التجميل في لبنان: مواد مزوّرة وحالات تشوّه متزايدة… والرقابة غائبة!


أخبار بارزة, خاص 14 أيار, 2023

هرباً من هاجس الشيخوخة، انتشرت الإجراءات التجميليّة غير الجراحيّة كالبوتوكس والفيلير. ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية الحرجة، بدأ عدد من أطباء التجميل في لبنان، يرصدون ارتفاعاً ملحوظاً في التشوّهات والإصابات الناتجة عن أمراض جلديّة ومضاعفات، بسبب استخدام مواد “رخيصة”!


كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

في الآونة الأخيرة، ازداد اهتمام النساء في لبنان بجمالهنّ ومظهرهنّ الخارجي، تماشياً مع أبرز صيحات التجميل والتقنيات الحديثة المستخدمة للحفاظ على مظهر شبابي خالٍ من التجاعيد. إذ انتشرت الإجراءات التجميليّة غير الجراحيّة كالبوتوكس والفيلير سواء لتكبير الشفاه، أو لإخفاء التجاعيد أو تصحيح خلل ما في الوجه، باعتبارها الخيار الأسرع والأفضل هرباً من هاجس الشيخوخة. لكن وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحرجة، بدأ عدد من أطباء التجميل في لبنان، يرصدون ارتفاعاً ملحوظاً في التشوّهات والإصابات الناتجة عن أمراض جلديّة ومضاعفات، بسبب استخدام مواد “رخيصة”!

بين المعاناة والامتنان…

تختلف وجهات نظر اللبنانيات حول الإجراءات التجميليّة!

تخبر ميرا موقع “هنا لبنان” أنها لجأت إلى خبيرة تجميل لحقن شفتيها بالفيلر، كإجراء روتيني يتكرّر كلّ بضعة أشهر. لكن للأسف هذه المرة لم تكن كسابقاتها، فبعد عدة ساعات من الحقن، لاحظت ميرا تورّماً وانتفاخاً شديداً في شفتيها والمنطقة المحيطة بها، نتيجة حساسية مفرطة على المواد التي تم حقنها فلجأت مسرعة إلى المستشفى لضبط المضاعفات.

في السياق نفسه، تخبر سارة أنّ الإجراءات التجميليّة الحديثة زادت من ثقتها بنفسها وبجمالها وجعلتها تبدو أصغر بأعوام. ورغم الأزمة الاقتصاديّة، أكدّت سارة أن ذلك لن يقف عائقاً أمام اهتمامها بجمالها، خاصة أنها تتعامل مع أطباء متخصصين وليس مع أشخاص بدون خبرة.

أطباء التجميل يدقّون ناقوس الخطر!

نتيجة استخدام المواد التجميليّة الرخيصة، زادت نسبة المضاعفات المتمثّلة بردة فعل وحساسية مفرطة، انتفاخ في الوجه، التهابات جرثومية، ظهور ندبات، وصولاً إلى مرحلة التشوّه لدى البعض.

وفي السياق أوضحت أخصائيّة الجراحة التجميليّة الدكتورة تيما مطر في حديث لـ “هنا لبنان” أن الإجراءات التجميليّة باتت موضوعاً رائجاً في الفترة الأخيرة، خاصة لناحية المضاعفات التي تحصل بعد إجراء البوتوكس والفيلير، عند أطباء أو خبراء تجميل لا يملكون الخبرة الكافية في هذا المجال وغير مؤهّلين للقيام بذلك، ولا رقابة للدولة عليهم. وتضيف: “اليوم أصبحنا نلاحظ أنّ بين كلّ 10 مرضى، 8 منهم يعانون من مضاعفات وتشوّهات ناتجة عن إجراءات تجميليّة خاطئة وبمواد غير صالحة، السبب الأساسي بذلك هو محاولة توفير النقود! وبالتالي يطلبون “تذويب” البوتوكس أو الفيلير، إلّا أنّ هذا الإجراء أيضاً لا يخلو من مخاوف ومضاعفات على المريض. فبدل الذهاب عند طبيب متخصّص ودفع مبلغ يفوق الـ 100$، تفضّل النساء التوجّه نحو أشخاص بدون خبرة لخفض الكلفة إلى 50$”.

السبب الآخر بحسب مطر يرتبط بشركات الأدوية والمندوبين، فعلى كلّ شركة أن تكون مسجّلة لدى وزارة الصحّة، لتكون مؤهّلة لتوزيع مواد التجميل الأصلية وليس “التقليد”. فاليوم العديد من منتجات التجميل ممكن أن تكون مزوّرة بسبب تفشّي الغش والفساد في هذا المجال، وبالتالي تظهر النتائج على وجوه النساء للأسف!

وختمت حديثها بالقول: “نحن كأطبّاء لا نتعامل إلّا مع شركات عالميّة لضمان الجودة والنوعيّة، لكن ذلك سينعكس على السعر الذي لا بدّ أن يرتفع نظراً لجودة المواد، حفاظاً على صحّة المرضى وعلى سمعتنا في هذا المجال”. ودعت مطر لتشديد الرقابة على هذا الموضوع، ونصحت الشابات والنساء عامة اختيار عيادات طبيّة تجميليّة موثوقة تجنّباً للتعرّض لأي تشوّهات محتملة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar