أزمة شحّ المياه في بيروت والمتن: المواطنون يلجأون إلى السيترنات!


أخبار بارزة, خاص 30 حزيران, 2023
المياه

أصدرت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بياناً أعلنت فيه أنّ زيادة نسبة التقنين في التغذية بالمياه لمناطق ساحل المتن والعاصمة بيروت تعود إلى عطل طرأ على إمدادات الكهرباء، ومضى شهر تقريباً وما زال المواطنون يعانون انقطاع المياه


كتبت باولا عطيّة لـ “هنا لبنان”:

مضى شهر تقريباً على مناطق قضاء المتن ومعها بيروت، وهي تعاني انقطاع المياه الحادّ عن المنازل، المترافق مع ارتفاع درجات الحرارة في فترة فصل الصيف وما ينتج عنها من مصاريف إضافيّة واستهلاك أكبر للمياه.
وكانت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان قد أصدرت بياناً في 5 أيّار الماضي، أعلنت فيه أنّ “زيادة نسبة التقنين في التغذية بالمياه لمناطق ساحل المتن والعاصمة بيروت تعود إلى عطل طرأ قبل أربع وعشرين ساعة على إمدادات الكهرباء العائدة للخط الرئيسي في محطة الضخ في الضبية، وتقوم الفرق التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان بأعمال التصليح”.
واعتذرت المؤسسة من المشتركين، آملة إنجاز الأعمال بالسرعة المطلوبة، لتعود التغذية بالمياه فوراً في المناطق المذكورة إلى ما كانت عليه سابقاً.
َولكن العطل استمرّ لمدّة طويلة، إلى أن أعلن النائب غسّان حاصباني منذ يومين، في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” أنّه “وبعد الجهود التي بذلت أمس، تعود محطة الضبية للضخ وتغذية خطوط بيروت بالمياه، ما يعني أن المياه ستعود إلى المنازل خلال ساعات، آملين في أن تتم الإصلاحات في محطة الذوق بأسرع وقت ممكن وشاكرين المسؤولين الذين تجاوبوا معنا”.

اللجوء إلى السيترنات: الخدمة بالدولار ولا تكفي أسبوعاً
إلّا أنّ المياه لم تعد إلى المنازل بالشكل المطلوب، بحسب الشكاوى التي رفعها عدد من سكّان المتن، وتحديداً في كل ّمن منطقتي عوكر وسدّ البوشريّة، إلى موقع “هنا لبنان”، حيث قال هؤلاء أنّ “أزمة شحّ المياه وانقطاعها عن المنازل التي نمرّ بها منذ أكثر من شهر، أجبرتنا على اللجوء إلى أصحاب السيترنات للتعبئة، فيما يتقاضى هؤلاء بدل خدمة نقل المياه إلى المنازل بالدولار الفريش، الأمر الذي لم يكن باستطاعة الكثير منّا، خصوصاً من لديه عائلة مؤلّفة من أكثر من 5 أفراد، فهؤلاء يحتاجون لتعبئة المياه كلّ أسبوع تقريباً، لأن استهلاكهم كبير، ما يعني أنّ الكلفة عليهم أكبر. إلّا أننا بدأنا نلحظ ومنذ قليل عودة للمياه ولو بشكل خفيف”.

تفاوت في توزيع المياه
بدورها قالت إحدى المواطنات الساكنات في منطقة بصاليم في حديثها لموقع “هنا لبنان” إنّ “المياه كانت تصلنا مرّة في الأسبوع ولكن ومنذ حوالي الـ20 يوماً انقطعت بالكامل، فأجبرنا على طلب السيترنات للتعبئة، وكنّا نتكلّف في الأسبوع الواحد مليوني ليرة لخزّان مياه يسع 3000 ليتر، وهذه الكميّة لا تكفينا للأسبوع حتى، على الرغم من التقشّف الحاد، فنحن عائلة من 5 أفراد ونحتاج لكمية كبيرة المياه لنكفي حاجاتنا خصوصاً في فصل الصيف. وعلى الرغم من أنّ مناطق أخرى في المتن بدأت تلمس تحسّناً في كميّة المياه التي تصلها إلى منازلها إلّا أنّ الوضع لم يتحسّن في بصاليم، لذلك نفضّل لو أنّ صلاحيّة إدارة المياه بقيت مع البلدية بدل أن تنتقل لشركة المياه، حيث كان هناك عدل في توزيع المياه ولم نكن نعاني هذا الشح في المياه كما اليوم”.

