“H1N1” هديّة اللّبنانيّين في العيد… والوقاية أساسيّة!


خاص 19 كانون الأول, 2023

تجربةُ العالم مع إنفلونزا “H1N1” مريرةٌ، لاسيّما أنّها أصبحت وباءً في عام 2009 بعدما تسبّبت بوفاة أكثر من 284 ألف شخصٍ حول العالم


كتب إيلي صرّوف لـ”هنا لبنان”:

لم يحصل لبنان هذا العام على الهديّة الّتي كان ينتظرها في عيد الميلاد المجيد، فلا الجمهوريّة أصبح لها رأس، ولا الاقتصاد انتُشل من سباته العميق، ولا حتّى السّلام المرجوّ استطاع فَرد جناحيه. عوضًا عن ذلك، حطّ فيروس “اتش1ان1- H1N1” رحاله في البلد الّذي لم يتعافَ بعد من تداعيات إصابته الموجعة بوباء “كوفيد 19″.
تجربةُ العالم مع إنفلونزا “H1N1” الّتي تُسمّى أحيانًا “إنفلونزا الخنازير”، والّتي هي نوعٌ من أنواع فيروس الإنفلونزا (أ)، مريرةٌ، لا سيّما أنّها أصبحت وباءً في عام 2009؛ بعدما تسبّبت بوفاة أكثر من 284 ألف شخصٍ حول العالم. وعلى الرّغم من أنّ منظّمة الصّحة العالميّة أعلنت انتهاء الوباء في آب 2010، غير أنّ سلالة إنفلونزا “H1N1” أصبحت إحدى السّلالات الّتي تُسبّب الإنفلونزا الموسميّة، وهي تظهر عادةً خلال شهر تشرين الثّاني وتمتدّ حتّى نهاية شهر آذار.
ومع بدء تسجيل إصاباتٍ بهذه الإنفلونزا في لبنان تزامنًا مع حلول موسم الأعياد، والتّحذيرات من تفشٍّ واسعٍ خصوصًا بسبب كثرة الاختلاط والتّجمّعات في هذه الفترة، ارتفع منسوب الهلع لدى المواطنين، فما عانوه بسبب “كورونا” ليس بالسّهل أن يُنسى.
في هذا الصّدد، يشير الطّبيب المتخصّص في طبّ العائلة دكتور جوزيف خوري، في حديث لـ”هنا لبنان”، إلى “أنّنا نمرّ الآن في فترة الرّشح الموسمي، لكن هناك حالات إصابة بالإنفلونزا أو الـ”H1N1″، إلّا أنّ معظم المصابين لا يخضعون للفحوصات المخبريّة اللّازمة للتّمكّن من تشخيص حالتهم بدقّة، فيتمّ التّعامل مع الإصابة على أنّها نزلة بردٍ أو رشحٌ عادي”.
ويوضح أنّ “عوارض الإنفلونزا مشابهة لعوارض الرّشح، لكنّها تكون أقوى إجمالًا، وهي: زكامٌ، وجع حلقٍ، حرارةٌ مرتفعةٌ، سعالٌ، وجع رأسٍ، تعبٌ وإرهاقٌ؛ وأوجاعٌ في الجسم. ولا يمكن تشخصيها إلّا من خلال الخضوع للفحص المخصّص للإنفلونزا، الّذي يُجرى عبر الأنف، أي بطريقةٍ شبيهةٍ لفحص كورونا”.
وهنا يلفت إلى أنّ “ثمّة الكثير من الإصابات بـ”كورونا” في لبنان، لكنّ معظم المصابين إمّا يجرون الفحوصات في المنزل أو الصّيدليّة، أو حتّى لا يجرونها إطلاقًا، ولذلك لا توجد أرقامٌ رسميّةٌ ودقيقةٌ لأعداد المصابين”.
في الأيّام الأخيرة، كَثُر الحديث عن انتشار فيروس إنفلونزا “H1N1” في أحياء بالعاصمة بيروت، وفي عددٍ من المدارس في بعض المناطق اللّبنانيّة، ما دفعها إلى إقفال الصّفوف “الموبوءة”. وعن أسباب هذا التّفشّي السّريع للفيروس بين التّلاميذ ولا سيّما الأطفال منهم، يشرح خوري أنّه “إذا كان الأطفال يتنفّسون على مقربةٍ من بعضهم البعض، ولا يوجد التزامٌ بالتّباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين وآداب العطس والسّعال، فبالتّالي من الطّبيعي إذا كان أحد التّلاميذ مصابًا بالإنفلونزا وارتاد المدرسة، أن ينقل العدوى إلى زملائه”.
ويشدّد على أهميّة “الوقاية والمسؤوليّة الفرديّة، وإلزاميّة عدم اختلاط المصابين أو مَن يشعرون بأعراض العدوى مع الآخرين، بالإضافة إلى ضرورة غسل اليدين المتكرّر بالماء والصابون خاصّةً بعد السّعال والعطس، وأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمي للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة”، محذّرًا من أنّ “مخاطر الإنفلونزا ومضاعفاتها أكبر بالنّسبة للأطفال، كبار السّن، النّساء الحوامل، والأشخاص الّذين يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ كالربو ونقص المناعة…”.
التّعاون بين ثلاثي الأطبّاء والأهالي وإدارات المدارس أساسيٌّ، لتمرير العام الدّراسي بأقلّ أمراضٍ ممكنة. كما أنّ لا بديل عن الوقاية في هذه الأيّام، لقطع الطّريق أمام أيّ تفشٍّ خطيرٍ محتملٍ لفيروس “H1N1″، وأيّ موجة هلعٍ قد تطرق باب المجتمع مجدّدًا، وكما يقول المثل “الوقاية خيرٌ من قنطار علاج”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar