تشرين الثاني شهر التراث اللبناني في كندا: فماذا تعرفون عن الأماكن اللبنانيّة التراثيّة؟


أخبار بارزة, خاص 11 تموز, 2023
التراث

أهمية هذا القانون هي الإضاءة على الحضور والتراث اللبناني وتعدد روافده، واعترافاً من البرلمان الكندي بالإسهامات التي قدمها اللبنانيون في كندا، بدءاً من أول مهاجر في 1882 وحتى اليوم


كتبت باولا عطية لـ “هنا لبنان”:

رسمياً، ومنذ عشرة أيام تقريباً، أصبح شهر تشرين الثاني شهر التراث اللبناني في كندا، بعد أن أصدر القانون s246 والذي صدّقه الحاكم العام لكندا بعدما تمّ التصويت عليه في مجلس النوّاب الكندي بالإجماع من قبل النواب، وينصّ اقتراح القانون على اعتبار هذا الشهر من كل عام “شهر التراث اللبناني”، تشجيعاً لتعزيز ثقافة وتقاليد وعادات اللبنانيين في البلاد ومشاركتهم تلك العادات مع جميع الكنديين. وكانت السيناتورة في مجلس الشيوخ الكندي جين كوردي قدمت في نيسان الماضي مشروع قانون يقضي بتخصيص شهر نوفمبر من كل عام للاحتفال بالتراث اللبناني في البلاد.
ودعمت النائبة لينا مثلج دياب (من أصل لبناني) مشروع القانون في مجلس العموم الفيدرالي، وساندها أربعة نواب آخرون في البرلمان الكندي ينحدرون من أصول لبنانية هم فيصل الخوري وريشارد مارتيل (لأم لبنانية) وفانس بدوي وزياد أبو لطيف، ودخل التشريع الجديد حيز التطبيق اعتباراً من نهاية حزيران الماضي، استعداداً لتقديم النسخة الأولى “لشهر التراث اللبناني” في تشرين الثاني 2023.

الإضاءة على الحضور اللبناني في كندا
وكان النائب زياد أبو لطيف قد اعتبر في تصريح إعلامي أنّ “أهمية هذا القانون هي الإضاءة على الحضور والتراث اللبناني وتعدد روافده، واعترافاً من البرلمان الكندي بالإسهامات التي قدمها اللبنانيون في كندا، بدءاً من أول مهاجر إبراهيم أبي نادر في 1882 وحتى اليوم”. لافتاً إلى أن إقراره “قد يكون رمزياً ولكن أهميته تكمن في اعتراف البرلمان الذي يمثل المجتمع الكندي بأسره، بإنجازات اللبنانيين وعطاءاتهم وتكريس ذلك في الدستور”.
أما عن اختيار نوفمبر للاحتفال بالتراث اللبناني، فأكّد لطيف، الذي تعود جذوره لمنطقة راشيا في البقاع الغربي، أن الأمر “لم يكن محض صدفة بل هو أمر مقصود، وفي ذلك دلالة واضحة وراسخة على اعتراف كندا باستقلال لبنان (في الـ22 من نوفمبر) وسيادته وإيمانها ببقائه واستمراريته على رغم كل المحن والأزمات التي تعصف به”، مردفاً أن “لبنان بشعبه وانتشاره ليس صدفة، إن هذه الإمبراطورية البشرية الممتدة على مساحة الكرة الأرضية تستحق التذكير باستقلال بلدها الأم على رغم كل شيء”.

على ماذا نصّ القانون؟
ونص القانون على أن الكنديين من أصل لبناني يقدمون إسهامات اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية وعسكرية وخيرية وسياسية كبيرة في النسيج الاجتماعي لبلدنا، وفي قوة مجتمعاتنا ومرونتها وتنوعها وهذا لأجيال عدة، وإن مجلس النواب يود أن يبرز ويحتفل بالإسهام التاريخي للكنديين من أصل لبناني في بناء المجتمع الكندي في الماضي والحاضر، والاحتفال الوطني بشهر التراث اللبناني سيشجع الكنديين من أصل لبناني على تعزيز ثقافتهم وتقاليدهم ومشاركتها مع الآخرين.
وستقام في هذا الشهر فعاليات عدّة في كندا وبعضها في لبنان، ومن المقرر أن تشمل الموسيقى والأدب والفنون والشعر، وكذلك المهرجانات والمطبخ اللبناني.
وكشف قنصل لبنان الفخري في فانكوفر، نيك قهوجي، عن افتتاح “ساحة المغترب اللبناني” في مدينة فيكتوريا عاصمة مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية في 24 من أيلول المقبل، لافتاً إلى أنه “تلقى على عاتق اللبنانيين مسؤولية أكبر في إظهار كافة أوجه التراث اللبناني التي تتضمن أيضاً الطبيعة الإنسانية المسالمة والطيبة والمضيافة التي حملناها معنا إرثاً من جيل إلى جيل”.

400 ألف لبناني في كندا
وأشار موقع وزارة الشؤون العالمية الكندية إلى أن تعداد الجالية اللبنانية في البلاد يصل إلى 400 ألف نسمة من أصل 40 مليون كندي تقريباً، مقابل ما بين 40 و75 ألف كندي يعيشون في لبنان.
وكان أول مهاجر لبناني في كندا إبراهيم أبي نادر، بحسب المعلومات، إذ هاجر عام 1882 من مدينة زحلة في البقاع التي كانت تتمتع بحكم ذاتي ضمن الإمبراطورية العثمانية، ثم تعاقب بعد ذلك وصول اللبنانيين، لكن كثافة تدفقهم كانت خلال الحرب اللبنانية (1975-1990) وبعدها.

أشهر الأماكن التراثيّة في لبنان
هذا وتعاقبت على لبنان عدة حضارات من فينيقيين وآشوريين وفرس ويونان ورومان وبيزنطيين إلى الحكم الإسلامي من الأمويين إلى المماليك إلى العثمانيين، وبعد هذه الحقبة جاء الاستعمار الفرنسي.
وهذه الحقبات المختلفة هي التي كوّنت التراث التاريخي للبنان، حيث نجد في لبنان أماكن تاريخية وأثرية مختلفة، خلّفتها هذه الحقبات. فكل محافظة في لبنان تزخر بتراث محلي وتاريخي وأثري من جوامع وكنائس وقلاع وقصور تاريخية.
من القصور العثمانيّة في بيروت إلى القلاع في البقاع
ففي بيروت نجد شارع الأعمدة الرومانية في وسطها وعدة قصور عثمانية مثل قصر سرسق وقصر زيادة والسرايا الكبير، ومغارة جعيتا التي تبعد عن بيروت بـ 15كم.
كما تتواحد في بعلبك عدة قصور نذكر منها قصر البنات، هذه المدينة تزخر بعدة قلاع ومعابد ومتاحف وأديرة وهي من أهم المدن التاريخية في لبنان، وكل عام تقام فيها احتفالات ومهرجانات.
ومن القلاع الموجودة قلعة البسترة وقلعة التنور الرومانية وصخرة المرأة الحامل. ومن المعابد الرومانية معبد جوبيتير وباخوس وفينوس.
ويوجد دير مار مارون الرماني المحفور في الصخر، وهرم الهرمل الذي يبلغ ارتفاعه 27م وكذلك يوجد في بعلبك متحف بعلبك الذي يكرس الحضارات التي تعاقبت عليها.
وفي البقاع يوجد عدة قصور مثل قصر عنجر والقصر الأموي وسراي رحلة القديم ويوجد في البقاع قلعة راشيا.

جبال لبنان غنية بالمتاحف
وتعجّ المتاحف والقلاع والقصور في جبال لبنان، فمن القلاع الموجودة فيه قلعة أبو الحصن من العصور الوسطى، وقلعة فقرا، وقلعة جبيل من العصر الروماني وقلعة موسى من العصر العثماني.
أما القصور فيوجد قصر الأمير أمين وقصر بيت الدين وقصر فخرالدين الثاني وكلها من العصر العثماني.
ومن المتاحف الموجودة في قصر بيت الدين متحف بيت الدين ومتحف مار شربل ومتحف الحرير بسوس وكلها تم بناؤها في العصر العثماني. يوجد أيضاً مسجد السلطان عبد المجيد وهو من العصر الأيوبي والذي أعيد ترميمه في العصر العثماني.

صيدا وصور
وهما المدينتان الساحليتان في جنوب لبنان وفيهما عدة متاحف وقصور وقلاع منها: معبد أشمون الروماني الذي يقع في صيدا.
ومن القلاع قلعة الإسكندرية وهي من العصور الوسطى بناها الصليبيون في عهد بالدوين الأول وهي تقع في مدينة صور، وقلعة صيدا البحرية أيضًا من العصور الوسطى وقلعة صيدا البرية أو قلعة المعزّ نسبة للمعز لدين الله الفاطمي وهي من العصور الوسطى.
ومن المتاحف قصر دبانة أو متحف صيدا التاريخي وهو فريد بهندسته المستوحاة من العمارة العثمانية والعربية ومعظم معروضاته تستعرض تاريخ مدينة صيدا. متحف صيدا للحياة البحرية والبرية ومتحف الصابون في صيدا.

مدينة طرابلس
هذه المدينة تعتبر عاصمة لبنان الشمالية فهي تزخر بعدة مساجد وقلاع وأديرة، فمن القلاع قلعة المسيلحة وقلعة طرابلس من العصر العثماني وقلعة المنيطرة الرومانية وهي عبارة عن حصن صغير لحراسة أحد الممرات الجبلية.
ومن المساجد مسجد طينال والذي يعود إلى الأمير سيف الدين طينال من العهد المملوكي والمسجد المنصوري الكبير وهو من أكبر المساجد وأقدمها في طرابلس ويعود إلى العصر المملوكي، وجامع التوبة والجامع الأويسي اللذان يعودان للعصر المملوكي ومسجد القرطاوية أو المدرسة القرطاوية واحدة من المدارس التاريخية في طرابلس ولبنان.
ودير مار أنطونيوس قزحيا، كرس الدير للقديس أنطونيوس الكبير وهو معروف بصورة عامة بالاسم “قزحيا” نسبة للوادي الذي يقع فيه وهو من أقدم الأديرة.

عكار والنبطية
لمن لا يعرف ذلك، فعكار أقصى شمال لبنان والنبطية أقصى جنوب لبنان، تتشابهان في عدد المعابد والأماكن السياحيّة التي تضمّهما، ومن المعابد والكنائس والقلاع نذكر: قلعة عرفة من العصور الوسطى ومعبد نيميسيس من العهد الروماني وكنيسة سيدة المعين هي كنيسة أثريَّة ومقام تقع في النهريَّة قرب بلدة منجز من العصر البيزنطي.
كما يوجد فيها كثير من القلاع منها قلعة الشهابية، قلعة ميس، قلعة دوبية، قلعة شمع، قلعة الشقيف.. وكلها تعود إلى العصر الروماني، وقلعة مارون دير كيفا من العصور الوسطى. ويوجد مقام النبي جليل وهو مقام يزوره أبناء الطائفة الشيعية.

مقامات أنبياء الله في لبنان
يوجد في لبنان كثير من أضرحة ومقامات الأنبياء والصحابة نذكر منها: مقام النبي نوح وقد سميت قرية “كرْك نوح” نسبة إلى النبي نوح.
مقام النبي نون في مشغرة – البقاع الغربي، ضريح الخضر في مدينة بيروت، ضريح يوشع، حزيقل، إلياس، سليمان، شمعون الصفا، النبي محيبيب، النبي سجد، النبي آيلا، النبي شيت.
ومن مقامات الصحابة مقام “أبي روح” ويعود إلى الصحابي الجليل شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعي الحمصي، ومقام الصحابي شرحبيل بن حسنة، ويقع شرق صيدا في المنطقة التي تعرف باسم الشرحبيل أو الحبايبة. ومن المقامات مقام الزويتيني، صيدون، الست نفيسة، الشيخ محمد أبو نخلة، الشيخ عمر الجلالي.

مزارات القديسين
ويعجّ لبنان بالأماكن الدينيّة التابعة للطائفة المسيحيّة، وللقديسين، كمزار القديس مار شربل، والحرديني، والقديسة رفقا، والقديسة ريتا وسيدة بشواة، وحريصا، وغيرها من الأماكن السياحيّة الدينيّة التي حققت شهرة عالميّة واسعة بحيث أصبح يقصدها السوّاح من كلّ بقع العالم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us