ملفات ساخنة يحملها الموفدون الغربيون.. وبوريل يطالب بحماية قوات اليونيفيل


خاص 7 كانون الثاني, 2024

لم تهدأ الحركة الدبلوماسية الغربية باتجاه لبنان وكان آخرها زيارة جوزيب بوريل القادم من فلسطين وإسرائيل، والذي طرح الخطوات التي يمكنها تحفيز جهود سلام دولية جادة


كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

تحفل منطقة الشرق الأوسط بصولات وجولات ولقاءات لوزراء الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن والفرنسية كاترين كولونا تحت عنوان: “ضمان عدم إتساع النزاع في المنطقة”، ونقل التهديد والوعيد لإيران وأذرعها ووكلائها في المنطقة بأن خطر اشتعال الوضع في الشرق الأوسط أكبر من أي وقت مضى وعليهم وقف أنشطتهم المزعزعة للاستقرار، وذلك يأتي في ظل سعي المجتمع الدولي للتوصل لحل سياسي تريده إسرائيل للتخفيف من احتمالات التصعيد مع حزب الله.
أما الحركة الدبلوماسية الغربية باتجاه لبنان فلم تهدأ وكانت آخرها زيارة الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية “جوزيب بوريل” القادم من فلسطين وإسرائيل والذي يزور أيضاً المملكة العربية السعودية. فقد حمل العناوين نفسها في جولته الإستطلاعية محذراً مما ستؤول إليه الأوضاع في لبنان في حال التصعيد في الجنوب إضافة إلى طرح كيفية البناء على المبادرة الأوروبية العربية المشتركة، والخطوات الملموسة التي يمكنها تحفيز جهود سلام دولية جادة.
كيف لا وهو المعروف بجرأته في الكلام وبهفواته المقصودة وتصريحاته غير الديبلوماسية بشأن المواضيع الحساسة. وفيما قالها بلينكن بصراحة لنظيره اليوناني بأنّ أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع، صاغ بوريل أمام المسؤولين اللبنانيين بحسب مصادر سياسية حضرت أحد اجتماعاته لموقع “هنا لبنان” تهديداته على شاكلة تحذيرات بضرورة سحب حزب الله لعناصره إلى شمال الليطاني للحفاظ على أمن المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشمالية لإسرائيل وذلك وفق طرح أوروبي تسعى إليه المجموعة الأوروبية، ملوحاً بعدم وجود ضمانات بمنع الإعتداءات أو توسيع إسرائيل حربها على لبنان في حال لم يتم الإلتزام بتنفيذ القرار 1701 ومندرجاته.
وخلال لقاءاته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي سمع الإجابات عينها بأن لبنان يتطلع إلى تحقيق الإستقرار لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة إلى تفجير شامل، كما جرى التشديد على إلتزام لبنان تطبيق القرار الدولي 1701 لكن التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب أولاً وقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها إسرائيل. ومن حارة حريك حيث إلتقى النائب محمد رعد تلقى بوريل رداً واضحاً بأنّ على إسرائيل وقف عدوانها على غزة وأن الحزب لن يتردّد أبداً في حماية لبنان والدفاع عنه في حال شنّت إسرائيل حرباً ضده. وبحسب المعلومات فإن بوريل عبر عن تخوف الدول الأوروبية من ترددات خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عملياً على الأرض وتعريض لبنان لأخطار هو بغنى عنها.
ومن وزارة الخارجية اللبنانية أشار بوريل إلى أنه يرى “تكثيفاً مقلقاً لتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق على الحدود بين لبنان وإسرائيل، لافتاً إلى إعتقاده بأنَّه يمكن منع الحرب وتجنبها، ومشيراً إلى دعم الاتحاد الأوروبي لبعثة اليونيفيل التي تساهم فيها معظم دولنا الأعضاء بقوات على الأرض، وربط ذلك بإستعداد الإتحاد لدعم لبنان وجيشه لأن ذلك وسيلة للمساهمة في الأمن والسلام في المنطقة” كما قال.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع “هنا لبنان” أن الهدف الأساس من زيارة الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى لبنان يندرج في إطار حماية القوات الدولية العاملة في الجنوب نظراً للقلق الشديد من إستهدافها في الحرب الدائرة عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهذا القلق يعتري الدول الأوروبية المنضوية في قوات اليونيفيل التي تهدد بسحب عناصرها في حال الإستمرار بالتعدي عليها وإعادة النظر في بقاء قواتها في تلك المنطقة لأن عوامل الإستقرار غير محققة مما يؤدي إلى وضع هذه القوات أمام أخطار محدقة. وبحسب المصادر تعتبر الدول الأوروبية وأبرزها فرنسا أن الوضع بات مقلقاً وخطيراً وقد أبلغت هذه الدول المسؤولين اللبنانيين عبر رسائل وموفدين تحذيراتها من تفاقم الأوضاع عند الحدود وتعرض قوات اليونيفيل للإعتداءات المتواصلة، وهذا ما جرى التطرق إليه خلال الإتصال الهاتفي بين وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكن ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا حيث بحثا الإجراءات الواجب اتخاذها في حال الإستمرار بإستهداف القوات الدولية جنوب لبنان، مع الضغط لتنفيذ القرار 1701 وإلا وفق المصادر ستتم إعادة النظر في بنوده وإمكانية وضعه تحت البند السابع في مجلس الأمن لا سيما أن فرنسا ستترأس المجموعة الشهر المقبل وهذا الأمر أكثر ما يقلق باريس خلال هذه الفترة.
هذه التحذيرات ستتواصل بإتجاه لبنان من قبل الموفدين الذين سيزورونه خلال الأيام المقبلة لا سيما منهم المستشار الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي لا يحمل جديداً بخصوص الملف الرئاسي في جولته الخامسة لأن “الطبخة لم تنضج بعد”، إنما سيبحث في ملف قوات اليونيفيل وتأمين سلامتهم وتنفيذ القرار 1701. وكان قد سبقه كلام المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الفرنسية للتذكير بإنجازاته المتعددة في لبنان ولإعطاء الأهمية القصوى لزيارته، وكذلك سيزور لبنان المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتين حيث توقعت مصادر لموقعنا أن تحصل نهاية الشهر الجاري في حال عدم حصول تطورات أمنية وستتركز مهمته حول إستكمال البحث في تنفيذ القرار 1701. كما أن الزيارة ستحصل بعد وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون والتي قد تتأخر أيضاً عن الإلتحاق بعملها وتسلم مهامها في السفارة الأميركية في عوكر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar