حماية لبنان


خاص 12 كانون الثاني, 2024

حماية لبنان ليست شعاراً يُردّد هنا وهناك وليست سلاحاً يُشهر في وجه كل من يعترض على مصادرة قرار الحرب والسلم، وليست سلعة تُباع وتُشترى في المزادات السياسية


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

ردد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه يتفق مع حزب الله على حماية لبنان ولكن السؤال هو عن أيّ حماية وعن أيّ لبنان يتحدّث؟
حماية لبنان تكون من خلال الإستقرار السياسي والأمني المستدام الذي يؤدي إلى جذب الاستثمارات وتحسين الإقتصاد وتأمين فرص عمل للشباب بدل دفعهم للفرار من البلد.
حماية لبنان تكون من خلال بناء الدولة وإصلاحها وحصر القرار بمصير البلاد والعباد في يدها، لا أن تكون الدولة واللبنانيين رهائن يُرسم مصيرهم في مكان آخر ولا يسمح لهم بتغيير هذا المصير الأسود.
حماية لبنان تكون من خلال علاقات ممتازة مع الدول العربية والصديقة، دول عرفت كيف تضع نفسها في مسار التقدم والتطور في مختلف المجالات المفيدة، لا دولاً لا تعرف سوى تطوير الأسلحة وتترك شعوبها جائعة منكوبة.
حماية لبنان لا تكون بزجّ البلاد في صراعاتٍ لن يستفيد منها البلد في شيءٍ سوى في تقويض ما تبقى من مقومات وسمعة لديه فتحول إلى بؤرة وساحة لتصفية الحسابات ومنطلقاً لمشاريع غريبة ومستوردة لا تشبه الأكثرية الساحقة للبنانيين.
حماية لبنان تكون بإتمام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، لا أن يتم تعطيل هذه الاستحقاقات إن لم تتناسب بنتيجتها المرتقبة مع ما تريده قوى الأمر الواقع غير آبهة للضرر الذي يلحق بنا جميعاً.
حماية لبنان ليست شعاراً يُردّد هنا وهناك وليست سلاحاً يُشهر في وجه كل من يعترض على مصادرة قرار الحرب والسلم، فحماية لبنان هي فعل إيجابي وليست فعلاً سلبياً لا يقدّم للبنان واللبنانيين أيّ نتيجة تساهم في تحسين أوضاعهم وضمان مستقبلهم ومستقبل أولادهم.
حماية لبنان ليست سلعة تُباع وتُشترى في المزادات السياسية، والعامل الأخير في تأمينها هو السلاح الذي يجب أن يكون فقط في يد الدولة يستخدم فعلياً وعملياً في حماية لبنان وليس من أجل حمايات ومشاريع أخرى.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar