مَن يُطلق النار على أميركا في لبنان؟


أخبار بارزة, خاص 23 أيلول, 2023
أميركا

السؤال هنا: مَن يستهدف السفارة الأميركية في لبنان؟ الجواب: كل مَن يُشهِر العداء للولايات المتحدة. وغالبًا من كان يظهر ذلك في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والإعتصامات والتظاهرات التي كانت توجه الدعوات إليها من منظمات فلسطينية وأحزاب لبنانية من فريق”الممانعة”


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

قبل أن تقرر الولايات المتحدة الأميركية اختيار منطقة عوكر كي تبنيَ فيها سفارتها، كانت قد اشترت أرضًا كبيرة في منطقة بعبدا لتبني عليها مبنى السفارة، ولكن قبل بدء العمل، وبعدما استطلع فريق أمني أميركي لبناني الأرض والمنطقة وما يحيط بها وما يُشاهَد بالعين المجرّدة منها، حتى أصدر توصية بصرف النظر عن بناء السفارة في تلك المنطقة، وبدأ التفتيش عن أرض ملائمة أمنيًا ولوجستيًا لتُبنى عليها السفارة.

حين بدأ العمل في البناء، جرى سحب صورٍ عن “ماكيت” البناء، وبلغ الإستهزاء مداه، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بأنّ المقر، على ضخامته، لا يصعب استهدافه بصاروخٍ أو أكثر.

صحيح أنّ مثل هذه التعليقات لم تكن تؤخذ على محمل الجد، لكن الخبراء كانوا يعتبرونها مؤشراً سلبيًا إلى ما يمكن أن يصيب السفارة لاحقًا (وهذا المؤشر تحقّق ليل الأربعاء من هذا الأسبوع).

السؤال هنا: مَن يستهدف السفارة الأميركية في لبنان؟

الجواب: كل مَن يُشهِر العداء للولايات المتحدة. وغالبًا من كان يظهر ذلك في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والإعتصامات والتظاهرات التي كانت توجه الدعوات إليها من منظمات فلسطينية وأحزاب لبنانية من فريق”الممانعة ” وهي الصفة الملطَّفة لفريق “حزب الله “، هذه التظاهرات كانت تُصدّ من قبل القوى الأمنيّة، ولم تكن تصل إلى حاجز الجيش اللبناني الذي لم يكن يبعد سوى مئات الأمتار عن مبنى السفارة.

حتى خلال الحرب، كانت التظاهرات تحدث ووصلت أحيانًا إلى الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمبنى.

ما بعد الحرب، واعتبارًا من العام ١٩٩٠، تنفس الأميركيون الصعداء، وكانت حركتهم في لبنان تعكس ارتياحًا، لم تبقَ منطقة لبنانية إلّا وزارتها السفيرة الأميركية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وصولًا إلى بعلبك. حتى الضاحية الجنوبية زارتها السفيرة الأميركية، وكان ذلك للمشاركة في مأتم الكاتب لقمان سليم الذي ما زالت ظروف اغتياله غير معروفة، أو على الأقل غير معلنة.

ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها الأميركيون في لبنان، في مطلع الثمانينيات جرى تفجير مقرّ المارينز وسقط من الجيش الأميركي مايتجاوز الـ٢٤١ قتيلًا، ثم تمّ تفجير السفارة الأميركية في بيروت، وهذا الأسبوع جرى الاحتفال بذكرى التفجير.

قبل حادثة إطلاق النار ليل الأربعاء، كان الجسم الديبلوماسي الأميركي يتحرّك بسهولة، ومنذ أقل من شهر، كانت السفيرة الأميركية تتناول الفطور مع آموس هوكشتاين قبالة صخرة الروشة، ثم انتقلا إلى بعلبك ليجولا في قلعتها، بعد حادثة إطلاق النار، قد لا يكون مناسبًا للسفيرة الأميركية أن تتجوّل كما كانت تفعل. هوكشتاين عائد الأسبوع المقبل، فهل سيكون لديه “ترف” الترويقة قبالة الروشة والتجوّل في قلعة بعلبك.

السفيرة الأميركية قالت بعد لقائها الرئيس نجيب ميقاتي: “لسنا خائفين، والسفارة تواصل عملها”. قد يكون هذا الكلام المقتضب ردًا على أحد أهداف إطلاق النار ، وهو “نستطيع الوصول إلى باب السفارة”.

هناك طريقان رئيسيتان توصلان إلى مدخل السفارة: الأولى من الضبية، صعودًا، والثانية من مزرعة يشوع نزولًا، لم يسلك مطلق النار أيٍّ منهما، بل سلك طريقًا فرعية تصل إلى قبالة المدخل، وهذه الطريق لا يعرفها إلّا قلّة، ومعظمهم من أبناء المنطقة. فهل استعان مطلِق النار “بصديق” ليصل وليعود من الطريق التي وصل منها؟ أم درس المنطقة بعناية، وهذا يأخذ وقتًا، ما يعني أنّ القرار بإطلاق النار لم يكن وليد ساعته، ما يطرح السؤال: منذ متى اتُخِذ قرار إطلاق النار؟ هل منذ بدأ الأميركيون التنقل بحرية، للقول لهم: لبنان ليس ملعبكم؟ هل هذا يعني أنّ الهدنة سقطت وأنّ “قواعد الاشتباك” تغيرت؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us