خيار تعيين قائد للجيش يتجه للسقوط… وفرضية باسيل تتهاوى أمام إصرار بكركي على التمديد


خاص 28 تشرين الثانى, 2023

لن يتراجع البطريرك الراعي عن السعي الدائم لتأمين التمديد لقائد الجيش منعاً للفراغ الثالث، وبكركي لن تسكت بعد اليوم بل ستواصل صرخاتها حتى تحقيق ما تصبو إليه


كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

من الفراغ الرئاسي إلى فراغ مرتقب في قيادة الجيش، مشهد يقلق سيّد بكركي البطريرك بشارة الراعي، الذي يعبّر عن استيائه الشديد في عظاته ومواقفه، من امتداد فراغ الموقع الأول إلى مناصب مسيحية هامة، وآخر هذه المخاوف ما يدور في كواليس وخبايا معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وما يتبعها يومياً من “طلعات ونزلات”، فتارة يتم توافق الأغلبية على التمديد له، ليعود هذا التوافق وينقلب “بسحر ساحر” نحو المربع الأول، بسبب بعض المتردّدين والرافضين تأجيل التسريح للعماد عون بسبب مصالحهم الخاصة.
وفي هذا الإطار، نُقل عن البطريرك الراعي السعي الدائم وعدم التراجع، لتأمين التمديد منعاً للفراغ الثالث، لأنّ المسيحيين لم يعد باستطاعتهم تلقي الخسائر، خصوصاً أنه سمع أخباراً لا تطمئن كما ينقل المقرّبون، مفادها أنّ انتخاب الرئيس ما زال بعيداً، والتمديد لقائد الجيش يلاقي الصعوبات والعراقيل، الأمر الذي أوجد الهواجس لديه، لذا اتخذ القرار بعدم سكوت بكركي بعد اليوم، على أن تواصل صرخاتها حتى تحقيق ما تصبو إليه.

“التيار” رافض وحزب الله صامت
وفي السياق أشارت مصادر سياسية مقرّبة من الصرح البطريركي لـ “هنا لبنان” بأنّ نداء الراعي في كلّ عظاته، موجّه إلى الجميع وبالصوت العالي، وبأنّ كل ما يطرح من حلول، من ضمنها خيار تعيين قائد جديد بات في طريقه إلى السقوط، إذ تجري محاولات لوضع الملف على السكة الصحيحة، ولم يعد من معارضين للتمديد سوى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، أما حليفه حزب الله فما زال صامتاً لا يعطي أي موقف، لأنه لا يتحمّل “زعل” جبران، لكن “الحزب” يلعبها من تحت الطاولة وفي الكواليس، فيبقى ضمن عنوان “لا معلَق ولا مطلَق”، ولن يطلق موقفه إلا في التوقيت الذي يختاره.
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فلم يعطِ أيّ موافقة على التعيين، مما يعني أنه يقترب من الموافقة على التمديد، فيما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يبحث عن مَخرج يؤدي إلى عدم الصدام مع بكركي، وهو تأجيل تسريح العماد عون لمدة ستة أشهر، والقوات اللبنانية بدورها تقدمت باقتراح قانون معجّل مكرّر يقضي بتعديل سن التسريح من الخدمة لرتبة عماد في الجيش، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60، والأسباب الموجبة لهذا الاقتراح تستند إلى الظرف الاستثنائي.
أما الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيؤيد التمديد لعون مع رغبة شديدة لن يتراجع عنها، وهي تعيين رئيس للأركان محسوب عليه، خصوصاً أنّ المنصب بات لطائفة الدروز، بعدما كان من حصة الروم الكاثوليك.

باسيل مع” التعيين” بحسب مصالحه
إلى ذلك سألت المصادر المذكورة، عن كيفية موافقة باسيل اليوم على تعيين قائد جديد للجيش من قبل حكومة تصريف الأعمال؟ فيما بقي يشنّ المعارك اليومية مع ميقاتي على مدى فترة طويلة، رافضاً إتخاذه أي إجراء أو تعيين لأنه ينتزع من صلاحيات رئيس الجمهورية، أما اليوم فقد تناسى كل ما قاله عن الحكومة الميقاتية، بأنه لا يحق لها إتخاذ القرارات أو تصريف الاعمال إلا في النطاق الضيّق، وسألت عن كيفية تغيير الموقف لدى باسيل حين تكون مصلحته الخاصة “بالدق”؟
وعلى خط المعارضة، هنالك سيناريو قيد التحضير في الكواليس، لعقد جلسة نيابية ببند واحد للتمديد للعماد عون، وإستبعاد التعيين وهذا يعني إبقاء باسيل يغرّد وحيداً مع وزير الدفاع موريس سليم، الذي يشدّد على تطبيق قانون وزارة الدفاع كما يردّد دائماً.

بيان حاسم ومرتقب لمجلس المطارنة
في السياق، ووفق معلومات “هنا لبنان” سيتناول مجلس المطارنة الموارنة الذي يعقد أول أربعاء من كل شهر، ملف التمديد في قيادة الجيش، وسيكون حاسماً من ناحية أنّ المؤسسة العسكرية هي الوحيدة المتبقية، التي تحمي وتحافظ على إستقرار البلد، وأفيد بأنّ بكركي أبلغت المرجعيات السياسية موقفها وقرارها النهائي في هذا الإطار، منطلقةً من رفضها المسّ بالميثاقية، وعدم المضيّ في خيارات قد تتحوّل إلى أعراف، ولاحقاً من الوارد أن تفقد المسيحيين بعض مواقعهم، مع تشديدها على عدم انتقال صلاحيات قائد الجيش إلى رئيس الأركان، لأنّ هذا المنصب حصن ماروني مهم جداً، ترفض بكركي المسّ به.
وتختم المصادر السياسية المقرّبة من بكركي: “بأنّ باسيل رسب أمام إصرار البطريرك الراعي على التمديد، مع قوى مسيحية عديدة رافضة للتعيين، وحرص الأطراف السياسية السنّية والدرزية وبعض الشيعة على عدم سلوك هذا الخيار، بل السعي لتأجيل التسريح ستة أشهر بقرار من مجلس الوزراء، وتجاوز وزير الدفاع بفتوى يجري الإعداد لها، وفي حال بقي التناحر الحكومي سينتقل الملف إلى مجلس النواب، لعقد جلسة تشريعية وفك عقدة هذا الملف قريباً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar