قضيّة لين طالب تتفاعل: “المجرمون تستّروا على الجاني”!


هذه المستجدات عزّزت الشبهات حول تورّط جماعي للعائلة في الجريمة، وهو ما وضع أفرادها أمام توصيف جرمي مختلف.

كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:

أُميط اللثام عن تفاصيل جريمة اغتصاب الطفلة لين طالب وقتلها، بعدما نجحت قاضي التحقيق الأوّل في الشمال سمرندا نصّار، بتفكيك خيوطها وتبيان وقائعها، إذ حُصرت جريمة الاعتداء الجنسي بخال الطفلة نادر بو خليل والذي أثبتت التحقيقات إقدامه وبدمٍ بارد على اغتصابها داخل منزله قبل خمسة أيام من وفاتها، فيما شاركته في الجريمة شقيقته والدة الطفلة وجدّاها (والدا الأم) عبر محاولة طمس المعالم والأدلة والحؤول دون فضح المرتكب وتوقيفه، وعبر الامتناع أيضاً عن نقل الطفلة إلى المستشفى لتلقّي العلاج.

مصادر مطّلعة على سير التحقيقات، أفادت بأنّ الخال “استغلّ وجود ابنة شقيقته معه في منزله، فاختلى بها وأقدم على اغتصابها في نفس الوقت الذي كانت زوجته تلد طفلهما الأوّل في المستشفى”.

وأكّد المصدر لـ “هنا لبنان” أنّ “العينات التي أخذت من الملابس الداخلية للطفلة تطابقت مع فحوصات الخال المشتبه به، والذي كان قد زعم أنّ آثاراً من جسمه علقت على ثياب الطفلة حينما حملها ونقلها إلى المستشفى يوم وفاتها”.

وشدّدت المصادر على أنّ “هذه الرواية أثبتت أكاذيب الخال، إذ تبيّن أنّ من نقلها هو عم والدتها وزوجته وأنّ الخال لم يرافقها بل كان يراقب من بعيد وقائع ما يحصل، ويتعاون مع شقيقته (أم الطفلة) ووالديه لطمس جريمته”.

ووفق المصادر نفسها فإنّ “المعلومات تفيد بأن الخال اغتصب الطفلة داخل حمام منزله، بدليل أنّها امتنعت عن دخول الحمام لمدة خمسة أيام، وكلّما حاولوا إدخالها لقضاء حاجتها كانت تصاب بنوبة عصبية وترفض الاقتراب من باب الحمام، عدا عن امتناعها نهائياً عن تناول الطعام والشراب، وكانت تعاني من ارتفاع حادّ في الحرارة ما أدّى إلى تسمّم جسمها وتوقف وظائف الكلى والكبد ومن ثمّ القلب”.

وبخلاف كلّ ما يشاع عن عدم معرفة والدة الطفلة وجدّيها بالاغتصاب إلّا بعد وفاتها، جزمت المصادر بأنّهم “كانوا على معرفة بذلك، بدليل أنّهم عرضوا لين على طبيب أطفال، والذي بدوره أخبرهم أنّها بوضع صحّي خطير ولا بدّ من نقلها إلى المستشفى على الفور، كما رفض مطالبتهم بإعطائها أدوية مسكّنة، وذلك لحاجتها الملحّة لدخول المستشفى”.

وأضافت المصادر: “لكن وبدل أن تمتثل العائلة لنصائح الطبيب، اتجّهت إلى شيخ كي يعالج الطفلة بتلاوة آيات قرآنية، وكل ذلك، كان بهدف عدم إدخال الطفلة المستشفى وبالتالي كشف ما تعرّضت له”.

إهمال العائلة وفق المصادر لم يتوقّف عند هذا الحدّ، إذ “تمّ تجاهل تدهور حالة الطفلة الصحّية، حيث بدأت تتقيّأ دماً عند الساعة الثالثة فجراً، أي قبل خمس ساعات من وفاتها، وتركت على هذه الحال إلى أن توفيت عند الساعة الثامنة صباحاً، حيث جرى نقلها إلى المستشفى من قبل عم الوالدة وزوجته، وحينها كانت حرارة جسم الضحية 40.5، وهناك تبيّن السبب الرئيسي للوفاة، فيما انشغلت عائلتها بغسل الفراش والشراشف التي امتلأت بدم الطفلة البريئة لإبعاد الشبهات والمسؤولية عنهم حتى لجهة تجاهل وضعها الصحّي”.

وما أثار الصدمة وفق المصادر نفسها أنّ “أفراد العائلة المتورطين بالجريمة بدأوا نشر صور للطفلة على مجموعات الواتساب ونعيها، والزعم أنّها ماتت جراء صدمها بسيارة”.

هذه المستجدات عزّزت الشبهات حول تورّط جماعي للعائلة في الجريمة، وهو ما وضع أفرادها أمام توصيف جرمي مختلف، إذ أنهم يواجهون جميعاً الاتهام بجرمية قتل لين قصداً وذلك سنداً للمادة 547 من قانون العقوبات والتي تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة 20 سنة.

ومن المقرر أن تستكمل القاضي نصّار جلساتها غداً الخميس، بالاستماع إلى عدد من الشهود، بينهم عنصر أمن تحوم الشبهات حول دورٍ له في مساعدة أهل الضحية للتستّر على أفعالهم، وقالت المصادر إنّ “الوضع القانوني لهذا الشاهد سيتحدّد خلال جلسة استماعه، فإما أن يبقى شاهداً إذا ما أدلى بمعلومات صحيحة أو يتحوّل إلى مدّعى عليه إذا ما تبيّن أنّ أقواله تجافي الحقيقة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us