هل تقول حماس: “لو كنت أعلم”؟


خاص 11 تشرين الثانى, 2023

ماذا حققت حركة حماس من عملية “طوفان الأقصى”؟ هل خططت كل هذه السنوات لعملية خطف كبيرة لتحقيق تبادل الأسرى، لينتهي بها الأمر إلى الخروج من غزة وجعلها كلها أسيرة؟

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

كانت ثقيلة جدًا على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز ٢٠٠٦، أن يجهر بالحقيقة المرّة “لو كنت أعلم” والتي كان يقصد منها أنه لم يكن يعلم بحجم ردة الفعل الهائلة من إسرائيل على العملية التي قام بها من خلال خطف الجنديّين الإسرائيليين. فقد جاءت كلفة العملية على لبنان كبيرة، ودفع لبنان ثمنًا ما زال ينوء تحته إلى اليوم على رغم مرور سبعة عشر عامًا على انتهاء تلك الحرب.

اليوم ، هل يعيد التاريخ نفسه ولكن مع حماس؟ يبدو كذلك، من خلال استعراض ما جرى ويجري، وإلى أين يمكن أن تنتهي إليه هذه الحرب.

كيف تدرّجت أو تدحرجت التطورات؟
في السابع من تشرين الأول الفائت قامت حركة حماس بعملية “طوفان الأقصى”، حين أمطرت إسرائيل بما يناهز الخمسة آلاف صاروخ، شكّلت غطاء للعملية النوعية النادرة التي تمثلت في خرق الجدار والدخول إلى غلاف غزة وأخذ ما يناهز الألف والاربعمئة أسير وأسيرة، ولكن ما رافق تلك العملية من تطورات يبدو أنها خرجت عن السيطرة وربما عما خططت له الحركة، كان بمثابة الشرارة التي استغلتها إسرائيل لشن عملية كانت مخطِّطة لها وسحبتها من الدُرْج، فبدأت هجومًا مضادًا لم يقتصر على إعادة السيطرة على غلاف غزة، بل تعدى ذلك إلى الدخول إلى غزة وشطرها شطرين: شمالي وجنوبي، والطلب إلى أهالي شمال غزة الانتقال إلى الجنوب، ووضع هدف ثانٍ يتمثل في القضاء على البنية العسكرية لحماس، مستفيدةً، في المرحلة الأولى، من تأليب الرأي العام العالمي على ممارسات حركة حماس حيث نجحت نسبيًا في تصوير ما حدث على أنه “١١ أيلول” ثانٍ.

هكذا لم يعد الأمر مقتصرًا على أخذ أسرى لمبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، بل تجاوزه لمحاولة وقف العملية الإسرائيلية التي تهدف إلى السيطرة على القطاع، تمهيدًا لسيناريو ما بعد “اليوم التالي” لانتهاء الحرب، وهناك عدة سيناريوهات موضوعة على الطاولة: إما أن تتسلم إسرائيل القطاع أمنيًا، إما أن تتسلمه السلطة الفلسطينية، إما عبر قوات عربية، ولكن بالتأكيد لا عودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل السابع من تشرين الأول.

السؤال هنا: ماذا حققت حركة حماس من عملية “طوفان الأقصى”؟ هل خططت كل هذه السنوات لعملية خطف كبيرة لتحقيق تبادل الأسرى، لينتهي بها الأمر إلى الخروج من غزة وجعلها كلها أسيرة؟ هنا يمكن أن تقول ما قاله السيد حسن نصرالله بعد “حرب تموز”: “لو كنت أعلم”!

وطرح ذلك السؤال الأخطر: هل تجرؤ الحركة على القيام بنقدٍ ذاتي تحدد فيه أين أخطأت وأين أصابت؟ وحتى لو قامت بذلك، هل بإمكانها التعويض عن سقوط أكثر من أحد عشر ألف شهيد سقطوا حتى الآن، وتدمير نصف القطاع؟ وحتى لو تمت عملية تبادل الأسرى، فبأي كلفة يكون قد تحقق ذلك؟ هل بخسارة الحركة لقطاع غزة؟

على حركة حماس أن تجيب عن هذا السؤال احترامًا للشعب الفلسطيني الذي شكّل “البيئة الحاضنة” لها ، فبماذا بادلته؟
وهنا قد يُطرح السؤال الأكبر: كيف سيعاد بناء القطاع؟ وبأي أموال؟
الحروب بنهاياتها وليست ببداياتها، مَن يجرؤ على النقد؟ وهل يكفي القول: لو كنت أعلم؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us