مهمة لودريان باقية ولا نتيجة… تفاهم خارجي منعدم وتوافق داخلي مفقود


أخبار بارزة, خاص 23 تموز, 2023

لا اللبنانيون استطاعوا التوافق ولا القوى الخارجية استطاعت التفاهم وإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها، لا على اسم الرئيس كما على البرنامج، وقد اتّفق على “رئيس يجسد النزاهة ويوحّد الأمة”، لكن دون تحديد هويته.

كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:

لم يُحدث اجتماع المجموعة الخماسية بشأن لبنان الذي عقد في الدوحة أي خرق في الملف الرئاسي، بل ازدادت التكهنات والتحليلات الإعلامية والسياسية والتسريبات التي لا يمكن تأكيدها أو نفيها. وبات إنهاء الشغور الرئاسي بحكم المؤجل إلى ما بعد نهاية فصل الصيف. فيما لم يتبلغ أحد بموعد الزيارة الثانية للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الذي يُفترض أن يعود في 24 تموز الجاري من دون التأكد من أنّه موعد ثابت. وقد رأى البعض في البيان الختامي للمجموعة الخماسية نهاية للمبادرة الفرنسية وسحب التفويض المعطى لباريس للبحث عن حل لأزمة الشغور الرئاسي في لبنان.

وفي هذا الإطار أكدت مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنّ كلّ ما قيل في الإعلام اللبناني عن فشل المبادرة الفرنسية وسقوطها هو مجرد تحليلات مصادرها معروفة، إذ أنّ الفرنسيين سيستمرون في استنباط الأفكار وتقديم المقترحات حتى لو كانوا يعلمون أنّهم لن يصلوا إلى أيّ نتيجة حتى لا تُسجّل عليهم أنّ المبادرة الفرنسية سقطت خصوصاً أنّ الفرنسيين يكرّرون أنّ “فرنسا لن تترك لبنان وستواصل جهودها مع شركائها الدوليين المشاركين في الاجتماع وغيرهم للتوصل إلى حلّ للأزمة الرئاسية والمطلوب تعاون القوى اللبنانية”.

وتشير المصادر إلى أنّه كما في الداخل اللبناني، كذلك في الخارج على صعيد الدول التي تتحرك لحل الأزمة اللبنانية. فلا اللبنانيون استطاعوا التوافق ولا القوى الخارجية استطاعت التفاهم وإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها، لا على اسم الرئيس كما على البرنامج، وقد اتّفق على “رئيس يجسد النزاهة ويوحّد الأمة”، لكن دون تحديد هويته.

وتلفت المصادر إلى أنّ الفرنسي يعلم جيّداً أنّه قبل أن يتوضّح مسار الاتفاق السعودي الإيراني وترجمته الفعلية في اليمن لن يحصل أيّ تقدّم في الملفّ اللبناني. فالمملكة العربية السعودية لم تلمس أيّ أمر عملي من اليمن إلّا وقف إطلاق النار وتبادل الجرحى وبعض الأسرى. وهي تريد أن يكون النظام اليمني الجديد غير معادٍ للسعودية وهذا ليس بالأمر السهل. وبالتالي لن يحصل أيّ تقدم بالملفات الأخرى في المنطقة.

وفيما كان لافتاً عدم تضمن البيان الصادر عن المجموعة الخماسية أي ذكر للحوار بين الأفرقاء اللبنانيين بل التشدد في التزام مجلس النواب الدستور وانتخاب الرئيس، أكّدت المصادر أنّنا في حالة مراوحة وفكرة الحوار سقطت ولا يزال الثنائي متمسّكاً برئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا خيار ثانٍ أو ثالثاً لديهم. ولكن ما هو البديل عن الحوار؟ وكيف سيحصل التفاهم؟ هل بالاحتكام إلى الدستور والنزول إلى المجلس النيابي والتصويت وفق اللعبة الديمقراطية؟ ولكن عن أيّ تصويت نتحدث و”سلاح النصاب” يتقنه الجميع ويستعمله عندما لا تسير الأمور وفق آرائهم وتطلعاتهم؟

وترى هذه المصادر أن لا تنازلات متوقّعة في الوقت الراهن، في وقت لم تخرج مواقف تعكس التوجّه إلى أي تغيير في الخيارات المعتمدة من قبل الكتل النيابية التي باتت أمام حقيقة مفادها أنّ المسؤولية تقع عليهم أوّلاً وأخيراً، إذ أنّ نقاط الاختلاف بين الأفرقاء على حالها وبيان اللقاء الخماسي كما بيان الأمم المتحدة حول الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد لن يجدا آذاناً صاغية كما غيرهما من البيانات الدولية.

ويبدو أنّ المساعي الفرنسية مستمرة وقد يطرأ عليها تعديل لجهة المسار تُضاف إليها المساعي القطرية اليوم. كلّ ذلك يندرج في إطار “الحركة بلا بركة” خصوصاً أنّ التوافق الداخلي اللبناني مفقود اليوم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us