليزية ما عادت وحدها اللغة المطلوبة عالمياً، فمثلاً نجِد بعض الشركات التي تبحث عن مَن يتكلّمون الإسبانيّة أو حتّى اليونانيّة بما أنّ بعض الأشخاص تمكنوا من إيجاد الفرص التي تدور أعمالها الأساسيّة بين لبنان، قبرص واليونان، لذا تُطلب منهم هذه اللغة على سيرتهم المهنيّة.

وبذلك شهدت حالياً مراكز تعلّم اللغات المختلفة على موجة من الفئات الشبابيّة التي تُريد إضافة لغة أو أكثر على السيرة المهنيّة إمّا للهجرة أو للعمل من لبنان نحو الخارج.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar