الكسّارات والمقالع تهدد أمن اللبنانيين البيئي والصحّي… وتحذير من الزلازل!


أخبار بارزة, خاص 6 حزيران, 2023

ضربت هزّة أرضيّة منطقة زحلة، سبقها دويّ، سجلت مراكز الاستشعار قوتها بـ 3 درجات على مقياس ريختر، وبحسب المعلومات فإنّ تفجيرات في كسارات التويتي هي التي تسبّبت بحدوث الهزة.


كتبت باولا عطية لـ “هنا لبنان”:

أصبحنا نتوقّع كل شيء في بلد الاستهتار والإهمال والسياسات الفاسدة! فالعيش بقلق وخوف دائمين أصبح أمراً طبيعياً في لبنان، بلد العجائب بكلّ ما للكلمة من معنى! فبعد 3 سنوات على “تروما” انفجار مرفأ بيروت، وما خلّفه من ضحايا ودمار، وبعد 5 أشهر على صدمة زلزال تركيا، ومشاهد الموت والجثث، وما تبعه من هزّات في لبنان، ها هو المشهد يتكرّر بصدمة من نوع آخر، جمعت رعب انفجار 4 آب وذعر زلزال قهرمان مرعش، حيث ضربت هزّة أرضيّة منطقة زحلة، سبقها دويّ، سجلت مراكز الاستشعار قوتها بـ 3 درجات على مقياس ريختر.

وبحسب المعلومات الأوّليّة فإنّ تفجيرات في كسارات التويتي قد سببت الهزّة. حيث نفذت مخابرات الجيش طوقاً أمنياً حول الكسارات في محلة التويتي، في انتظار حضور خبير متفجرات للكشف على المكان، وبعدما وضع القضاء المختص يده على الملف ووضع الموقع في عهدة قوى الأمن الداخلي بعدما جرى مسحه من قبل فوج الهندسة في الجيش، كشفت معلومات صحافيّة أنّه تمّ العثور على كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بنسبة تركيز بلغت ٢٦٪ معدة للتفجير في موقع الكسارة، فعملت الأجهزة الأمنيّة على تفكيكها ومصادرتها، ولا تزال التحقيقات مستمرّة بإشراف مدّعي عام البقاع منيف بركات، وفتحت قيادة منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، محضر تحقيق لتبيان ما إذا كان قد حصل تفجير في كسارات التويتي- قضاء زحلة، ويتولى مخفر زحلة التحقيق بالحادثة.

كما كان مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات قد أكد في حديث إعلامي، أنّ “النيابة العامة الاستئنافية في البقاع بانتظار صدور نتائج التقارير الرسمية الصادرة عن قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأدلة الجنائية، لتبيان الحقيقة حول صحة حصول انفجار في كسارات التويتي أول أمس أو لا، ليبنى على الشيء مقتضاه”، مضيفاً أن “كل ما يتداول حول هذا الموضوع هو مجرد أخبار لا يمكن تأكيدها أو دحضها، إلا بعد صدور التقارير عن الجهات الثلاث المذكورة أعلاه. وبالتالي لا يمكن استباق النتائج قبل صدور هذه التقارير”.

ومن جهته قال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين إنّ “التحقيق جارٍ في طبيعة ما حصل في زحلة وما إن كان ناتجاً عن تفجير في كسارات التويتي”، معلناً أنّه “ثمّة قرار بإقفال الكسّارات بالشمع الأحمر، ووضع نقطة أمنية عند مداخلها”.

وفي هذا الإطار أكّدت مصادر أمنيّة في حديثها لموقع “هنا لبنان” أنّ “الملفّ أصبح في عهدة مخابرات الجيش، التي قد أرسلت فريقاً من خبراء المتفجرات إلى المكان للتأكّد ممّا إذا كان سبب الهزّة هو تفجير نيترات الأمونيوم، على أن تصدر النتائج الأوّليّة للتقرير يوم غد”.

