تنافس قطري فرنسي لإخراج ملف الرئاسة من عنق الزجاجة… وأبو فهد طرح مرشّحيْن لا ثلاثة للرئاسة


أخبار بارزة, خاص 27 أيلول, 2023

يبقى الداخل اللبناني متخبطاً وعلى حافة الهاوية وسط إعلان لودريان “أن التوقعات الحيوية للبنان أصبحت في خطر والموضوع لم يعد انتخاب رئيس بل وجود لبنان نفسه”، إضافة إلى فشل حوار الرئيس بري، والمناوشات السياسية التي بدأت ملامحها بين قائد الجيش وجبران باسيل.

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

لا يمكن فصل المساعي الفرنسية بشأن ملف الإستحقاق الرئاسي في لبنان عن المساعي القطرية والتي أتت استكمالاً لها وسط التعنت الحاصل من قبل المسؤولين اللبنانيين والذين يقومون باستدراج العروض من هنا وهناك ويستمتعون بالفراغ في المنصب الرئاسي منذ 11 شهراً والذي يهدد مصير لبنان برمته.

فبعد إجتماع اللجنة الخماسية قبل أيام في نيويورك والذي لم يخرج بأي بيان، وجولات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والتي انتهت بدعوته إلى ضرورة العمل على خيار ثالث، كان التحرك القطري الذي لا يلغي الدور الفرنسي ولا يختلف عنه لجهة السعي إلى خيار ثالث وقد عبر عنه لودريان من جهة والموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني من جهة أخرى والذي يواكبه حراك السفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عبر زياراته للمسؤولين الرسميين والقوى السياسية في المعارضة والممانعة والتي كان آخرها اللقاء مع النائب محمد رعد.

لا تزال جولات “أبو فهد” مستمرة مع تكتم شديد حيالها ورغبة بعدم الإفصاح عن مضامينها، إلا أنها ترتكز إلى الإنجاز الذي كانت دولته قطر قد حققته في العام 2008 عبر إتفاق الدوحة والذي أنهى الشغور الرئاسي في تسوية بين نفس الأفرقاء خرجت عن بنود الدستور والأعراف ولم تتطرق إلى الموضوع الأبرز ألا وهو السلاح خارج الشرعية اللبنانية متسلحين بموضوع ضرورة المحافظة على الإستقرار في البلاد بغطاء دولي وإقليمي، وهو ما شدد عليه المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة إلى لبنان.

وسط ذلك يشدد المعارضون في لبنان والدول الإقليمية على ضرورة الإلتزام بالدستور بعيداً عن الحوار البديل والذي فشل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عقده حتى الساعة رافعاً العشرة قائلاً: “لقد أديت قسطي للعلى ولم يعد لدي شيء وليتفضل من رفضوا الحوار ليقدموا لنا بديلاً عنه إذا كانوا يملكونه”. وقد إستدعى هذا الموقف رداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إعتبر فيه أن بري “لم يؤدِّ قسطه للعلى بعد وأن حواره ليس بحوار بل إمعان في مزيد من إضاعة الوقت وإستمرار الشغور ومن الجيد أن تعدلوا عن المبادرة التي كنتم أطلقتموها”.

وبالرغم من هذه السجالات العقيمة تستمر حركة الموفد القطري والتي مدّد وقتها ووسع مروحة لقاءاته بعد جولته التي شملت بعض القيادات والقوى الحزبية والمرشحين للرئاسة، عله يصل إلى نوع من التلاقي على إسم من الأسماء التي يطرحها. وبحسب مصادر متابعة لتحركه أكدت لموقع “هنا لبنان” أنه طرح إسمين وليس ثلاثة وهما قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري ولم يذكر إسم النائب نعمت إفرام مع إستبعاد كلي لإسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما لم يبلغ من التقاهم ميل بلاده إلى أي اسم من الأسماء المطروحة ولا يسوق لها إلا في حال اقتنعت القوى السياسية وأجمعت على اسم من بينها مع عدم فتح مجال لأي اقتراح حول أي إسم آخر بعيد عن الأسماء المطروحة ولفتت إلى أنه أبلغ من التقاهم في حزب الله المتمسك بفرنجية بالعمل على تسمية شخصية غير مستفزة للسعوديين والأميركيين، ومن جهة ثانية يؤكد أنه يحظى بدعم سعودي وأميركي لمهمته.

ورأت مصادر ديبلوماسية لموقع “هنا لبنان” أن شبكة التواصل بين قطر وفرنسا لا تنقطع وتسعيان دوماً إلى تعزيز تعاونهما في مجالات عدة تتعلق بالملفات الإستراتيجية المهمة للبلدين وأبرزها ملف النفط والغاز إذ أنه ومنذ التسعينات نمت العلاقات الثنائية بين البلدين في هذا المجال لا سيما أن شركة (توتال إنيرجي) أصبحت أحد شركاء (قطر للطاقة)، وهاتان الشركتان تشاركان اليوم في التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، ويهم البلدين أن ترتاح الساحة السياسية اللبنانية ويعم الإستقرار مما يساعد في عمليات الإستخراج والتنمية وجني الإستثمارات والمكاسب الإقتصادية.

وبحسب المصادر فإن باريس والدوحة تجريان وبإنتظام حوارات استراتيجية ومشارورات رفيعة وتنسجان علاقات مبنية على مصالح مشتركة تنسحب على قضايا المنطقة ومنها ملف الإرهاب والتطرف وملف الإستحقاق الرئاسي اللبناني وتحاول كل دولة بطريقتها الديبلوماسية وعبر المنافسة السياسية أن تخرج هذا الملف من عنق الزجاجة كي تسجل كل منهما إنتصاراً لها في الديبلوماسية الخارجية، فبعد الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين فرنسا وإيران لا تزال قطر قادرة على لعب دور مهم عبر التواصل مع إيران لمناقشة الملفات العالقة ومنها الملف اللبناني إضافة إلى الدفع بإتجاه مشاركة إيران في اللجنة الخماسية لتصبح سداسية.

وفي ظل هذه الوساطات والتحركات وبإنتظار شهر تشرين الأول الذي سيحمل معه مواعيد جديدة تتعلق بعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان والتي قد لا تحصل في حال عدم وجود أي تقدم بحسب مصادر فرنسية لموقعنا، وعدم إيجاد حل للإنسداد الداخلي البحت كما وصفه لودريان في مقابلته الأخيرة والتي لم يذكر فيها المسعى القطري،وبانتظار نتائج تحرك الموفد القطري في تشرين التي سيضعها بتصرف وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي الذي قد يزور لبنان الشهر المقبل أيضاً، يبقى الداخل اللبناني متخبطاً وعلى حافة الهاوية وسط إعلان لودريان “أن التوقعات الحيوية للبنان أصبحت في خطر والأساسيات هي الآن على المحك والموضوع لم يعد انتخاب رئيس بل وجود لبنان نفسه”، إضافة إلى فشل حوار الرئيس بري، والمناوشات السياسية التي بدأت ملامحها بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وأكدت مصادر نيابية في الكتائب والقوات لموقع “هنا لبنان” أن لا تقدم في الموضوع الرئاسي وما يجري تقطيع للوقت طالما يتمسك فريق الممانعة بمرشحه سليمان فرنجية، فيما الإنفراج لا يبدأ سوى مع إنضاج التوافق على إسم المرشح لرئاسة الجمهورية والتخلي عن فرنجية وما ستقرره الدول الإقليمية والأثمان التي ستدفع لقاء التسوية الجديدة لا سيما لفريق الممانعة الذي سيبحث عن مخرج مشرف لمرشحه بعد أن بدأ بفقدان أوراق قوته من سقوط المبادرة الفرنسية وصولاً إلى التباين في اللجنة الخماسية وعدم التبدل في موقف جبران باسيل وفي العوامل الداخلية المتعلقة في كيفية مواجهة الإنهيار الحاصل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us