أسابيع قليلة ستبلور “المسار” … هل يحمل شباط في جعبته حماوة الحرب الواسعة؟


خاص 16 كانون الثاني, 2024

حركة الموفدين الغربيين إلى المنطقة تؤكّد بأنّ السباق قائم لضبط اتّساع الحرب، والصورة لغاية اليوم تتّجه أكثر نحو السلبية، لأنّ توقيت التحرّك لم يعد ينفع بالتزامن مع عمليات الرد على الاغتيالات، لذا يبدو المشهد مقلقاً


كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

لغاية اليوم يبدو المشهد العسكري متأرجحاً بين الدبلوماسية والحرب، لكن التهديدات اليومية المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله تلعب دورها بإتقان، وخير مثال على ما يجري في هذا الإطار، هو الوضع في الجنوب وخصوصاً القرى الحدودية التي تدفع الأثمان الباهظة من ضحايا وجرحى ودمار هائل. فيما حركة الموفدين الغربيين إلى المنطقة، تؤكد بأنّ السباق قائم لضبط اتساع الحرب، والصورة لغاية اليوم تتجه أكثر نحو السلبية، لأنّ توقيت التحرّك لم يعد ينفع بالتزامن مع عمليات الرد على الاغتيالات، التي طالت قياديين من حركة حماس وحزب الله، لذا يبدو المشهد مقلقاً بعد تهديد الحزب على لسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله بالرد المناسب، وقوله يوم الأحد “إننا حاضرون للحرب”، متخذاً كالعادة القرار عن الدولة اللبنانية، التي أكدت عبر مسؤوليها أنها ليست في وارد توسعة إطار الحرب.
إلى ذلك بدت حركة الموفدين الغربيين إلى بيروت لافتة، من ناحية المساعي لإبعاد الحرب الواسعة، مع تقديم نصيحة للبنان بعدم إعطاء إسرائيل أي مبرّر للحرب، والعمل على تطبيق القرار 1701، كذلك زيارة كبير المستشارين الأميركيّين آموس هوكشتاين، الذي حمل معه القرار المذكور وضروة تطبيقه، وفي جعبته أفكار ورسائل للاتجاه نحو العملية السلمية، ووقف المعارك والاشتباكات الحدودية، وفق مقولة كرّرها الموفد الأميركي مراراً “أنّ الطرفين يرغبان بالحل الدبلوماسي”، وذلك بهدف تشجيعهما وإنجاح المهمة الشاقة التي تقع على عاتقه، وسط انفتاح قنوات التفاوض أيضاً على خط إيران – قطر- لبنان، لكن ولغاية اليوم لا شيء محسوم من ناحية انتهاء الحرب، لأنّ الصورة ستتبلور خلال أسابيع قليلة وفق المعلومات، التي أشارت إلى إمكانية ظهور آلية أو صيغة للحل، الذي سيريح الفريقين أي ضمن معادلة لا غالب ولا مغلوب، لأنّ هذا هو المطلوب دولياً للوصول إلى تسوية لاحقة. إنطلاقاً من أنّ الولايات المتحدة لا تريد الصدام مع إيران والعكس صحيح، لكن تبقى المناورة قائمة على حساب شعوب المنطقة، والمطلوب في هذه الفترة إتساع الاشتباكات على الحدود الجنوبية وشمال إسرائيل، وهذا ما نشهده منذ عمليات الاغتيال، مع استبعاد الحرب الشاملة التي تتطلب قراراً سياسياً، وهذا القرار يُتّخذ إمّا في إيران أو في الولايات المتحدة، ولا شيء من هذا سيعلن.
في السياق أشارت مصادر مطلعة ومواكبة لما يجري لموقع “هنا لبنان” إلى عدم إحراز التقدم المطلوب على خط المساعي، بعد رفض حزب الله التراجع ثمانية كيلومترات شمال الخط الأزرق، ما لم تتراجع إسرائيل من الجهة المقابلة المسافة عينها، كما يصرّ الحزب على وقف الحرب على غزة، ويربط ذلك بوقف الاشتباكات على الحدود، وإستبعدت تطبيق القرار 1701، لأنّ الطرفين يضعان شروطاً صعبة، وهذا ما بدا بوضوح على ملامح هوكشتاين الذي عاد خائباً إلى بلاده، وسقط في تحقيق الحل المؤقت الذي كرّر الدعوة إليه في كل أجوبته، ورأت أنّ الجهود ستتواصل مع عنوان واحد ” لا للحرب الكبرى”، مشيرة إلى أنّ الولايات المتحدة لا تريد تغيير قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية، مخافة تطورها أكثر وتفاقم تداعياتها على المنطقة، لذا ستستمر بالضغوط على إسرائيل للانتقال إلى مرحلة جديدة بعيدة عن المواجهة، أي الحل الدبلوماسي والتوافق ولو بعد حين على النقاط العالقة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وعن الصورة العسكرية في المرحلة القريبة، ختمت المصادر المذكورة “بأنّ كواليس اللقاءات التي جرت بين المسؤولين اللبنانيين والموفد الأميركي هوكشتاين، أنتجت استبعاداً لضربة عسكرية متبادلة، بين الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، كما أنّ الاتصالات جارية بقوة بين لبنان وبعض الدول الفاعلة التي لن تسمح بذلك، لذا فلننتظر الشهر المقبل الذي قد ينبثق عنه تطورات منها تهدئة مع ضمانات، لأنّ الضغوط الاميركية ستكون فاعلة، خصوصاً أنها تقدّم كل التمويل لإسرائيل، لذا لا تستطيع رفض أي قرار لها أو مطلب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar