“التيار” و”الحزب” الى القطيعة… بعد خيبة أمل ميشال عون من الحليف الاصفر


خاص 23 كانون الأول, 2023

تختلف الهزّات السياسية بين “التيار” و”الحزب” عما سبقها، بعد معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، لأنّ النائب جبران باسيل ضاق ذرعاً من مسرحيات الحليف.

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

الإلتزام بالصمت لا يعني دائماً علامة الرضى، وفق ما يقول المثل الشائع، لأنه لا ينطبق على كواليس علاقة التيار الوطني الحر وحزب الله، لانّ التأرجح بينهما لا يهدأ، خصوصاً في هذه الفترة، بعد أن تحوّل إلى هزّة سياسية، يعمل الوسطاء على ضبطها وتحويلها إلى تردّدات.
إلى ذلك تختلف الهزّات السياسية بين “التيار” و”الحزب” عما سبقها، بعد معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، لأنّ النائب جبران باسيل ضاق ذرعاً من مسرحيات الحليف كما يقول في الكواليس، لذا لم يصمت بل توالى في “لطشاته ” للحليف الأصفر، فيما الأخير التزم السكوت كما يفعل عادة، فلا ردود ولا تراشق بالكلام، خصوصاً بعد دخول رئيس الجمهورية السابق ميشال عون على الخط، موجهّاً رسالة إلى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، إختصرت بكلمتين “لا للتمديد”.
كما كانت لأحد المسؤولين العونيين “الصقور” مقابلة قبل أيام، أطلقت السهام نحو حارة حريك ردّاً على ما قامت به من مسرحية، خلال انعقاد جلسة التمديد في المجلس النيابي، الأمر الذي ساهم في “تكبير الزعل” مع حزب الله، لكن من دون أن يعاتب أو يسأل كي لا يساهم في تفاقم القصة، فيما قام بعض حلفاء الحزب بنقل الرسائل الشفهية عن ذلك الغضب المستتر، لأن المصلحة تقتضي عدم “زعل” الحزب الوحيد المتبقي لباسيل، خصوصاً أنّ حلم الأخير بالرئاسة لا يزال حاضراً وإلى أبد الآبدين، على الرغم من العقوبات الأميركية التي تطوّقه، والتي كانت من أبرز الأسباب التي ألحقت الضرر بعلاقة الطرفين، بعد أن وصل إلى أذهان حزب الله تأفف باسيل من تلك العلاقة، التي وضعته في مغطس سياسي، يصعب بعده تحقيق الحلم الرئاسي حتى إشعار آخر، إلا إذا…

الكيل طفح بين الأصفر والبرتقالي!
إلى ذلك ووفق معلومات ” هنا لبنان” عن خبايا ما يجري بين الفريقين، فالعلاقة تسوء يوماً بعد يوم، لأنّ العونيين المتشدّدين لا يتقبلون خيبة أمل الرئيس عون بعد رفض طلبه، لأنّ التمديد مرّ ولم تنفع مسرحية انسحاب نواب “الحزب” من الجلسة، فيما ملائكته بقيت حاضرة بقوة لتمرير التمديد، الأمر الذي لم يقنع أحداً، وهذا ما يتردّد منذ عصر الجمعة الماضي، ويقال أيضاً بأنّ ما جرى أخيراً ليس غيمة صيف عابرة، بل مجموعة غيوم أدت إلى ضباب كثيف وأمطار غزيرة وسيول، فالكيل طفح ولم يعد “التيار” يفهم على “الحزب” والعكس صحيح. أما ورقة التفاهم فباتت في مهب الرياح والعواصف، ولم يعد لها أي مبرّر وفق ما يردّد مؤيدو باسيل.

جناحان في “التيار”
في غضون ذلك وبعد توالي الصدمات، انقسم “التيار” إلى جناحين، الأول “يمشي على العمياني” مع رئيسه جبران، ويندّد لغاية اليوم بالاتفاقات التي سبقت جلستي الحكومة ومجلس النواب، أما الجناح الثاني فيدعو إلى الهدوء والتروّي، باحثاً عن المصالح البرتقالية الخاصة، وبالتالي مفنّداً حسابات الربح والخسارة، ومنطلقاً من مقولة لا يعترف بها، لكنه يحاول تصديقها كي يُبقى على العلاقة مع “الحزب”، لأنه الوحيد المتبقي له وسط كل الخصوم، إذ يجبر هؤلاء على تصديق مقولة “أنّ الحزب راعى “التيار” بعدم التصويت للتمديد والانسحاب من الجلسة، وفي الوقت عينه طبّق ما ينادي به، أي رفض الفراغ في المؤسسة العسكرية، وإنطلاقاً من هنا يعتبر نفسه منتصراً، لأنه ضرب مجموعة عصافير بحجر واحد، فيما الحقيقة مغايرة والكل شاهد مسرحية لا تنطلي على أحد، إذ لو أراد فعلاً حزب الله خوض معركة عدم التمديد للعماد جوزف عون، لكان عمل على عدم تأمين النصاب، لكن باسيل “أكل الضرب” هذه المرّة.

مرحلة الطلاق النهائي؟
في السياق ووفق المعلومات، فإنّ تنسيقاً جرى بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بهدف مساعدة ” الحزب” على إحراج باسيل وإخراجه من الحلبة، بالتزامن مع تحذيرات خارجية عربية وغربية، من تداعيات عدم حصول التمديد، فيما رئيس” التيار” وعلى الرغم من الفتور السياسي السائد مع حارة حريك، منذ حصول آخر اتصال بينه وبين السيّد نصرالله مع بداية الاشتباكات في الجنوب، فالأول بدا مراهناً على فوزه بكسر معركة التمديد، فكانت المفاجآة التي لم يتحمّلها باسيل، لذا أدخل عمه على الخط، فإذا بالمفاجآة تتحول إلى صدمة، وفق ما يقول معظم العونيين الغاضبين، الذين يرون الأيام المقبلة قاتمة، كذلك العلاقة مع “الحزب”، ولا يستغربون حصول الطلاق النهائي، خصوصاً في مرحلة الاستحقاق الرئاسي، ويعودون إلى الإستعانة بالجملة البرتقالية الشهيرة” أنا أو لا أحد”، أي ” باسيل أو لا أحد”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar