المياه الجوفية ملوثة… وتحذير من الأوبئة


خاص 11 تشرين الثانى, 2023

عجز الحكومات المتعاقبة على حكم لبنان عن تسيير أمور وزارات الدولة الخدماتية من ماء وكهرباء وطرقات أدى إلى ما نشهده اليوم من تهديد لصحة الناس عبر تلويث مياههم الجوفية وتحويلها مصدراً للأمراض والأوبئة.

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

بدأ تلوث المياه الجوفية في عكار والمنية يخرج عن السيطرة، مهدداً صحة الناس وسلامتهم في ظل غياب السياسات المائية الواضحة وزيادة فوضى التعديات والرمي العشوائي للنفايات على الطرقات وفي كل مكان، والمياه المبتذلة وتحويل مياه الصرف الصحي إلى مجارٍ تصب كلّ سمومها فوق المياه السطحية لتتوسع في المياه الجوفية ملوثة كل ما في طريقها، ما جعل أهالي المنطقة يتحسسون مخاطر التلوث أكثر من أي وقت مضى.
فماذا عن مخاطر تلوث المياه الجوفية وكيف تهدد سلامة السكان؟
المهندس الزراعي د. جورج غاريوس، استشاري موارد مائية ومزارع حمضيات في عكار يقول لـ “هنا لبنان” أن “تلوث المياه الجوفية في عكار والمنية يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأضرار البيئية والصحية. إذا كانت المياه ملوثة بالمواد الكيميائية الزراعية مثل الأسمدة والمبيدات، أو بالمواد الكيميائية الصناعية، أو النفايات المنزلية، فإنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى تلف النظم الإيكولوجية المحلية والتأثير على صحة الإنسان. وتستخدم هذه المياه ليس فقط في الري بل أحيانًا في الأغراض المنزلية مثل الشرب والطبخ، مما يرفع مخاطر التعرض للملوثات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر الثروة الحيوانية والزراعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية وتدهور في جودة الغذاء المحلي”.
وفي حين أن 65% من سكان عكار والمنية غير مشتركين بمياه الدولة، ما يعني أنّهم لا يستهلكون مياهاً آمنة، يشير غاريوس إلى أنّ “معظم أهالي هذه المناطق يستخدمون المياه الملوثة ما يزيد من نسبة انتقال وانتشار الأمراض والأوبئة مثل: الإسهال، الكوليرا، الدوسنتاريا، الكبد الوبائي، وحتى النزلات المعوية الشديدة، فالجراثيم والطفيليات والفيروسات تنتشر بسهولة عبر المياه الملوثة وتؤدي إلى انتشار الأمراض، خصوصاً في الأماكن التي لا تتوفر فيها مرافق صحية كافية أو حيث لا يتم تطبيق الإجراءات الصحية”.
ويلفت إلى أنّ “الخطر على السكان في عكار ومنية يمكن أن يكون ملموسًا، خصوصًا في حال عدم وجود استجابة سريعة وفعالة للتعامل مع التلوث. المخاطر لا تقتصر على الصحة العامة فحسب، بل تمتد لتشمل تدهور الأراضي الزراعية، انخفاض الإنتاجية، وفقدان التنوع البيولوجي. كما يمكن للمواد3 الكيميائية والمعادن الثقيلة الانتقال عبر السلسلة الغذائية، مما يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد”.
أما بالنسبة للفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض من جراء استخدام المياه الملوثة فيشدد على أن “الأطفال عكار والذين ما زالت أجسامهم في طور النمو ولديهم بالتالي حاجة أكبر للماء مقارنة بوزن الجسم، هم الأكثر عرضة لتأثيرات التلوث، بالإضافة إلى كبار السن والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، كما أنّ هناك خطراً كبيراً على النساء الحوامل حيث أن المياه الملوثة قد تؤثر على نمو الجنين”.

كل ذلك يظهر عجز الحكومات المتعاقبة على حكم لبنان عن تسيير أمور وزارات الدولة الخدماتية من ماء وكهرباء وطرقات، وفي هذا الإطار اتصل “هنا لبنان” بوزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسن لنقل الشكاوى البيئية وتأثيرها على صحة المواطنين حيث أكد لنا أنّ “تلوث المياه الجوفية مرتبط بضعف إدارة الصرف الصحي وتصريفه العشوائي وهو من ضمن عمل وزارة الطاقة والمياه، فمحطات معالجة وتكرير المياه الصرف الصحي من مسؤولياتها”.
أما الوزارة المعنية، كالعادة، لم تردّ على اتصالنا و”متل الأطرش بالزفة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us