المياه ستعود خلال 3 أيّام
من جهته أوضح المهندس في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، طوني مزهر، في حديثه لموقع “هنا لبنان”، أنّ “العطل الذي طرأ في محطّة الضبية أثّر على مناطق ساحل المتن لمدّة 3 أيّام، وبعد توقّف المحطّة لجأنا إلى محطّة بصاليم، لمدّة أسبوع كامل، لتعود وتتوقّف الأخيرة لمدّة يومين، فعدنا وأصلحنا محطّة الضبية ومن المفترض أن تعود المياه خلال يومين أو ثلاثة بالكثير”، مفسّراً أنّ “مسار المياه عندما ينقطع ولا يضخّ كلّ يوم، يراكم عجزاً، وهذا العجز يحتاج إلى وقت ليعود إلى مساره الطبيعي”.

أزمة شحّ بالمحروقات
وأشار مزهر إلى أنّ “مناطق ساحل المتن هي أكثر المناطق تضرراً، وهي جميعها تعمل على محطّات ضغط، وتتأثر بالكهرباء، ومنها مناطق الفنار والدكوانة وسدّ البوشريّة والجديدة وعوكر وأنطلياس وغيرها، ونحن كمؤسّسة نعاني من أزمة شحّ بالمحروقات، حيث نعجز عن تأمين كميّة المازوت المطلوبة لتشغيل محطّات الضغط. لذلك نحاول تأمين المياه قدر المستطاع ضمن الإمكانات المطروحة”.
وعن محطّة المتن الأعلى علّق بأنّها “تشمل المناطق العالية في المتن كمناطق بكفيا، وبرمانا وضهر الصوان، وجعيتا، وهذه الأخيرة تتضمّن محطة كهرباء نبع جعيتا، وتموّل كلّ المتن الأعلى، وتضخّ المياه على المناطق من قرنة الحمرا صعوداً إلى برمانا نزولاً إلى بيت مري ولغاية المطيلب. ومن المفترض أن تضخّ محطّة جعيتا المياه 24/24، إلّا أنّها تؤمّنها 9 ساعات في اليوم فقط. فمحطّة المياه كانت تدرّ 40% فيما اليوم لا تتخطى عائداتها الـ20%”.

المياه موجودة ولكن..
ولم ينكر مزهر صعوبة الوضع، لافتاً إلى أنّ “الناس مشكورين، يحاولون التقشّف قليلاً في استخدام المياه، وهم مدركون أنّنا نعاني من أزمة”، مشدداً على أنّ “المياه موجودة، إنما المشكلة تكمن في القدرة على تأمين الكهرباء والمازوت لتشغيل المحطّات”.
وكشف أنّ الجهات المانحة كاليونيسف تساعدنا في صيانة المحطات إنما المشكلة تبقى بتأمين الطاقة بكافة أنواعها. فالـ4 مليون ليرة وهي كناية عن 4$ لكل ّمتر مكعّب من المياه، كاشتراك سنوي للمياه غير كافية. حيث أنّ كلفة كيلوات الكهرباء 33 سنت والمولدات 55 سنت فيما طون المازوت 700$”، مشيراً إلى أنّ “الدولة رفعت ودولرت جميع الخدمات بدءًا من الاتصالات فالكهرباء وتعرفة الاستشفاء، والبنزين، إلّا أنّها نسيت خدمة المياه، وهي أكثر خدمة يحتاجها المواطنون. ونحن لا نريد أن نرفع الكلفة على المواطن ولكن كلّ ما نطالب الدولة به هو دعم هذه الخدمة، لنتمكّن من الاستمرار في توفيرها، فمواردنا البشرية لم يعد لديها القدرة على التحمّل ولا المواطن بإمكانه أن يدفع أكثر”.

مطالب برفع كلفة اشتراك المياه السنوي إلى 100$
وأضاف “منذ 4 سنوات ونحن نقاوم، وعندما اقترحنا أن نجعل كلفة المتر المكعب 100$ بالسنة، ما يعني 8$ في الشهر “قامت القيامة” فيما الكلفة تعتبر بسيطة، ولا تتعدى الـ0.26 سنت في اليوم الواحد! فيما كلفة تأمين المياه إلى المنازل أصبحت بالدولار، على عاتق مؤسسة مياه بيروت والمتن، وهي مرتفعة جداً ولا تتناسب والمبالغ التي نجبيها”.

لا تحسّن في مضخّات جعيتا
وعن مصير المضخّات في جعيتا أكّد أن “لا تحسّن في الوقت الحالي، إلى أن نتمكّن من تأمين المياه 16 ساعة في اليوم. لذلك قد يعاني أهالي المتن الأعلى، فيما أهالي ساحل المتن والأشرفيّة وبرج أبو حيدر وصولاً إلى منطقة الضاحية سيلمسون تحسّناً في المياه في الأيام المقبلة بعد إصلاح العطل في محطّة الضبيّة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us