في غزّة حرب إشعال.. في الجنوب حربُ إشغال!


خاص 4 تشرين الثانى, 2023
حرب

سئل عن الحرب فأجاب عن المعركة، السؤال الذي طرحه المراقبون هو: هل الانخراط في المعركة في الثامن من تشرين الأوّل هو ترجمة لاستراتيجية وحدة الساحات؟ وبماذا نفع هذا الانخراط غزّة؟


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

بعد ثمانية وعشرين يومًا على اندلاع حرب “طوفان الأقصى”. أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليحدِّد موقع الحزب من هذه الحرب.

كان الجميع ينتظرون ما إذا كان السيد نصرالله سيعلن الانخراط في الحرب أم لا، وإذا بالمفاجأة تقع وقوع الصاعقة “نحن في المعركة منذ اليوم التالي، أي منذ الثامن من تشرين الأوّل” .

سئل عن الحرب فأجاب عن المعركة، السؤال الذي طرحه المراقبون هو: هل الانخراط في المعركة في الثامن من تشرين الأوّل هو ترجمة لاستراتيجية وحدة الساحات؟ وبماذا نفع هذا الانخراط غزّة؟ هل هذا الإشغال من جانب حزب الله في جنوب لبنان في اتجاه شمال اسرائيل، هو الذي حدّ من اندفاعة الجيش الاسرائيلي في إشعال جبهة غزة؟

بسطاء العقول يعتقدون بذلك، ولو كانت هذه “النظرية” صحيحة، لكان المزيد من “الإشغال” في الجنوب، من شأنه أن يحدّ كثيرًا من الإشعال في غزة، وهذا ما لم يحدث.

كل ما قام به حزب الله في الجنوب كان هدفه القول للأقربين والأبعدين: أنا موجود.

ولو كانت معركة “الإشغال” صحيحة، لماذا لم تقم سوريا بإشغال جبهة الجولان؟ علمًا أنّ لحزب الله باعًا طويلًا في سوريا، وقادر على توسيع جبهة الإشغال لتمتد من الناقورة الى الجولان.

لكن كل هذا لم يحدث، لماذا؟ لأنّ معظم المراقبين والخبراء استنتجوا انّ القضاء على حماس أو ضربها على الأقل، ليس مطلبًا من مطالب اسرائيل فحسب، بل هناك دول، غير اسرائيل، طالبت بتجريد حماس من أسلحتها، وسيأتي يوم ليس ببعيد..

إنّ خطاب السيد نصرالله أسقط بالضربة القاضية “وحدة الساحات” فوحدة الساحات لا تحيا إلاّ بسقوط الدول أو تفككها، لننظر أوضاع الدول التي تعتبر نفسها أنّها داخل منظومة ” وحدة الساحات”، ما هي أوضاع تلك الدول؟ وماذا تبقى منها؟ لبنان، سوريا، العراق، غزّة، الجامع المشترك بينها، أنّ الدولة المركزية في كل منها، لم تعد موجودة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us