حزب الله يضع حماس في مواجهة القرار 1701


خاص 6 كانون الأول, 2023

خطأ فادح ارتكبته حركة حماس بحق الوجود الفلسطيني في لبنان، وهو يؤسس لعودة العلاقات اللبنانية الفلسطينية إلى مستوى الصفر، ذلك بعد الجهد الكبير الذي بذلته حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، لتطبيع هذه العلاقات ولنزع ملف الوجود الفلسطيني من أي صراع داخلي


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

لم يفاجئ البيان الذي أعلنته حماس في لبنان عن إنشاء طلائع طوفان الأقصى أيّ مراقب، فحركة حماس تشترك مع حزب الله في غرفة عمليات سياسية وأمنية وعسكرية واحدة، وقيادات أساسية منها موجودة في بيروت للتنسيق في كلّ ما يتعلق بما يسمى محور الممانعة ووحدة الساحات.
لكن أثار هذا البيان الكثير من الأسئلة، حول الهدف منه والتوقيت من إطلاقه، لا سيما أنه أعاد نبش ذاكرة الحرب، وصورة “فتح لاند” والسلاح الفلسطيني المتفلت، الذي كان الرئيس أبو مازن قد أعلن أنه أصبح بعهدة الدولة اللبنانية، واضعاً بعهدتها المسؤولية عن أمن المخيمات.
في المعلومات أن حزب الله هو الذي طلب إصدار هذا البيان، لأنه يترقب مرحلة مقبلة سيكون فيها الكثير من الضغط في سبيل محاولة تطبيق القرار 1701، وهو بالتالي يحاول الوقوف وراء يافطة الوجود الفلسطيني في لبنان، ووراء اليافطة السنية، للقول بأنّ سلاحه ليس السلاح الوحيد المقاوم، وهذا بالتأكيد يشكل خطورة كبيرة على حركة حماس، وعلى الوجود الفلسطيني لأنه يقحم المخيمات الفلسطينية، والوجود الفلسطيني في عملية شد وجذب، وفي إلهاء سيحول الأنظار عما يجري في غزة، وهو أيضاً يشكل بداية لتوترات كبيرة على الساحة اللبنانية.
إنه الخطأ الفادح الذي ارتكبته حركة حماس بحق الوجود الفلسطيني في لبنان، وهو يؤسس لعودة العلاقات اللبنانية الفلسطينية إلى مستوى الصفر، ذلك بعد الجهد الكبير الذي بذلته حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، لتطبيع هذه العلاقات ولنزع ملف الوجود الفلسطيني من أي صراع داخلي، ولمنع استعمال هذا الوجود، في أي حسابات أقليمية، وخصوصاً حسابات إيران في لبنان، ولهذا فإن فتح على مستوى السفارة في بيروت وعلى مستوى القيادات التي تتواصل مع الجهات اللبنانية، ستقوم بسلسلة اتصالات لتطويق هذا البيان، ولمنع اعتباره وكأنه يمثل الفلسطينيين.
الواضح أنّ حركة حماس رضخت لحزب الله، وهي باتت في المقدمة دفاعاً عن سياسات الحزب، الذي يتحضر لمواجهة تطبيق القرار 1701، ومن أدوات هذه المواجهة استعمال حماس والجهاد، وبعض التنظيمات التي تعمل ضمن سرايا المقاومة، كمتراس أمامي يساهم بعرقلة تطبيق القرار، وإدخال هذا التطبيق في متاهات الفوضى وميليشيات السلاح، كلّ ذلك تحت عنوان المقاومة، هذا فيما تتفرج الممانعة على غزة وهي تسحق، وهذا كله برسم حماس التي ارتضت أن تلعب هذا الدور، مع كل ما سوف ينتج عنه من تداعيات سلبية على المخيمات وعلى الوضع الداخلي في لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us