خطر على المياه الجوفيّة

من جهته قال الخبير البيئي بول أبي راشد في حديثه لـ “هنا لبنان” إنّ “الأثر البيئي المؤكّد جرّاء التفجيرات التي تقع في المناطق المجاورة لزحلة، هو بتفسّخ الشرايين الجوفيّة للمياه التي تسمح بولادة الينابيع، فيما هذه التفجيرات ستؤدّي إلى قطع أوصال هذه الشرايين ومنعها من الوصول إلى القرى، وبالتالي إلى اختفاء الينابيع ومجاري المياه، فضلاً عن أنّ هذه التفجيرات قد تفتعل هزّات أرضيّة على غرار ما حصل في زحلة”.

ولفت أبي راشد إلى “أننّا ومنذ فترة، نراقب منطقة ضهر البيدر، لأنّه كان من المفترض أن يتمّ إنشاء سدّ هناك، ونتيجة المراقبة كان دائماً يتبيّن لنا أنّ في هذه المنطقة حركة زلزاليّة دائمة إلّا أنّه لم يخطر على بال أحد أن تكون المقالع والكسّارات هي السبب وراء هذه الزلازل!”.

وسأل أبي راشد “أين القضاة، ورؤساء البلديّة، والأجهزة الأمنيّة، وقائمي المقام من تحمّل مسؤولياتهم؟”

وعن الأضرار الأخرى التي يمكن أن تسببها تفجيرات الكسّارات قال “قد تؤدّي لتلوّث بيئي خطير، وتحديداً في المياه الجوفيّة، حيث أنّ بقايا نيترات الأمونيوم قد تتوغّل إلى جوف الأرض وتختلط مع المياه الجوفيّة، بكميّات نجهل حجمها! وهذه الرواسب لا تؤذي المياه فقط بل التربة أيضاً! وترفع من نسب الإصابات بمرض السرطان”.

وعليه يرى أبي راشد أنه من “الضروري إجراء دراسات لمعرفة كيف تتلقى الحياة البريّة من طيور ونحل وحشرات وحيوانات هذه التفجيرات وذبذباتها العالية، حيث أنّ لا شكّ من وجود أثر بيئي خطير على الهواء والتربة والمياه والتنوّع البيئي”.

1356 مقلعاً وكسارة ومحفاراً في لبنان

ويذكر أنّ في لبنان، أكثر من 1356 مقلعاً وكسارة ومحفاراً، ويستهلك عمل المقالع والكسارات والمرامل كميات كبيرة من المياه ما يعني أن حجم التصريف الناتج عن النشاط يساهم بتلوث المياه السطحية ويهدد الحياة في النهر. بحسب تقرير أعدّته المصلحة الوطنية لنهر الليطاني.

وقام الفريق الفني للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني بمسح شامل للمقالع ومواقع محافر الرمل الموجودة ضمن حوض نهر الليطاني وكانت نتيجة المسح 176 مقلعاً ومحفاراً (رئيسياً) تتوزع على 63 بلدة ضمن حوض نهر الليطاني.

وحسب التقرير بلغ مجموع المساحة المتضررة 9,650,304 م.م (نحو تسعة ملايين متر مربع) على كامل الحوض وتقدر الكميات المستخرجة من هذه المساحة بحوالى 193 مليون متر مكعب من المواد المستخرجة الخام (بمعدل حفر وسطي بعمق 25 متراً) والتي يتم استثمارها، وتبين أن الربح الذي جناه هؤلاء المستثمرون يكون أكثر من 3 مليارات دولار على أقل تقدير في حال تم بيع المتر المكعب (بسعر وسطي) بما يقارب 15 دولاراً اميركياً.

أما على كامل الأراضي اللبنانية فتبلغ المساحات المتضررة نحو 65 مليون متر مربع وتقدر الكميات المستخرجة من هذه المساحة بحوالى 1.6 مليار متر مكعب من المواد المستخرجة الخام (بمعدل حفر وسطي بعمق 25 متراً) والتي يتم استثمارها، وتبين أن الربح الذي جناه هؤلاء أكثر من 24 مليار دولار على أقل تقدير في حال تم بيع المتر المكعب (بسعر وسطي) نحو 15 دولاراً اميركياً.

وتحتل محافظة جبل لبنان المرتبة الأولى في مساحة وعدد المقالع والكسارات لا سيما في أقضية عاليه والمتن وجبيل وكسروان حيث تبلغ المساحات المتضررة أكثر من 15 مليون متر مربع.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us