“المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم!


أخبار بارزة, خاص 3 تشرين الأول, 2023

باتت المعاناة مشتركة بين سكان المناطق الساحلية وسكان طريق المطار، حيث تقتحم الرائحة الكريهة سيارتك وتسير معك حتى الكرنتينا فهناك تختلط راوئح عدة مع بعضها البعض فيصعب عليك تحديد نوعية الرائحة التي تستنشقها.

كتبت كريستل شقير لـ”هنا لبنان”:

رائحة “المجاري” التي تفوح عند الساحل باتت تخنق سكانه، والبعض يحبس أنفاسه لساعات فتلك المناطق باتت عنواناً للروائح الكريهة.
باتت المعاناة مشتركة بين سكان المناطق الساحلية وسكان طريق المطار، حيث تقتحم الرائحة الكريهة سيارتك وتسير معك حتى الكرنتينا فهناك تختلط راوئح عدة مع بعضها البعض فيصعب عليك تحديد نوعية الرائحة التي تستنشقها.
فمنذ فترة تسيطر على منطقة جونيه – المعاملتين رائحة الصرف الصحي بشكل لا يطاق وفي جولة في المكان ترافقك الرائحة من المعاملتين إلى أسواق جونيه الداخلية حيث تبلغ ذروتها مقابل مبنى البلدية لتبدأ بالتلاشي كلما اتجهت صوب الكسليك.
والحال ليس أفضل كلما توجهت صعوداً فهناك مناطق عدة يصعب العيش فيها ولا خيار أمام السكان سوى التأقلم رغم خطورة الواقع على صحتهم وحياتهم.

منصة “هنا لبنان” حاولت التواصل مع الوزارات المعنية لتحديد المسؤوليات ومعرفة الخطوات التي يعملون عليها للمعالجة، وتنقل عن مصادر معنية القول إن تنظيف السواقي والأنهر من مسؤولية وزارة الطاقة لا سواها من الوزارات ويحمّلها إياها القانون الصادر عام 2000 الذي يحدد الجهة المعنية بتنظيف هذه الأماكن.
أما عن صلاحيات وزارة الأشغال فهي محصورة بالأوتوستراد والطرقات الأساسية أي المصبات وأقنية تصريف المياه والعمل على إبقائها مفتوحة وهنا تشترك مع الوزارة جهات عدة فإلى جانب متعهدي وزارة الأشغال هناك متعهدو رفع النفايات، البلديات، وزارة الطاقة وتنظيف السواقي والأنهار والمواطنون من باب عدم رمي النفايات على الطرقات.

وزير البيئة ناصر ياسين وفي حديث إلى “هنا لبنان” أشار إلى أن الأهم هو أن تأخذ مؤسسات المياه مع البلديات الكبرى على عاتقها تشغيل المحطات، كاشفاً في السياق نفسه عن سعي لتشغيل 12 محطة أساسية بشكل تدريجي بالتعاون مع اليونيسف بدءاً من هذا الفصل وعلى مدى السنتين المقبلتين في فترات متفاوتة بين الساحل.
ولفت ياسين إلى أن المضخات توقفت عن العمل حتى قبل الأزمة الاقتصادية نظراً لوجود مشاكل إدارية وبات هناك فراغ مع تريث مؤسسات المياه في استلام المحطات وتشغيلها وهي بأغلبها بنيت بهبات وقروض.
وختم ياسين بضرورة صرف كلفة للمياه وأخرى للمياه العادمة ومعالجتها ما يجنّب البلاد مخاطر صحية وبيئية من جراء المجاري.
فبعض الروائح الكريهة المنبعثة من المجاري قد تحمل ملوثات مثل البكتيريا والفطريات والمواد العضوية الأخرى التي قد تسبب تهيجًا للجهاز التنفسي وتسبب بعض الأعراض كالسعال والحساسية.

ومن جهتها حذرت الخبيرة البيئية الدكتورة فيفي كلاب في حديث لـ “هنا لبنان” من نوعين من المخاطر التي قد تتسبب بها المياه المبتذلة أولها بكتيريولوجي عبر بكتيريا متنقلة وأهمها الصفيرة، شلل الأطفال، السالمونيلا، والإسهال وتتفاوت الخطورة بحسب الكميات والنوعية.
أما المخاطر الكيميائية فناتجة عن المواد الصناعية وما تفرزه مثلاً الغسالات المنزلية من مواد صناعية وأخطرها المعادن الثقيلة التي قد تسبب السرطان.
وعن رائحة المجاري فهي تستجلب الذباب والبرغش والفئران التي تنتقل إلى المنازل بسهولة عدا عن الرائحة التي تنتقل بالهواء.
ودعت كلاب إلى حسن إدارة هذا الواقع الخطر ومعالجته عبر تمرير المياه بمراحل تكرير عدة أقله في الدرجة الأولى قبل صرفها على بعد ١٥٠ إلى ٢٠٠ متر في البحر.
صحيح أن الأزمة الاقتصادية انعكست سلباً على كل القطاعات وكشفت الكثير من العورات لكن ليس على هذا النحو الخطير خصوصاً وأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن المشكلة ستتفاقم، مما سيؤدي إلى المزيد من الضرر البيئي والصحي في آن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar