لودريان لم يحتمل باسيل أكثر من 7 دقائق… سيناريو تذاكي “التيار” و”الحزب” لن يمرّ


خاص 5 كانون الأول, 2023
لودريان

يعتبر باسيل قائد الجيش الخصم الأكبر له ولطموحاته، لذا يحاول بمختلف الطرق وضع العصي في الدواليب، أمام أي توافق سياسي على عون إن من ناحية التمديد له في قيادة الجيش أو لإيصاله إلى القصر الجمهوري


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

لم يعد لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أي صديق أو صاحب، لا في الداخل ولا في الخارج، حتى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خرج مهرولاً من لقاء مع باسيل في ميرنا الشالوحي، وهو الآتي إلى بيروت في مهمة إيجابية لصالح لبنان، تتعلق بإبعاد الفراغ عن قيادة الجيش والتمديد للجنرال جوزيف عون، وبتفعيل القرار 1701.
لودريان استهلّ اللقاء الشهير، الذي ما زال حديث الصالونات السياسية، بسؤال لم يتحمّله باسيل، حول موقفه من التمديد للعماد عون، وبأنه الوحيد الذي يعارض الأمر، مع تشديده على أنّ الفراغ في قيادة الجيش يمسّ بأمن لبنان، فأتى رد رئيس التيار باستغراب شديد من تدخل فرنسا في تعيين قائد للجيش في لبنان، وسأل الضيف الفرنسي عن “المنطق الذي تدعوننا وفقه إلى مخالفة القانون والدستور، في وقت تقولون فيه إنكم تريدون منّا إجراء إصلاحات وإقامة دولة قانون، لكن موقفنا واضح ومعلن، ومسألة التمديد التي نرفضها ونعارضها، هي شأن داخلي يتم بحثه في ما بيننا، ولا شأن للخارج فيه، وهذا كان موقفنا من التمديد للنواب في العام 2009، ومن التمديد للمدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم”.
هذا الردّ السلبي جعل الموفد الفرنسي يهرول مسرعاً وغاضباً، غير قادر على تحمّل باسيل وأجوبته أكثر من 7 دقائق.

رسالة إلى لورديان متفق عليها من “الحليفين”
إلى ذلك ووفق معلومات “هنا لبنان” فاللقاء المتوتر الذي جمع لودريان وباسيل، كان محضّراً ومدروساً مسبقاً من قبل الأخير، لأنه علم مسبقاً بأنّ ملف التمديد هو أكثر ما يهم الفرنسيين اليوم، ولذا أراد نقل رسالة أخيرة لباريس، بأنّ التمديد لقائد الجيش غير وارد على الإطلاق، ومهما كانت النتائج، فأتى جوابه صارماً، وبالتالي كان بمثابة سيناريو محضّر من التيار الوطني الحر وحزب الله، محاولةً للتذاكي على لودريان. فمن لحظة اجتماعه مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الذي حاول التلطّي وراء جواب غير مفهوم، مفاده أنّ حزب الله لا يمانع لا التمديد ولا التعيين، وهو منفتح على أي خيار شرط أن يكون قانونياً، لكنه فاجأ لودريان حين قال له: “عليك تأمين التوافق المسيحي على التمديد، وعندها نسير معهم في هذا الملف”، أي رمى الكرة في ملعب التوافق المسيحي، على الرغم من علمه المؤكد بأنّ حليفه جبران باسيل، لن يوافق على ذلك مهما كانت النتائج، الأمر الذي لم يعجب الموفد الفرنسي، لانه فهم الرسالة المتفق عليها بين التيار والحزب، اللذين لن يكسرا الجرّة السياسية بينهما، لأنها تحوي في طياتها كل أنواع المصالح الخاصة المتبادلة.

“حرتقة باسيلية” على قائد الجيش
في السياق وبحسب قراءة مصادر مراقبة لما يدور في ذهن باسيل، فقد وصفت ما يقوم به الأخير بالنكايات و”الحرتقة” على قائد الجيش، الذي يعتبره باسيل الخصم الأكبر له ولطموحاته التي لا تعدّ ولا تحصى، لذا يحاول وبمختلف الطرق وضع العصي في الدواليب، أمام أي توافق سياسي على عون، إن من ناحية التمديد له في قيادة الجيش، أو لإيصاله إلى القصر الجمهوري، ورأت بأنّ كل محاولات باسيل فاشلة لأنها تحوي فبركات، وفي النهاية لا يصحّ إلا الصحيح، فكل ما يقوم به الأخير انقلب عليه وأدى إلى نتيجة عكسية، لأنّ أسهم الجنرال عون ترتفع، وفي القريب ستظهر نتيجة ما زرع رئيس التيار، أي فشله في محاولة إزاحة قائد الجيش.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar