مصلحة الكنيسة والمسيحيين


خاص 17 تشرين الثانى, 2023

إنّ المنتقدين لكلام البطريرك ربما يريدون فعلاً للمسيحيين في المنطقة الحدودية أن يهجروا قراهم إلى الأبد وربما يريدون لهم فعلاً أن يعيشوا حال الفقر والعوز وربّما أيضاً يريدون لهم أن يكونوا ضحيّةً فعليّةً للحرب، والسؤال لهؤلاء المنتقدين هل هناك أيُّ حربٍ أدّت للرّخاء والبحبوحة ورغيد العيش؟ هل هناك أيّ حربٍ جلبت الإستقرار والازدهار؟


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

ليس الهجوم على البطريرك الماروني أمراً جديداً أو مستغرباً، لا بل المستغرب هو ألّا يتعرّض البطريرك للهجوم كلّما تحدّث بكلام وطني وكلّما أبرز مصالح المسيحيين، ومن المؤكّد أنّ الّذين يهاجمون البطريرك إلى أيّ جهة أو طائفة أو مذهب انتموا هم من الذين لا يريدون مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين فيه.
ليس هناك أفضل من الكلام الذي قاله البطريرك الراعي في شأن مساعدة اللبنانيين المسيحيين المقيمين في المناطق الحدودية مع إسرائيل، فهذه خطوة مطلوبة وطبيعية ولو لم يقل البطريرك هذا الكلام لكان تصاعد الكلام الذي يسأل أين هي الكنيسة ورجالها، أليس المفروض أن تكون الكنيسة إلى جانب أبنائها في هذه المحنة؟ أليس المفروض أن يكون المسيحيون إلى جانب إخوانهم في الوطن يساعدونهم في أوقات الشدة؟
إنّ المنتقدين لكلام البطريرك ربما يريدون فعلاً للمسيحيين في المنطقة الحدودية أن يهجروا قراهم إلى الأبد وربما يريدون لهم فعلاً أن يعيشوا حال الفقر والعوز وربّما أيضاً يريدون لهم أن يكونوا ضحيّةً فعليّةً للحرب، والسؤال لهؤلاء المنتقدين هل هناك أيُّ حربٍ أدّت للرّخاء والبحبوحة ورغيد العيش؟ هل هناك أيّ حربٍ جلبت الإستقرار والازدهار؟
إنّ المنطق يقول بأنّ رفض الحرب هو عين الصواب وليس في هذا الرفض أيُّ انهزامٍ او استسلامٍ أو تراجع، ويحِقّ لكلّ لبنانيٍّ أن يرفع الصوت في هذا الإطار وأن يحذّر من المخاطر والنكبات فكيف إذا كانت هذه الحرب تُفرَض عليه وعلى دولته ولا قرار له فيها لا من قريبٍ ولا من بعيد.
أمّا الذين عابوا على البطريرك كلامه عن “لم الصينية ” في الكنائس وأنّ المساعدة يُفترض أن تكون مستورة، فالسؤال لهؤلاء لماذا تقليد “لمّ الصينية” في الكنائس أليس من أجل العناية بالكنيسة المعنية؟ وهل من ضيرٍ إذا استخدمت هذه الأموال في مساعدة الناس؟ وهل أصبح عيباً الإعلان عن مساعدة أو نيّة للمساعدة؟
إنّ المشكلة الأولى لبعض المسيحيين هي مع أنفسهم ومع كنيستهم وبعضهم يتباهى بأنه يشارك غيره من غير المسيحيين في انتقاد الكنيسة ورجالها ليظهر للطرف الآخر بأنه متحرّر وليعطي هذا الطرف المبرّر والحجّة لمواصلة هجومه، وقد تُخطئ الكنيسة ورجالها وإصلاحها واجبٌ ولكنّ ذلك لا يعني أبداً أن نغضّ الطرف على من يتعمّدون إهانتها وإهانة رجالها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us