طلاب المناطق الحدودية بلا تعليم.. والـ “أونلاين” هو الحل


خاص 17 تشرين الثانى, 2023

أعدّت وزارة التربية خطة طوارئ للمدارس الحدودية من المفترض أن تبدأ الأسبوع المقبل. وفي تفاصيل الخطة، التحاق طلاب المدارس الرسمية بمدارس رسمية بديلة في المناطق الجنوبية المتاخمة، واستمرار التعليم “أونلاين” لطلاب المدارس الخاصة


كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:

في “دولة” تمّت مصادرة سيادتها واختُطف من يدها قرار الحرب والسّلم على أراضيها، باتت حياة المواطنين ومستقبلهم ومشاريعهم مرهونة بقرار توسيع دائرة الحرب من عدمه، فمنذ الثامن من تشرين الأوّل يعيش سكّان القرى الحدودية في جنوبي لبنان حالاً من اللاحرب واللاسلم، وقد نزح معظمهم إمّا إلى البلدات الجنوبية المجاورة إمّا باتّجاه العاصمة وضواحيها، ومنهم آلاف الطلاب الذين تركوا مقاعد الدراسة، في بداية العام الدراسي.
فالاشتباكات المستمرة منذ أكثر من أربعين يوماً بين حزب الله وإسرائيل تسببت بإقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الحدودية، واضطر الطلاب لهجر مقاعدهم الدراسية والنزوح فمكثوا في مدارس الجنوب كنازحين وليس كطلاب.
ويقدّر عدد هؤلاء بنحو 3848 طالب و674 أستاذ نزحوا من 50 مدرسة وتكميلية وثانوية ومهنية في المناطق الحدودية، وتحاول وزارة التربية إلحاق التلامذة والأساتذة النازحين بمدارس بديلة لضمان استمرارية الدراسة وعدم التعطيل.
وبحسب معلومات موقع “هنا لبنان” فإنّ وزارة التربية أعدت لهذه الغاية خطة طوارئ للمدارس الحدودية بإمكان تعميم التعليم عن بعد أو التعليم المدمج ومن المفترض أن تبدأ الأسبوع المقبل. وفي تفاصيل الخطة، التحاق طلاب المدارس الرسمية بمدارس رسمية بديلة في المناطق الجنوبية المتاخمة، واستمرار التعليم اونلاين لطلاب المدارس الخاصة.
وخطة التعليم “أونلاين” في حال الطوارئ هذه موجودة منذ أيام حكومة الرئيس حسان دياب وتفشي فيروس كورونا وإقفال المدارس واعتماد التعليم عن بعد، وقد قدم وزير التربية آنذاك طارق المجذوب اقتراح المدرسة الافتراضية الذي لم يُنفّذ حتى اليوم، علماً أنّ المركز التربوي ووزارة التربية لديهما منصة خاصّة للمنهاج التربوي المعتمد لكنّ الطالب بحاجة إلى التوجيه والشرح.
ولكن تقف أمام هذه الخطة عوائق عدة، أهمّها التجهيزات اللوجستية وتأمين الكهرباء والإنترنت. وفي هذا السياق يشير مقرر لجنة التربية النيابية النائب إدغار طرابلسي لموقع “هنا لبنان” إلى أنّ الوزارة تواصلت مع الجهات المانحة التي أبدت كل استعداد لتمويل شراء لابتوبات للأساتذة إضافة إلى تأمين وجبة غذاء للطلاب وللأساتذة وتأمين الإنترنت وحاجيات أخرى في أماكن الاستقبال والنزوح.
وتحدث طرابلسي عن وجود عدد من المدارس الخاصة التي ترفض استقبال طلاب المدارس الرسمية، وقد تواصل مدير عام وزارة التربية عماد الأشقر مع اتحاد المدارس الخاصة وطلب منهم استقبال طلاب المدارس الرسمية أو إشراكهم في التعليم اونلاين.
أما عن مدة تنفيذ هذه الخطة لعدم ضياع العام الدراسي على الطلاب، فأشار طرابلسي إلى ضرورة استئناف التعليم في مهلة أقصاها شهر .
غياب الخطط للتعامل مع الأوضاع الطارئة ينسحب أيضاً على طريقة تعاطي الوزارة مع الأساتذة في المناطق الحدودية المهددين بالحرمان من الحصول على المساعدة الاجتماعية من الحكومة بسبب عدم حضورهم إلى مكان عملهم. وفي هذا الإطار يشير طرابلسي إلى أنّه تمّ الاتفاق على إعطائهم التقديمات والحوافز على أن يتم إيجاد الصيغة القانونية لذلك.
خطط وزارة التربية ومحاولاتها لتفادي خسارة العام الدراسي أو حتى تأخره، كلها تبقى في إطار تقليل الخسائر والحدّ منها أمّا إذا حصلت حرب كبرى فلا يعود التعليم معها ممكناً، ولا خطط طوارئ ستكون فاعلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar