الحزب الحائر بين الردّ على إسرائيل ومهاجمة سامي الجميّل


خاص 23 كانون الثاني, 2024

ركزوا “حربكم” على العملاء في صفوفكم واعلموا أنّ ما تقوله المعارضة عنكم أو لكم، هو الحق الذي سينتصر ولو بعد حين


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

من يراقب هجوم جمهور “حزب الله” وجيشه الإلكتروني على رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل لأنه دعاهم إلى العيش كسائر المواطنين في لبنان، يدرك تمامًا أنّ هذا الفريق في ورطة كبيرة، تبدأ برأس الهرم القيادي الذي يتآكل عدده بسبب الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة في لبنان وسوريا، ولا تنتهي عند أصغر “مقاوم” يرفع الشارة الصفراء ويستقوي فيها على مَن حوله.
لقد هال هذا “المارد المدجّج بالسلاح الإيراني” تصريح قائد لبناني نقي، يدعو إلى بناء الدولة ويطالب بتطبيق الدستور وينبِّه من خطورة جرّ لبنان إلى لعبة المحاور ويرفض الاستسلام لخاطف البلاد والعباد الذي أوصل الشعب اللبناني بسياسته الغبيّة الاستعلائية الطائشة إلى هذا الدرك، وورط اللبنانيين بحروب عدة تدمِّر الحجر وتضرب الاقتصاد وتزهق أرواح البشر.. ومع هذا كله، يريد الإبقاء على قصر بعبدا شاغرًا حتى يستسلم الجميع لإرادته التدميرية وتقبل القوى كافة بما أمر الولي الفقيه.
هل يعلم هذا الفريق أنّ المواقف التي أطلقها النائب سامي الجميل تمثل السواد الأعظم من اللبنانيين، وتنطق بما يفكرون به وما يتمنونه لأنفسهم ولإخوانهم في الوطن الجريح؟
هل يدرك هذا الفريق أنّ ما قاله سامي الجميل بالأمس هو نفسه ما يقوله بشارة الراعي وقبله نصرالله صفير وقبلهما كميل شمعون وبشير الجميل وأمين الجميل ورينيه معوض وميشال سليمان وسمير جعجع والياس عودة وحسن خالد ومحمد مهدي شمس الدين وغسان تويني ورفيق الحريري وشارل مالك وسعد الحريري وجبران تويني وتمام سلام وبيار الجميل وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وتيمور جنبلاط ودوري شمعون وكميل دوري شمعون وميشال معوض ومحمد شطح وأنطوان غانم ووليد عيدو وسمير قصير وجورج حاوي ولقمان سليم وفارس سعيد وسمير فرنجية؟
لا يا سادة، سامي الجميل ليس وحده، خلفه جمهور سيادي عظيم، دفع عشرات آلاف الشهداء ليبقى لبنان منارةً في هذا الشرق، شاء من شاء ورفض من رفض.. فما قاله الجميل بالأمس سيقول مثله وأكثر سمير جعجع في مقابلته الخاصة مع مرسال غانم، وفي أي إطلالة لأي قيادي لبناني “أولًا وأخيرًا” سيُقال لكم من هذا العيار ومن هذا القبيل.. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ولن تنال منه الأيادي التخريبية ذات الأجندات الخارجية.
هل تعلمون لماذا تصطادكم إسرائيل بهذه السهولة؟ ليس بسبب التفوق التكنولوجي فحسب، بل بسبب العملاء من بين صفوفكم، إذ تؤكد المصادر الموثوقة لـ “هنا لبنان” أنّ التكنولوجيا وحدها غير قادرة على فعل شيء إن لم يقابلها “الجهد البشري” (العميل)، أو (الدالول)، وهذا السيئ الذكر من أبناء جلدتكم، يعيش معكم ويهتف بإسمكم ويضرب بسيفكم، يرتدي ثيابكم ويأكل من طعامكم ويشرب شرابكم ويعيش على طريقتكم ويصلّي معكم ويعرف أينكم ويدل الإسرائيلي على أماكن تواجدكم.
ركزوا “حربكم” على العملاء في صفوفكم واعلموا أنّ ما تقوله المعارضة لكم أو عنكم، هو الحق الذي سينتصر ولو بعد حين، فإذا كان مطلب بناء الدولة “عمالة” فاعلموا جيدًا أن الأكثرية الساحقة “عميلة” عند الحبيب لبنان، فيما أنتم تجاهرون بالولاء لإيران.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us