هل يحضّر نتنياهو ضربةً للبنان؟


خاص 20 تشرين الثانى, 2023
نتنياهو

أكثر من مرّةٍ، هدّد نتنياهو بمهاجمة بيروت لأنّه يعرف أنّ “الحزب” هو الممسك بزمام الأمور في لبنان ولأنّه يريد أن يقوّض التركيبة اللبنانية الهشّة بين الجيش والحزب والعلاقات الحساسة بين الطوائف. فهل يفعلها نتنياهو؟

كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

من الناحية الإيديولوجية والنهج والأداء والتعطّش إلى إنهاء الآخر، لا فرق بين إسرائيل وحماس. وإن كان الجانب الإسرائيلي السلطوي اليميني المتمثل بنتنياهو يسعى إلى الاقتلاع والإبادة على ما يبدو لأنّه وصل إلى المأزق الوجودي، فيما حماس ليس لديها كل الوسائل المتوفرة لمن هو في السلطة ولمن عرفها ويعرفها في هذا الموقع سوى جزئيًّا. وقد مارست بعض ما مارسه الطرف الإسرائيلي في صيف ٢٠٠٧ عند انقلابها على السلطة الفلسطينية أي على فتح.

يمارس نتنياهو الإبادة في غزّة غير آبهٍ بالأسباب لا السياسية ولا الإنسانية ولا الأخلاقية، ويمارسها بطبيعة عملياً داخل إسرائيل طالما يعتبر غزة جزءاً منها، وهو بالتالي يركز ليس على نقل الفلسطينيين أو إخراجهم من غزة بل على إبادتهم عبر تدمير وإقفال كافة المستشفيات وقطع إمكانية الاستشفاء والدواء عنهم ومنعهم حتى من الاحتماء بها لا اليوم ولا لاحقاً. فهل يريد التأكيد أنه نازي الهوى طالما أنّ حليفه الأساس الولايات المتحدة ترفض هذا التوجه وترفض إقفال مستشفى الشفاء؟

وبما أنه قد مارس الإبادة الجماعية في غزة وحاول ذلك في الضفة الغربية فهل هذا تعبير عن هوس أيديولوجي أو نزق سلطوي أو تاكيد على أنّ أيّ بديلٍ عنه في السلطة هو شبيه له؟ بالتأكيد لا يبدو أنّ هناك بديل له حتى الآن، خاصّةً عندما يتوحد الإسرائيليون في مواجهة العرب أو عندما لا يجد الإسرائيليين من يدعمهم أو يقف معهم من العرب كما حصل في عامة أوروبا وأميركا، إذ أنّ العرب أو تحديداً دولهم ما زالت تتعاطى مع الإسرائيليين كأنهم سواسية وكأنّ المعركة هي مجرد مغزكة بين عرب وإسرائيليين، أو تحديداً بين مسلمين ويهود كما توحي حماس في معركتها الحالية، وكأنها ليست قضية وطنية إنسانية تعني كل العرب وكل الأحرار، وكأنّ القضية الفلسطينية هي حكر على المسلمين وشعائرهم، ومن يقاتل من أجل استعادة فلسطين هم فقط حماس وحزب الله، الحزب الذي لا علاقة له بفلسطين بل لمجرد استعمالها كورقة تحاول إيران توظيفها لإعادة ترميم العلاقة مع السنة على الصعيد الإقليمي. وباب هذا الترميم المزعوم هو لبنان، حيث يحاول نتنياهو لعب هذه الورقة، إذ هدّد أكثر من مرة بمهاجمة بيروت لأنه يعرف أنّ حزب الله هو الممسك بزمام الأمور في البلاد ولأنه يريد أن يقوّض التركيبة الهشة اللبنانية بين الجيش والحزب والعلاقات الحساسة بين الطوائف، كما أنه بذلك يقوّض الدعم لحماس حيث قامت ولاقت دعماً ولكنها لا تلقى دعماً فعلياً من السنة. فهل يفعها نتنياهو؟

أما حماس فتستمر في إظهار نفسها وكأنها فقط من يقاتل من أجل استعادة فلسطين، وهي تريد تكريس وحصر القضية فقط بالمسلمين عربياً وعالمياً، وهذا ما يجعل الدعم أو التفهم الدولي حتى الآن غير متغلغل إلى داخل مراكز القرار أو اللوبيات الأميركية الأوروبية كما يفعل اليهود.

أليس هناك من أخطاء تاريخية أو سياسية أو تكتيكية ارتكبت في الماضي وما زالت مستمرة؟ لا شك أنّ ما علق في أذهان العالم وخاصة الأوروبيين بالقضية ترك انطباعاً بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية تخص المسلمين، وبالأخص بعد أن ظهر حزب الله وتحولت المقامة الفلسطينية إلى مقاومة تخص المسلمين بعد أن تراجع دور التنظيمات ذات الطابع العلماني أمثال الجبهة الشعبية التي تزعمها جورج حبش والجبهة الديموقراطية التي تزعمها نايف حواتمه وغيرها من التنظيمات السياسية، حتى دور فتح التي ليست علمانية ولكنها ليست إسلامية بل كانت تحوي جميع التيارات في زمن ياسر عرفات ولم يكن في قيادتها مسلم متدين، فلماذا تم تحجيم دورها في قيادة المقاومة والسلطة؟ اليس هذا ما أدى إلى تراجع دور المقاومة والدور الفلسطيني بشكل عام والابتعاد عن التأثير في صناعة القرار؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us